الصحف البريطانية.. مرسى بحاجة لإثبات حسن نواياه من السلطات التى يتمتع بها وطمأنة المتخوفين من بناء دولة استبدادية جديدة.. توقيت قرارات مرسى فى ليلية القدر لم يكن محض صدفة
الثلاثاء، 14 أغسطس 2012 01:31 م
إعداد ريم عبد الحميد وإنجى مجدى
الجارديان
توقيت قرارات مرسى فى ليلية القدر لم يكن محض صدفة
تواصل الصحيفة تغطيتها التحليلية للأوضاع فى مصر، وقالت إن الخطوة التى قام بها الرئيس محمد مرسى بتغيير القيادات العسكرية تثير تساؤلات جديدة لمصر، فرغم أن عملية تطهير الجيش من كبار قياداته أنهت حالة الإرتباك بشأن من يمسك بزمام السلطة رسميا، إلا أن العشرات من الشكوك لا تزال قائمة.
وترى الصحيفة أنه من الصعب تصديق أن توقيت تلك القرارات كان محض مصادفة. فقد كانت بتاريخ 24 رمضان، والتى ربما تكون ليلة القدر التى هى خير من ألف شهر كما جاء بالقرآن. ويبدو أن هذا كان خيارا مناسبا بالنظر إلى أن تلك التغييرات تضع على ما يبدو نهاية لحالة الارتباك بشأن من يمتلك السلطة فى مصر على مدار الفترة الماضية.
وتتساءل الصحيفة: هل هذا أمر أفضل، وأين تكمن السلطة الآن؟ ثم تقول إنه داخل الجيش من الواضح أن صاحب السلطة الجديد هو عبد الفتاح السيسى الذى تم تعيينه وزيرا للدفاع، والذى كان يشغل من قبل منصب مدير الاستخبارات العسكرية.
والسيسى الذى يصغر سلفه طنطاوى بشكل واضح، قد أحضر معه عددا أصغر سنا من الضباط، وتعيينه يضع نهاية لأشهر من الصراع حول من يسيطر على الجيش.
وتمضى الجارديان قائلة إن غيابه رفض فورى لقرارات يوم الأحد الماضى يشير بشكل أساسى إلى أنه هذا انقلاب ناجح داخل الجيش بالتحالف مع مرسى، فنحن نعرف أيضا أن القيادة العسكرية الجديدة مستعدة لمنح مرسى الصلاحيات التى رفض سابقوهم أن يمنحوها إياه. ولم يكن مرسى يستطيع أن يستعيد السيطرة بدون مساعدتهم. وهذا لا يعنى أن الرئيس المدنى المنتصر استطاع أن يجعل الجيش فى صفه، ولكن الأمر مسألة احتشاد المصالح.
وتشير الصحيفة إلى أن أحداث سيناء وفرت الفرصة لمرسى وحلفائه بالزى العسكرى للتحرك ضد الحرس القديم فى الجيش. فقد سبق القرارات الأخيرة قرار بإقالة رئيس المخابرات مراد موافى وعدد آخر من المسئولين، كانت خطوة مفاجئة فى حد ذاتها، لكنه كان حدثا مناسبا أكثر من كونه سببا فى حد ذاته.
وتحذر الصحيفة من تحالف العسكر مع الإسلاميين، وتقول إنه احتمال تقشعر له الأبدان، لا سيما فى ظل حالة الفوضى فى المعارضة العلمانية التى تشعر بقلق شديد من سيطرة الإسلاميين على السلطة بقدر ما تدعم الحكم المدنى.
وقالت الصحيفة فى النهاية إن الكثير سيتوقف على ما سيفعله مرسى فى الفترة المقبلة. فلديه مسئولية لتوحيد بلد منقسم خلف دستور توافقى وانتخابات برلمانية جديدة. ويجب أن يوازن بين رغبات المعسكر الإسلامى مع مخاوف العلمانيين والمطالب بالإصلاح من جانب الثوار مع النهج المحافظ لحلفائه الجدد فى الجيش. ولا يوجد مبرر لعدم العمل، فمرسى أصبح ممكَنا أخيرا بكامل السلطات.
الفايننشيال تايمز
مرسى بحاجة لإثبات حسن نواياه من السلطات التى يتمتع بها.. وطمأنة المتخوفين من بناء دولة إستبدادية جديدة
قالت صحيفة الفايننشيال تايمز إنه رغم الإشادات الداخلية التى حظيت بها قرارات محمد مرسى، بإقالة كبار قادة الجيش وإلغاء الإعلان المكمل للدستور، فإن السؤال الذى يبقى الآن، ما الاتفاق الذى أبرمه الرئيس الإخوانى ليحظى بدعم البعض داخل الجيش؟.
وتشير الصحيفة إلى أنه بعد أن استولى مرسى على السلطات التشريعية والتنفيذية، فإنه بحاجة إلى تطمين هؤلاء الذين يشتبهون فى نوايا وطموح جماعته، الإخوان المسلمين، وأنه بحاجة للتأكيد على عدم بناء دولة استبدادية.
ويواجه الاقتصاد المصرى تراجعا متزايدا فى ظل مناخ عدم اليقين الذى يسود البلاد منذ سقوط نظام الرئيس حسنى مبارك. وتلفت الصحيفة إلى أن كلا من مرسى وجماعة الإخوان المسلمين والجيش فقدوا مصداقيتهم، حيث كانوا يتصارعون على السلطة، فى حين تتجه معدلات البطالة إلى الارتفاع وتتراجع حركة الاستثمار.
ويمكن أن تساعد خطوة مرسى على استعادة الثقة فى كل من الرئاسة والجيش، لكن بشرط أن يعملوا على معالجة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية التى تواجه البلاد.
وتضيف الصحيفة أن كل جانب بحاجة لإدراك المعوقات الحساسة. فقد يكون هناك قلق متزايد بين صغار الضباط بشأن الحرس القديم، وجهود عرقلة الحكومة المنتخبة. لكن الجيش لا يزال يريد صوتا فى مستقبل مصر. وفى الوقت نفسه تبدو جماعة الإخوان المسلمين، قلقة من السلفيين، الأكثر تشددا، السائلين عن أوراق اعتمادها الإسلامية.
وتختم افتتاحية الصحيفة مشددة على حاجة مصر لحكومة واثقة وتركز على تحسين أحوال المصريين جميعا. فبعد أن اتخذ مرسى أول خطوة فى فرض سيطرته على الجيش يجب عليه تقديم أوراق اعتماد الديمقراطية من خلال الدعوة لانتخابات برلمانية سريعا.
وبذلك يمكن للناخبين الحصول على فرصة انتخاب نواب يشكلون دستور البلاد، بالنظر إلى الأسئلة التى لاتزال قائمة بشأن شمولية الجمعية التأسيسة الحالية. فرأى البلاد فى نظامها المستقبلى هو أفضل سبيل للحكومة الجديدة لتفوز بثقة المصريين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الجارديان
توقيت قرارات مرسى فى ليلية القدر لم يكن محض صدفة
تواصل الصحيفة تغطيتها التحليلية للأوضاع فى مصر، وقالت إن الخطوة التى قام بها الرئيس محمد مرسى بتغيير القيادات العسكرية تثير تساؤلات جديدة لمصر، فرغم أن عملية تطهير الجيش من كبار قياداته أنهت حالة الإرتباك بشأن من يمسك بزمام السلطة رسميا، إلا أن العشرات من الشكوك لا تزال قائمة.
وترى الصحيفة أنه من الصعب تصديق أن توقيت تلك القرارات كان محض مصادفة. فقد كانت بتاريخ 24 رمضان، والتى ربما تكون ليلة القدر التى هى خير من ألف شهر كما جاء بالقرآن. ويبدو أن هذا كان خيارا مناسبا بالنظر إلى أن تلك التغييرات تضع على ما يبدو نهاية لحالة الارتباك بشأن من يمتلك السلطة فى مصر على مدار الفترة الماضية.
وتتساءل الصحيفة: هل هذا أمر أفضل، وأين تكمن السلطة الآن؟ ثم تقول إنه داخل الجيش من الواضح أن صاحب السلطة الجديد هو عبد الفتاح السيسى الذى تم تعيينه وزيرا للدفاع، والذى كان يشغل من قبل منصب مدير الاستخبارات العسكرية.
والسيسى الذى يصغر سلفه طنطاوى بشكل واضح، قد أحضر معه عددا أصغر سنا من الضباط، وتعيينه يضع نهاية لأشهر من الصراع حول من يسيطر على الجيش.
وتمضى الجارديان قائلة إن غيابه رفض فورى لقرارات يوم الأحد الماضى يشير بشكل أساسى إلى أنه هذا انقلاب ناجح داخل الجيش بالتحالف مع مرسى، فنحن نعرف أيضا أن القيادة العسكرية الجديدة مستعدة لمنح مرسى الصلاحيات التى رفض سابقوهم أن يمنحوها إياه. ولم يكن مرسى يستطيع أن يستعيد السيطرة بدون مساعدتهم. وهذا لا يعنى أن الرئيس المدنى المنتصر استطاع أن يجعل الجيش فى صفه، ولكن الأمر مسألة احتشاد المصالح.
وتشير الصحيفة إلى أن أحداث سيناء وفرت الفرصة لمرسى وحلفائه بالزى العسكرى للتحرك ضد الحرس القديم فى الجيش. فقد سبق القرارات الأخيرة قرار بإقالة رئيس المخابرات مراد موافى وعدد آخر من المسئولين، كانت خطوة مفاجئة فى حد ذاتها، لكنه كان حدثا مناسبا أكثر من كونه سببا فى حد ذاته.
وتحذر الصحيفة من تحالف العسكر مع الإسلاميين، وتقول إنه احتمال تقشعر له الأبدان، لا سيما فى ظل حالة الفوضى فى المعارضة العلمانية التى تشعر بقلق شديد من سيطرة الإسلاميين على السلطة بقدر ما تدعم الحكم المدنى.
وقالت الصحيفة فى النهاية إن الكثير سيتوقف على ما سيفعله مرسى فى الفترة المقبلة. فلديه مسئولية لتوحيد بلد منقسم خلف دستور توافقى وانتخابات برلمانية جديدة. ويجب أن يوازن بين رغبات المعسكر الإسلامى مع مخاوف العلمانيين والمطالب بالإصلاح من جانب الثوار مع النهج المحافظ لحلفائه الجدد فى الجيش. ولا يوجد مبرر لعدم العمل، فمرسى أصبح ممكَنا أخيرا بكامل السلطات.
الفايننشيال تايمز
مرسى بحاجة لإثبات حسن نواياه من السلطات التى يتمتع بها.. وطمأنة المتخوفين من بناء دولة إستبدادية جديدة
قالت صحيفة الفايننشيال تايمز إنه رغم الإشادات الداخلية التى حظيت بها قرارات محمد مرسى، بإقالة كبار قادة الجيش وإلغاء الإعلان المكمل للدستور، فإن السؤال الذى يبقى الآن، ما الاتفاق الذى أبرمه الرئيس الإخوانى ليحظى بدعم البعض داخل الجيش؟.
وتشير الصحيفة إلى أنه بعد أن استولى مرسى على السلطات التشريعية والتنفيذية، فإنه بحاجة إلى تطمين هؤلاء الذين يشتبهون فى نوايا وطموح جماعته، الإخوان المسلمين، وأنه بحاجة للتأكيد على عدم بناء دولة استبدادية.
ويواجه الاقتصاد المصرى تراجعا متزايدا فى ظل مناخ عدم اليقين الذى يسود البلاد منذ سقوط نظام الرئيس حسنى مبارك. وتلفت الصحيفة إلى أن كلا من مرسى وجماعة الإخوان المسلمين والجيش فقدوا مصداقيتهم، حيث كانوا يتصارعون على السلطة، فى حين تتجه معدلات البطالة إلى الارتفاع وتتراجع حركة الاستثمار.
ويمكن أن تساعد خطوة مرسى على استعادة الثقة فى كل من الرئاسة والجيش، لكن بشرط أن يعملوا على معالجة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية التى تواجه البلاد.
وتضيف الصحيفة أن كل جانب بحاجة لإدراك المعوقات الحساسة. فقد يكون هناك قلق متزايد بين صغار الضباط بشأن الحرس القديم، وجهود عرقلة الحكومة المنتخبة. لكن الجيش لا يزال يريد صوتا فى مستقبل مصر. وفى الوقت نفسه تبدو جماعة الإخوان المسلمين، قلقة من السلفيين، الأكثر تشددا، السائلين عن أوراق اعتمادها الإسلامية.
وتختم افتتاحية الصحيفة مشددة على حاجة مصر لحكومة واثقة وتركز على تحسين أحوال المصريين جميعا. فبعد أن اتخذ مرسى أول خطوة فى فرض سيطرته على الجيش يجب عليه تقديم أوراق اعتماد الديمقراطية من خلال الدعوة لانتخابات برلمانية سريعا.
وبذلك يمكن للناخبين الحصول على فرصة انتخاب نواب يشكلون دستور البلاد، بالنظر إلى الأسئلة التى لاتزال قائمة بشأن شمولية الجمعية التأسيسة الحالية. فرأى البلاد فى نظامها المستقبلى هو أفضل سبيل للحكومة الجديدة لتفوز بثقة المصريين.
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة