أعربت الصحف القطرية اليوم عن اعتقادها بأن قمة مكة المكرمة التى تعقد اليوم ستشكل موقفا مفصليا من القضية السورية فضلا عن أهميتها البالغة فى مواجهة التحديات الكبيرة والخطيرة التى صارت تواجه العالم الإسلامى.
وقالت صحيفة " الراية " القطرية - فى افتتاحيتها اليوم الثلاثاء بعنوان " قرار إسلامى شجاع " - إن موافقة وزراء خارجية الدول الإسلامية على مشروع قرار بتعليق عضوية سوريا فى منظمة التعاون الإسلامى تمثل رسالة واضحة للنظام السورى بأن صبر العرب والمسلمين على تصرفاته قد نفد ، وأنه لا خيار أمام الرئيس السورى بشار الأسد إلا التنحى طوعا أو كرها عن الحكم والقبول برغبة الشعب السورى فى أن يختار
من يحكمه.
وأضافت الصحيفة أن هذا القرار يمثل كذلك البداية الجادة لمواجهة النظام بشكل جماعى عربيا وإسلاميا ، موضحة أنه ليس المطلوب فقط إجازة هذا القرار وإنما الاعتراف العربى والإسلامى رسميا بالمجلس الوطنى السورى وجيشه الحر كممثلين شرعيين للشعب السورى ودعم الثورة دعما كاملا فى جميع المحافل الدولية.
وأكدت الصحيفة أنه رغم تأخر هذا الموقف الإسلامى الجماعى فإنه من الواضح أن قمة مكة المكرمة التى تتزامن مع الشهر الفضيل ستشكل موقفا مفصليا من القضية السورية التى أصبحت قضية عربية وإسلامية قبل أن تكون قضية الشعب السورى الذى يواجه الإبادة والتنكيل ببسالة وأنه ظل ينتظر الدعم والمساندة من إخوانه المسلمين والعرب بعد فشل المجتمع الدولى فى حمايته لأن قرار تعليق عضوية النظام فى المنظمة التى تضم أكثر من 57 دولة يمثل ضربة قاضية ضد النظام ورسالة واضحة بأن عهده قد انتهى ، كما أنها تمثل رسالة إيجابية لصالح القضية السورية .
وطالبت الصحيفة المجتمع الدولى بمواجهة النظام السورى بصرامة وبقرارات قوية بعد قرار منظمة التعاون الإسلامى بحق النظام الذى دعمت من خلاله الموقف العربى الذى كان قد سبق الجميع فى تعليق عضوية النظام فى كل مؤسسات الجامعة العربية.
ورأت صحيفة " الراية " القطرية أن موقف العرب والمسلمين أصبح هو الأساس فى التعامل مع الأزمة السورية ، لذلك فليس هناك بديل إلا بتكامل جهود الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامى لمواجهة النظام محليا وإقليميا ودوليا لأنهما أصبحتا المعنيتين أساسا بحماية الشعب السورى بعد فشل مجلس الأمن الدولى .
وأعربت الصحيفة ى ختام افتتاحيتها عن اعتقادها بأن العالم الإسلامى نجح فى الامتحان العسير بقراره الشجاع ، مطالبة بقرارات أخرى تدعم هذا القرار لحماية الشعب السورى ، موضحة أن هذا لن يتم إلا بإصدار قرار عربى وإسلامى بالتدخل العسكرى المباشر مثلما تم فى دول أخرى باعتبار أن الموقف فى سوريا لا يتحمل أى تأخير أو مماطلة خاصة أن أى قرار للتدخل سيكون محميا بدعم شعبى عربى وإسلامى قبل أن يكون بدعم رسمى .
من جانبها ، قالت صحيفة الشرق القطرية - فى افتتاحيتها بعنوان " قمة مكة " - إن القمة تكتسب أهميتها من مكان انعقادها ومشاركة قادة الدول الـ 57 فى منظمة التعاون الإسلامى ، وكذلك من القضايا المهمة التى يبحثها القادة ، حيث تتصدرها الأزمة السورية وعملية السلام الإسرائيلية - الفلسطينية ووضع أقلية الروهينجا
المسلمة فى ميانمار ، موضحة أن هذه القضايا الثلاث لها تأثيرها الكبير بما يستوجب اتخاذ القرارات التى تتناسب وأهميتها.
ونبهت الصحيفة إلى أن سوريا باتت فى مفترق طرق ودخلت نفقا مظلما لكن يبدو أن فى نهايته ضوءا يتمثل فى مساعى حماية المدنيين وإكمال عملية الانتقال السلمى للسلطة لوقف نزيف الدم.
وأشارت فى هذا الصدد إلى أن وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامى اتخذوا موقفا شجاعا وحكيما بتعليق عضوية سوريا لأنه لا يمكن السكوت على ما يجرى ضد الشعب السورى ، حيث تسفك الدماء دون حق ، مؤكدة أن هذا أقل ما يمكن فعله ، لأنه لا يمكن تجاهل مطالب الشعب السورى فى حمايته واحترام تطلعاته المشروعة .وتابعت الصحيفة أن القضية الفلسطينية هى القضية المركزية التى ظلت حاضرة فى كل القمم الإسلامية والعربية ، مؤكدة أنه حان الوقت الذى ينعم فيه الفلسطينيون بدولتهم المستقلة وعاصمتها القدس ونيل العضوية الكاملة فى الأمم المتحدة .
وأشارت صحيفة " الراية " القطرية إلى أن ما يحدث من مذابح ضد مسلمى ميانمار مدان بأقسى العبارات وأنه لابد من تدخل عاجل لحمايتهم وعلى العالم أن يتولى مسئوليته. بدورها ، قالت صحيفة " الوطن " - فى افتتاحيتها بعنوان " قمة مكة والتحديات التى تواجه المسلمين " - إن خصوصية الظرف السياسى للأمتين العربية والإسلامية الذى تنعقد القمة فى خضمه وأيضا الآمال المرجوة منها تكسبانها أهمية كبيرة وتجعلان أنظار العالم الإسلامى تتجه صوب مكة المكرمة خاصة أن عبق المناسبة الدينية وهى العشر الأواخر تضاعف الآمال بنجاحات ملموسة فى مواجهة التحديات الكبيرة والخطيرة التى صارت تواجه العالم الإسلامي.
وأكدت أن هذا الأمر يستوجب معالجة نوعية لأزمات عديدة يتصدرها الشقاق والفتنة اللذان يتهددان العالم الإسلامى وأن تكون اللحمة بين أممه ودوله أقوى فى مواجهة عوامل التفكك ومنها أيضا الملف السورى بما بلغه من تطورات خطيرة تؤدى إلى هذه المآسى الإنسانية التى يرتكبها النظام ضد شعبه ومعارضيه ومنها ما يتعرض له مسلمو الروهينجا فى ميانمار من مآس لم يعد من الممكن السكوت عنها.
ورأت الصحيفة أن العالم الإسلامى بما له من مقدرات وطاقات هائلة ينبغى أن يستلهم ما تحض عليه الشريعة الإسلامية السمحاء فى إنجاز صيغ حكيمة واستشرافية للتعاون بين أممه وشعوبه ومن أجل تنمية وحضارة إنسانية تستعيد بها الأمة مكانة تليق بها وتتناسب مع ما لها من إسهام كبير فى الحضارة الإنسانية.
وأعربت الصحيفة - فى ختام افتتاحيتها - عن ثقتها بأن قادة العالم الإسلامى سيسعون إلى تحمل مسئولياتهم فى العمل على رص الصفوف حتى لا يدعوا مجالا لفتن تستنزف الطاقات وحتى يمكن استعادة الاستقرار السياسى الذى يعد الشرط الأول والأساسى للشروع فى تنمية حقيقية وتحقيق الرفاهية للشعوب الإسلامية.
الصحف القطرية: قمة مكة المكرمة تشكل موقفا مفصليا فى القضية السورية
الثلاثاء، 14 أغسطس 2012 12:20 م