القمم الإسلامية تاريخ طويل لجمع كلمة المسلمين..أول مؤتمر دعا إليه الملك عبد العزيز آل سعود قبل 86 عاما بعد إلغاء أتاتورك للخلافة فى تركيا.. وسوريا الملف الرئيسى لزعماء العالم الإسلامى بمكة اليوم

الثلاثاء، 14 أغسطس 2012 10:37 ص
القمم الإسلامية تاريخ طويل لجمع كلمة المسلمين..أول مؤتمر دعا إليه الملك عبد العزيز آل سعود قبل 86 عاما بعد إلغاء أتاتورك للخلافة فى تركيا.. وسوريا الملف الرئيسى لزعماء العالم الإسلامى بمكة اليوم خادم الحرمين الشريفين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعادت مناسبة دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز التى وجهها إلى إخوانه قادة الدول الإسلامية لحضور مؤتمر التضامن الإسلامى الاستثنائى الذى سيعقد فى مكة المكرمة يومى 26 – 27 رمضان الحالى الموافق 14 – 15 أغسطس، بهدف جمع كلمة المسلمين وتحقيق ما تصبو إليه الأمة الإسلامية من آمال وتطلعات، وتحقيق الخير لشعوبها، أعادت هذه المناسبة الحديث عن الجهود التى بذلتها السعودية فى تاريخها الحديث لتحقيق وحدة المسلمين والنظر فى مختلف المشكلات الإسلامية فى ظل التحديات التى تواجهها الأمة والانقسامات السياسية والمذهبية فى ظل سقوط الأنظمة ومشكلات اقتصادية كبيرة، ولعل أبرزها الحديث عن دعوة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود عام 1926 إلى عقد مؤتمر إسلامى عالمى فى مكة المكرمة، للبحث فى شئون المسلمين، واقتراح سبل توحيد كلمتهم، والنظر فى مختلف المشكلات الإسلامية، وجاءت هذه الدعوة من الملك المؤسس على أثر قيام مصطفى كمال أتاتورك بإلغاء الخلافة الإسلامية، التى كانت تركيا مقرها ومعه اضطرب العالم الإسلامى، وتصاعدت من بعض أقطاره دعوات تنادى باستمرار الخلافة، ومبايعة خليفة جديد، ولم تكن الخلافة مدرجة فى جدول أعمال المؤتمر الذى يعد أول مؤتمر إسلامى بعد سقوط الخلافة الإسلامية عام 1924.

ولبت الدعوة أقطار إسلامية كثيرة، حيث وجه الملك عبد العزيز للمؤتمرين كلمة بهذه المناسبة ألقاها بحضرته مستشاره حافظ وهبة، جاء فيها: «أيها المسلمون، لعل اجتماعكم هذا، فى شكله وموضوعه، أول اجتماع فى تاريخ الإسلام، ونسأله تعالى أن يكون سنة حسنة، تتكرر فى كل عام، عملا بقوله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)» وأضاف: «إنكم تعلمون أنه لم يكن فى العصور الماضية، أدنى قيمة لما يسمى فى عرف هذا العصر، بالرأى العام الإسلامى، ولا بالرأى العام المحلى، بحيث يرجع إليه الحكام للتشاور فيما يجب من الإصلاح فى مهد الإسلام، ومشرق نوره الذى عم الأنام».

وبعد انتهاء الخطاب الملكى قام الملك عبد العزيز وحيا المؤتمرين قائلا: «نسأل الله التوفيق لنا ولكم ولكافة المسلمين، وأن يكون هذا المؤتمر مسرا للصديق، ومكبتا للعدو، وأن ينصر الإسلام ويعلى كلمته إلى يوم الدين، والسلام عليكم جميعا».

وبحث المؤتمر ـ حينها ـ مسائل كثيرة منها: إحصاء أوقاف الحرمين الشريفين فى الحجاز وفى سائر الأقطار، ومنها سكة الحديد الحجازية، ووسائل عمران ما فى الحجاز منها وضبط ما فى الخارج والحصول على ريعه، ووضع نظام لصرف كل ريع يصل إلى حكومة الحجاز من هذه الأوقاف فيما تقتضيه المصلحة، مع مراعاة الأحكام الشرعية، وإصلاح عين زبيدة.

