الصحف الأمريكية: مرسى اعتمد فى حملته لتطهير قيادة الجيش على استياء الضباط الشباب من تدنى أوضاعهم.. وواشنطن تشعر بالارتياح لتعيين السيسى ولكن تأثيرها فى الحكومة الجديدة لا يزال غير واضح
الثلاثاء، 14 أغسطس 2012 03:23 م
إعداد رباب فتحى
نيويورك تايمز
مرسى اعتمد فى حملته لتطهير قيادة الجيش على استياء الضباط الشباب من تدنى أوضاعهم
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية: إن حملة الرئيس محمد مرسى لتطهير قيادة الجيش اعتمدت على دعم شباب ضباط الجيش الذين لطالما ألقوا بطائلة اللوم على القادة لوجود سلسلة من المشاكل تنطوى على انخراط القوات المسلحة فى الحياة السياسية بعد الثورة التى أطاحت بحكم الرئيس السابق، حسنى مبارك.
وقال أحد الضباط رفيعى المستوى فى مقابلة أجرتها معه الصحيفة: إن ضباط الجيش شعروا بالإحباط الشديد بسبب الرواتب الضعيفة، والمحسوبية، والمعدات الرديئة، وانعدام فرص الترقيات فضلاً على الارتباك المتزايد بشأن دور القادة.
وأضافت "نيويورك تايمز" أن هذه الشكاوى عززها الهجوم الأخير فى مدينة رفح، والذى أسفر عن مقتل 16 ضابطًا وجنديًّا، كما تسبب الحادث فى إحراج جميع الرتب فى الجيش.. ويقول الضابط، الذى رفض ذكر هويته لأنه غير مصرح له بالتحدث إلى الصحفيين: "الجيش لم يتغير. أعطنى أدوات للعمل، فلا يمكنك أن تعطينى سيارات مخربة، وتضع مائة جندى، وتطلب منى تأمين 30 كيلومترًا من الصحراء".
واعتبرت الصحيفة أن تغيير القادة ترك نوعًا من عدم الوضوح والتيقن، فميزان القوى تغير لصالح الرئيس مرسى، خاصة مع الهزة التى أصابت المجلس الأعلى للقوات المسلحة، لكنه لا يزال صامدًا فى مكانه، فحتى بعد قرار الإقالة لم يكن هناك مؤشرات على أن الجيش يحشد صفوفه اعتراضًا على هذا القرار.
واشنطن بوست
مرسى تحدى جميع التوقعات وأثبت مدى دهائه السياسى
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تحت عنوان "الرئيس المصرى يتحدى التوقعات": حتى المصريون الذين يحبون مرسى وصوتوا لصالحه فى الانتخابات، اتفقوا على حقيقة واحدة عند تنصيبه رئيسًا للجمهورية؛ وهى أن المرشح الإسلامى سيكون زعيمًا ضعيفًا نسبيًّا، إلا أنه بعد عدة أسابيع من حكمه أثبت الرئيس "العرضى"، والذى لطالما وصف بأنه "بلا جاذبية"، أنه صاحب قرار، وتمكن من تحييد خصومه وتعزيز سلطته بسرعة مذهلة، ودهاء سياسى. على حد قول الصحيفة.
ورأى بعض المحللين أن قرار مرسى بإحالة المشير حسين طنطاوى، وزير الدفاع والقائد الأعلى للقوات المسلحة، وسامى عنان، رئيس هيئة الأركان وبعض المسئولين الآخرين انتصارًا مبكرًا فى الصراع على القوى، اعتقد المصريون أنه سيستمر لأعوام. غير أن الأمر الأكثر إثارة للدهشة كان تقبل المصريين لقرار إقالة المشير ورئيس هيئة الأركان، فى دولة خضعت لحكم العسكر طيلة ستة عقود.
ووصف بيان على صفحة المجلس الأعلى للقوات المسلحة بموقع "الفيس بوك" أمس، الاثنين، التعديل الوزارى بأنه "تغيير طبيعى"، وأن "المسئولية انتقلت إلى جيل جديد من أبناء مصر لبدء رحلة جديدة فى الحفاظ على أمن أرض وسماء وبحار مصر".
وتحدث المحللون عن احتمالية أن تكون القيادة العسكرية الجديدة قوة تنافسية، غير أنه فى الوقت الحالى، على الأقل، يسود انسجام غير معتاد، وحتى إن كان القادة أقيلوا على مضض، فلم يعرب أحدهم عن استيائه.
ومضت "واشنطن بوست" تقول: إن التحكم بمقاليد القوى الآن مقامرة كبيرة بالنسبة لمرسى، لاسيما بعد أحداث سيناء التى أسفرت عن مقتل 16 ضابطًا وجنديًّا، واستمرار تدهور الوضع الاقتصادى، بينما لا يزال ينظر إليه الكثير من الليبراليين والمسيحيين بعين القلق. ويخطط الكثير من المنتقدين لتظاهرات كبيرة فى آخر هذا الشهر لرفض ما يطلقون عليه سجل إدارة جماعة الإخوان الضعيف.
واشنطن تشعر بالارتياح لتعيين السيسى، ولكن تأثيرها فى الحكومة الجديدة لا يزال غير واضح.
تحت عنوان "واشنطن من القلق إلى الارتياح بعد تعديل قيادة الجيش فى مصر"، قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية: إن رد فعل الإدارة الأمريكية الأول حيال قرارات الرئيس محمد مرسى بإقالة المشير حسين طنطاوى، وزير الدفاع وسامى عنان، رئيس هيئة الأركان كان القلق البالغ، فهذه المفاجأة عكست أسوأ مخاوف واشنطن حيال المنحنى الذى تتخذه الثورة المصرية. إلا أنها على ما يبدو شعرت بالارتياح بعد الإعلان عن وزير الدفاع الجديد وقائد القوات المسلحة، الجنرال عبد الفتاح السيسى، المعروف لدى المسئولين الأمريكيين "وتبنيه نهج التعاون مع الولايات المتحدة والحاجة للسلام مع الجيران"، وفقًا لأحد المسئولين فى الإدارة الأمريكية.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن التطورات الأخيرة فى مصر خلال العام الماضى وقعت بسرعة لم يستطع صناع السياسة الأمريكية مجاراتها، ومع إقالة القيادة العليا للقوات المسلحة زادت المخاوف بشأن حجم النفوذ الذى قد تمتلكه واشنطن فى مصر إذا عزز الرئيس مرسى سلطته. ولكن مع تعيين عبد الفتاح السيسى تنفست الإدارة الأمريكية الصعداء.
وقال المسئولون الأمريكيون: إن السفيرة الأمريكية إلى مصر، آن باترسون، تحدثت مع وزير الدفاع الجديد، وإن كلاًّ من الجنرال، مارتن ديمبسى، رئيس هيئة الأركان، وجون برنان، مستشار مكافحة الإرهاب فى البيت الأبيض تقابلا مع السيسى فى زيارتهما إلى مصر العام الماضى.
ومضت "واشنطن بوست" تقول: إن قرار الرئيس نظر إليه فى بادئ الأمر باعتباره لعبة خطيرة، إلا أنه بات يوصف بـ "الداهية السياسى"، لإدارته الجيدة لتغيير القادة.
ووصف أحد مسئولى الإدارة الأمريكية مرسى بأنه "ذكى"، مضيفًا: وهذا ما تعلمه الجميع خلال الأشهر الماضية.
وأصدر كلٌّ من البنتاجون ووزارة الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض بيانات أمس، الاثنين، أكدوا فيها أنهم توقعوا التغيرات. وقال مسئول بارز فى وزارة الدفاع، رفض الكشف عن هويته: "كنا نعلم أن هناك انتقالاً سيحدث، ولكننا لم نكن نعلم التوقيت تحديدًا".
ومع ذلك لا يزال مستوى التأثير الأمريكى على الحكومة المصرية الجديدة غير واضح المعالم، ومن الصعب التنبؤ به، فالثورة التى أطاحت بحكم الرئيس السابق، حسنى مبارك، أطلقت العنان لما يطلق عليه "الزينوفوبيا" أو "الخوف من الغرباء"، خاصة حيال الأمريكيين والإسرائيليين، الأمر الذى يجعل من بناء علاقات وطيدة ترتكز على التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية عائقًا سياسيًّا لأى رئيس بعد الثورة.
وعن تأثير هذه القرارات على العلاقات المصرية الأمريكية قال مسئول فى الإدارة الأمريكية: إنه سيكون من السذاجة مجرد المحاولة، "فخلاصة الأمر أن المصريين يمرون بمرحلة انتقالية مهمة للغاية، وستكون هناك مفاجآت وصعاب على الطريق".
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نيويورك تايمز
مرسى اعتمد فى حملته لتطهير قيادة الجيش على استياء الضباط الشباب من تدنى أوضاعهم
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية: إن حملة الرئيس محمد مرسى لتطهير قيادة الجيش اعتمدت على دعم شباب ضباط الجيش الذين لطالما ألقوا بطائلة اللوم على القادة لوجود سلسلة من المشاكل تنطوى على انخراط القوات المسلحة فى الحياة السياسية بعد الثورة التى أطاحت بحكم الرئيس السابق، حسنى مبارك.
وقال أحد الضباط رفيعى المستوى فى مقابلة أجرتها معه الصحيفة: إن ضباط الجيش شعروا بالإحباط الشديد بسبب الرواتب الضعيفة، والمحسوبية، والمعدات الرديئة، وانعدام فرص الترقيات فضلاً على الارتباك المتزايد بشأن دور القادة.
وأضافت "نيويورك تايمز" أن هذه الشكاوى عززها الهجوم الأخير فى مدينة رفح، والذى أسفر عن مقتل 16 ضابطًا وجنديًّا، كما تسبب الحادث فى إحراج جميع الرتب فى الجيش.. ويقول الضابط، الذى رفض ذكر هويته لأنه غير مصرح له بالتحدث إلى الصحفيين: "الجيش لم يتغير. أعطنى أدوات للعمل، فلا يمكنك أن تعطينى سيارات مخربة، وتضع مائة جندى، وتطلب منى تأمين 30 كيلومترًا من الصحراء".
واعتبرت الصحيفة أن تغيير القادة ترك نوعًا من عدم الوضوح والتيقن، فميزان القوى تغير لصالح الرئيس مرسى، خاصة مع الهزة التى أصابت المجلس الأعلى للقوات المسلحة، لكنه لا يزال صامدًا فى مكانه، فحتى بعد قرار الإقالة لم يكن هناك مؤشرات على أن الجيش يحشد صفوفه اعتراضًا على هذا القرار.
واشنطن بوست
مرسى تحدى جميع التوقعات وأثبت مدى دهائه السياسى
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تحت عنوان "الرئيس المصرى يتحدى التوقعات": حتى المصريون الذين يحبون مرسى وصوتوا لصالحه فى الانتخابات، اتفقوا على حقيقة واحدة عند تنصيبه رئيسًا للجمهورية؛ وهى أن المرشح الإسلامى سيكون زعيمًا ضعيفًا نسبيًّا، إلا أنه بعد عدة أسابيع من حكمه أثبت الرئيس "العرضى"، والذى لطالما وصف بأنه "بلا جاذبية"، أنه صاحب قرار، وتمكن من تحييد خصومه وتعزيز سلطته بسرعة مذهلة، ودهاء سياسى. على حد قول الصحيفة.
ورأى بعض المحللين أن قرار مرسى بإحالة المشير حسين طنطاوى، وزير الدفاع والقائد الأعلى للقوات المسلحة، وسامى عنان، رئيس هيئة الأركان وبعض المسئولين الآخرين انتصارًا مبكرًا فى الصراع على القوى، اعتقد المصريون أنه سيستمر لأعوام. غير أن الأمر الأكثر إثارة للدهشة كان تقبل المصريين لقرار إقالة المشير ورئيس هيئة الأركان، فى دولة خضعت لحكم العسكر طيلة ستة عقود.
ووصف بيان على صفحة المجلس الأعلى للقوات المسلحة بموقع "الفيس بوك" أمس، الاثنين، التعديل الوزارى بأنه "تغيير طبيعى"، وأن "المسئولية انتقلت إلى جيل جديد من أبناء مصر لبدء رحلة جديدة فى الحفاظ على أمن أرض وسماء وبحار مصر".
وتحدث المحللون عن احتمالية أن تكون القيادة العسكرية الجديدة قوة تنافسية، غير أنه فى الوقت الحالى، على الأقل، يسود انسجام غير معتاد، وحتى إن كان القادة أقيلوا على مضض، فلم يعرب أحدهم عن استيائه.
ومضت "واشنطن بوست" تقول: إن التحكم بمقاليد القوى الآن مقامرة كبيرة بالنسبة لمرسى، لاسيما بعد أحداث سيناء التى أسفرت عن مقتل 16 ضابطًا وجنديًّا، واستمرار تدهور الوضع الاقتصادى، بينما لا يزال ينظر إليه الكثير من الليبراليين والمسيحيين بعين القلق. ويخطط الكثير من المنتقدين لتظاهرات كبيرة فى آخر هذا الشهر لرفض ما يطلقون عليه سجل إدارة جماعة الإخوان الضعيف.
واشنطن تشعر بالارتياح لتعيين السيسى، ولكن تأثيرها فى الحكومة الجديدة لا يزال غير واضح.
تحت عنوان "واشنطن من القلق إلى الارتياح بعد تعديل قيادة الجيش فى مصر"، قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية: إن رد فعل الإدارة الأمريكية الأول حيال قرارات الرئيس محمد مرسى بإقالة المشير حسين طنطاوى، وزير الدفاع وسامى عنان، رئيس هيئة الأركان كان القلق البالغ، فهذه المفاجأة عكست أسوأ مخاوف واشنطن حيال المنحنى الذى تتخذه الثورة المصرية. إلا أنها على ما يبدو شعرت بالارتياح بعد الإعلان عن وزير الدفاع الجديد وقائد القوات المسلحة، الجنرال عبد الفتاح السيسى، المعروف لدى المسئولين الأمريكيين "وتبنيه نهج التعاون مع الولايات المتحدة والحاجة للسلام مع الجيران"، وفقًا لأحد المسئولين فى الإدارة الأمريكية.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن التطورات الأخيرة فى مصر خلال العام الماضى وقعت بسرعة لم يستطع صناع السياسة الأمريكية مجاراتها، ومع إقالة القيادة العليا للقوات المسلحة زادت المخاوف بشأن حجم النفوذ الذى قد تمتلكه واشنطن فى مصر إذا عزز الرئيس مرسى سلطته. ولكن مع تعيين عبد الفتاح السيسى تنفست الإدارة الأمريكية الصعداء.
وقال المسئولون الأمريكيون: إن السفيرة الأمريكية إلى مصر، آن باترسون، تحدثت مع وزير الدفاع الجديد، وإن كلاًّ من الجنرال، مارتن ديمبسى، رئيس هيئة الأركان، وجون برنان، مستشار مكافحة الإرهاب فى البيت الأبيض تقابلا مع السيسى فى زيارتهما إلى مصر العام الماضى.
ومضت "واشنطن بوست" تقول: إن قرار الرئيس نظر إليه فى بادئ الأمر باعتباره لعبة خطيرة، إلا أنه بات يوصف بـ "الداهية السياسى"، لإدارته الجيدة لتغيير القادة.
ووصف أحد مسئولى الإدارة الأمريكية مرسى بأنه "ذكى"، مضيفًا: وهذا ما تعلمه الجميع خلال الأشهر الماضية.
وأصدر كلٌّ من البنتاجون ووزارة الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض بيانات أمس، الاثنين، أكدوا فيها أنهم توقعوا التغيرات. وقال مسئول بارز فى وزارة الدفاع، رفض الكشف عن هويته: "كنا نعلم أن هناك انتقالاً سيحدث، ولكننا لم نكن نعلم التوقيت تحديدًا".
ومع ذلك لا يزال مستوى التأثير الأمريكى على الحكومة المصرية الجديدة غير واضح المعالم، ومن الصعب التنبؤ به، فالثورة التى أطاحت بحكم الرئيس السابق، حسنى مبارك، أطلقت العنان لما يطلق عليه "الزينوفوبيا" أو "الخوف من الغرباء"، خاصة حيال الأمريكيين والإسرائيليين، الأمر الذى يجعل من بناء علاقات وطيدة ترتكز على التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية عائقًا سياسيًّا لأى رئيس بعد الثورة.
وعن تأثير هذه القرارات على العلاقات المصرية الأمريكية قال مسئول فى الإدارة الأمريكية: إنه سيكون من السذاجة مجرد المحاولة، "فخلاصة الأمر أن المصريين يمرون بمرحلة انتقالية مهمة للغاية، وستكون هناك مفاجآت وصعاب على الطريق".
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة