جاء قرار غلق قناة الفراعين ليفتح أبوابا من الجدل وتضارب الآراء حول أوضاع القنوات الفضائية والإعلام بشقيه المرئى والمسموع فى ظل حكم الرئيس الإخوانى محمد مرسى.
وشهدت الساحة الإعلامية الفترة السابقة أحداثا لا تنبئ إلا بمجهول فواقعة الاعتداء على الكاتب الصحفى خالد صلاح رئيس تحرير اليوم السابع وكذلك غلق القنوات الفضائية مثل قناة الفراعين ومصادرة أحد أعداد جريدة «الدستور» جميعها أحدث لا تتفق مع حرية الإعلام والصحافة التى تحدث عنها رئيس الجمهورية محمد مرسى فى بداية تولية الرئاسة وخصوصا فى الاجتماع الذى التقى فيه مرسى بقيادات الصحف والقنوات الفضائية الخاصة والإعلام الحكومى.
ورغم ذلك تباينت ردود الأفعال حول واقعة غلق الفراعين وتأثير ذلك على القنوات الفضائية ومدى الخوف من تكرار الواقعة حيث قال عادل اليمانى الرئيس التنفيذى لقناة المحور فى تصريحات لـ«اليوم السابع» إننا فى البداية لابد أن نتفق حول وقوفنا ضد الترويع وتكميم الأفواه وحرية إبداء الرأى والصحافة والإعلام إلا أننا أيضا لابد أن نتعامل كإعلام خاص بمهنية وموضوعية ومصداقية ونتبع أدبيات العمل الإعلامى كذلك نلتف حول الوطن ورموزه وألا نتجاوز فى حقوقهم.
وأشار اليمانى إلى أن هناك فارقا كبيرا بين التجاوز وبين النقد فهناك رموز للدولة ومن غير اللائق التعدى عليهم لفظا فهذا بعيد عن النقد الموضوعى، لأن ذلك التعدى قد يؤثر على مسيرة الوطن.
وتساءل اليمانى هل كان أحدهم يجرؤ على مهاجمة الرئيس السابق بشكل غير لائق أو يدعو لمليونيات فهذا كله ظهر بعد الثورة، وأوضح أن القنوات الفضائية تدخل جميع البيوت ويشاهدها عدد كبير من الجمهور فيجب العمل على الظهور أمام هذا الجمهور بموضوعية.
واختتم اليمانى تصريحاته قائلا كذلك هناك بعض القنوات الدينية التى تعمل على إثارة الفتنة لابد من التعامل معها.
الكاتب الصحفى محمود مسلم رئيس تحرير قناة الحياة رفض بشكل قاطع ما تتم ممارسته حاليا مع الإعلام قائلا ما يحدث أمامنا مقدمة تعكس قناعات الإخوان المسلمين وعدم إيمانهم بالديمقراطية وعدم احترامهم للقانون وخرس الألسنة واعتقادهم أن ذلك أسهل من تنفيذ مشروع النهضة.
وأوضح مسلم أن الطريق الذى نسير فيه حاليا طريق غير سليم وهذا ما انعكس جليا على تصريحات وزير الاستثمار، وكأن وزارة الاستثمار لا مشاكل بها سوى الفضائيات الخاصة، وأشار إلى أن مرسى أرسل بذلك رسالة لمن يختلف معه سواء بالغلق أو بالاعتداء كما حدث مع الزميل خالد صلاح على الرغم أن «اليوم السابع» كانت صاحبة السبق فى إعلان نتيجة الرئاسة وإعلان مرسى رئيسا للجمهورية ولكن الإخوان لا يعرفون الديمقراطية.
وحول كيفية التعامل مع ما يواجهه الإعلام فى تلك الفترة قال مسلم نحن الآن أحوج ما نكون إلى التوحد لمواجهة ما يحدث فلابد من وقفة والعمل على سيادة القانون الذى لم يلتزم به الرئيس منذ توليه الرئاسة سواء بإعادته لمجلس الشعب المنحل أو ما يحدث حاليا مع القنوات والصحف.
وليد حسنى رئيس قناة التحرير أوضح أنه من السابق للأوان الحديث عن أى مؤامرات للتربص بالقنوات الفضائية، فمعظم القنوات حاليا تعمل فى مناخ حر وتستضيف ما تريد وهذا ما يحدث على الأقل مع «التحرير»، وأشار إلى أن ما حدث مع قناة الفراعين كان أمرا طبيعيا وخصوصا أنه تم إرسال إنذارين لها وتم إغلاقها أكثر من مرة من قبل.
وأدان حسنى ما حدث مع الكاتب الصحفى خالد صلاح قائلا تلك الممارسات نرفضها وندينها بل نحتج عليها أيضا، ورأى أنه لا علاقة بما حدث من غلق الفراعين وحديث وزير الاستثمار عن غلق بعض القنوات التى تروج للشائعات.