وتعاقب على رئاسة مؤتمر العالم الإسلامى فى دوراته الماضية كل من الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود والملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود - الملك السعودى الثالث، إدريس السنوسى - ملك المملكة الليبية الراحل، محمد على جناح - مؤسس دولة باكستان، شكرى القوتلى - الرئيس السورى الأسبق، عدن عبد الله عصمان دار - رئيس جمهورية الصومال الأسبق، أمين الحسينى - المفتى الأكبر لدولة فلسطين سابقا، معروف الدواليبى - رئيس وزراء سوريا الأسبق، عبد الله بن عمر نصيف - نائب رئيس مجلس الشورى السعودى سابقا.

فيما يعود تاريخ القمم الإسلامية إلى عام 1969 حيث شارك رؤساء بلدان وحكومات خمس وعشرين دولة إلى جانب ممثلين عن الأقلية الإسلامية فى الهند ومنظمة التحرير الفلسطينية فى أعمال القمة الإسلامية الأولى التى انعقدت فى العاصمة المغربية الرباط خلال الفترة من 22 - 25 سبتمبر 1969.

وأشار إعلان الرباط إلى أن «الحادث المؤلم الذى وقع يوم 21 أغسطس 1969. الذى سبب الحريق فيه أضرارا فادحة للمسجد الأقصى قد أثار أعمق القلق فى قلوب أكثر من 600 مليون من المسلمين فى سائر أنحاء العالم».

وقرر مؤتمر القمة الإسلامى عقد اجتماع لوزراء خارجية الدول المشاركة بجدة فى شهر مارس 1970. وذلك لبحث نتائج العمل المشترك الذى قامت به الدول المشاركة على الصعيد الدولى فى موضوع القرارات الواردة فى إعلان القمة الإسلامية بالرباط، وبحث موضوع إقامة أمانة دائمة يكون من جملة واجباتها الاتصال مع الحكومات الممثلة فى المؤتمر والتنسيق بين أعمالها.

وفى القمة الإسلامية الثانية التى عقدت فى لاهور بباكستان خلال الفترة من 22 إلى 24 فبراير 1974 وافق ملوك ورؤساء وأمراء وممثلو 35 دولة إسلامية، إضافة إلى فلسطين الممثلة من قبل منظمة التحرير الفلسطينية فى أعمال القمة الإسلامية على قرارات خاصة بالقدس والشرق الأوسط والقضية الفلسطينية وصندوق التضامن الإسلامى والتنمية والعلاقات الدولية وأمور أخرى.

أما القمة الثالثة التى عقدت فى مكة المكرمة خلال الفترة من 25 ـ 28 يناير 1981 ناقشت قضية فلسطين والشرق الأوسط والوضع فى أفغانستان والنزاع العراقى الإيرانى.

وانعقدت القمة الإسلامية الرابعة فى مدينة الدار البيضاء بالمملكة المغربية فى الفترة ما بين 16 و19 يناير 1984، وشارك فى أعمالها ملوك وأمراء ورؤساء وممثلون عن 42 دولة، بينما انعقدت القمة الإسلامية الخامسة فى الكويت تحت عنوان «دورة التضامن الإسلامى» فى الفترة من 26 - 29 يناير 1987. وذلك بمشاركة ملوك وأمراء ورؤساء وممثلين من 44 دولة.

وعقدت عدد من القمم الاستثنائية التى جاءت لمعالجة عدد من الموضوعات ذات الأحداث العاجلة، فالقمة الاستثنائية الأولى خصصت لمناقشة قضية جامو وكشمير وفلسطين وعقدت فى إسلام آباد عاصمة باكستان فى 23 مارس 1997.

وخصصت القمة الاستثنائية الثانية التى عقدت فى الدوحة، قطر، فى 5 مارس 2003 حيث اجتمع القادة المسلمون لمرة ثانية فى قمة استثنائية لتدارس التهديدات باحتمال شن هجوم عسكرى على العراق والظروف التى تمر بها القضية الفلسطينية، وتبنوا بيانين، الأول بشأن العراق حيث أعلنوا رفضهم القاطع لضرب العراق أو تهديد أمن وسلامة أى دولة إسلامية، وعلى ضرورة حل المسألة العراقية بالطرق السلمية فى إطار منظمة الأمم المتحدة وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

كما قرروا امتناع الدول الإسلامية عن المشاركة فى أى عمل عسكرى يستهدف أمن وسلامة ووحدة أراضى العراق أو أى دولة إسلامية، ودعوا المجتمع الدولى بالعمل على نزع أسلحة الدمار الشامل فى منطقة الشرق الأوسط بما فى ذلك إسرائيل.

وعقدت الدورة الثالثة لمؤتمر القمة الإسلامى الاستثنائى بمكة المكرمة فى 7 و8 ديسمبر 2005، وتعد القمة نقطة تحول فى تاريخ العالم الإسلامى.

وتبنت القمة بلاغ مكة وتقرير الشخصيات البارزة وبرنامج العمل العشرى لمواجهة تحديات الأمة الإسلامية فى القرن الحادى والعشرين، وهو إنجاز مهم فى حد ذاته، فيما توالت القمم لمعالجة الكثير من الأمور العاجلة والاستثنائية حتى قمة التضامن الإسلامى فى مكة المكرمة التى ستعقد اليوم فى رحاب مكة المكرمة بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.

وفى القمة الإسلامية السادسة التى عقدت فى العاصمة السنغالية داكار خلال الفترة 9 - 11 ديسمبر 1991 وعرفت بدورة القدس والوئام والوحدة، وناقشت عددا من الموضوعات المتعلقة بالجوانب السياسية والثقافية، وركزت القمة الإسلامية السابعة التى عقدت فى الدار البيضاء بالمملكة المغربية خلال الفترة من 13 ديسمبر 1994 وتضمنت الكثير من القرارات المهمة التى جاءت فى إعلان الدار البيضاء، وفى القمة الإسلامية الثامنة التى عقدت فى الجمهورية الإسلامية الإيرانية - طهران خلال الفترة من 9 - 11 ديسمبر 1997 أكد القادة مجددا عزمهم على دعم التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء، وأملهم فى أن تتخذ جميع المنظمات الإقليمية فى العالم الإسلامى التدابير العملية والفعالة من أجل توسيع التعاون فى جميع المجالات، إلى جانب التأكيد على أهمية إنشاء سوق إسلامية مشتركة تمثل خطوة مهمة نحو تدعيم التضامن الإسلامى وتعزيز حصة العالم الإسلامى فى التجارة العالمية.

وركزت القمة الإسلامية التاسعة التى عقدت فى دولة قطر - الدوحة خلال الفترة من 12 - 13 نوفمبر 2000، على دراسة الأوضاع الخطيرة التى تشهدها الأراضى الفلسطينية المحتلة من جراء الأعمال الوحشية التى تقوم بها القوات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى وتوجت بإصدار بيان تحت عنوان «انتفاضة الأقصى».

أما القمة الإسلامية العاشرة فجاءت بعنوان «دورة المعرفة والأخلاق من أجل تقدم الأمة الإسلامية» وعقدت فى مدينة بوتراجايا بماليزيا خلال الفترة من 16 - 17 أكتوبر 2003، وناقشت عددا من القضايا من أهمها المتعلقة بالقدس وفلسطين، إضافة إلى القمة الإسلامية الحادية عشرة التى عقدت فى العاصمة السنغالية - داكار فى عام 2008 حيث ناقشت جملة من القضايا المهمة التى تتعلق بالقدس وفضية فلسطين وشؤون الجماعات والمجتمعات المسلمة فى الدول غير الأعضاء وأنشطة الدعوة وإعادة تنشيط لجنة تنسيق العمل الإسلامى.


موضوعات متعلقة:


◄الرئيس يؤدى العمرة فجر الأربعاء ويزور قبر النبى بالمدينة المنورة

◄مكة المكرمة تستقبل اليوم رؤساء الدول الإسلامية لمناقشة الأزمة السورية

◄ مرسى يتوجه اليوم إلى السعودية لحضور القمة الإسلامية بمكة المكرمة






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة