مهندس على زين يكتب: رسالة إلى الرئيس

الإثنين، 13 أغسطس 2012 01:43 م
مهندس على زين يكتب: رسالة إلى الرئيس مرسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
السيد رئيس الجمهورية، لم أصوت لك فى جولة الإعادة مقاطعا لها، لأنى لم أرك لا أنت ولا منافسك تعبران عن اختيارى ورغباتى، على أية حال، أصبحت سيادتك رئيساً لمصر بأصوات الملايين غيرى الذين دعموك انتصارا للحق وللثورة فى مواجهة الباطل والنظام القديم، من وجهة نظر من صوتوا لك، لم يكن أمامهم بديل سواك ولم يكن متاح غيرك.

السيد الرئيس، المنطق كان يقتضى أن من قام بثورة وأن من حرك المياه الراكدة قبل الثورة هم من يتولون شئون البلاد وإدارتها بعد نجاح الثورة، وهو ما لم يتحقق على أرض الواقع، سأكون جاحدا إذا أنكرت مشاركة الإخوان فى الثورة، ولكنى فى نفس الوقت لن أكون منصفا إذا ذكرت أنكم قمتم بالثورة أو مهدتم لها، سأكون جاحدا إذا أنكرت أنكم لم تتعرضوا للتعذيب طيلة سنوات وسنوات على أيدى الأنظمة السابقة، ولكنى فى نفس الوقت لن أكون منصفا إذا ذكرت أن لكم دورا بارزا فى تغيير المجتمع المصرى طيلة سنوات طويلة كان بإمكانكم أن تغيروا من القواعد، خصوصا منظومة الأخلاق إذا كانت النوايا صادقة، ليس من أدبياتكم ولا منهجكم الثورة من أجل الوصول إلى ما تريدون، الظروف أتت فى صالحكم لسبب بسيط أنكم كنتم ومازلتم القوة المنظمة الوحيدة الموجودة فى الشارع، خصوصا لدى البسطاء من عموم المصريين، الظروف أتت لصالحكم لأن باقى الأحزاب كانت حبرا على ورق، ليس لها أى تواجد فى الشارع، الظروف أتت فى صالحكم لأن من قاموا بالثورة حقيقة هم الشباب ولم يكن لهم قيادة تحتوى كل تلك الطاقات، الظروف أتت فى صالحكم لأن شخصا مثل البرادعى، وهو بلا شك زعيم هذه الثورة، لم يركب الموجة كما فعلها غيره، وقال للشباب أنتم فى الأمام وأنتم الذين سيكون التغيير على أيديكم، الظروف أتت لصالحكم لأن أمريكا والمجلس العسكرى أرادا ذلك بشكل أو بآخر.

لقد نجحت سيدى الرئيس فى انتخابات، غالباً بنيت على باطل، نتيجة سلسلة من الإجراءات الخاطئة خلال عام ونصف منذ يناير 2011، أخطاء أحيانا عن جهل بالسياسة من جانب المجلس العسكرى وأحيانا أخرى متعمدة لا تخلو من رائحة صفقات بين المجلس العسكرى وبين جماعتكم الأكثر تنظيما وتواجدا كما اتفقنا.

وبدأت المائة يوم التى وعدتنا فيها، وما أكثر الوعود فى تاريخنا، ولكى أكون منصفا مرة أخرى فإن فساد سنوات وسنوات يحتاج إلى شهور وأعوام كثيرة حتى نتخلص منه، ولكن البدايات دائما ما تعبر عن النهايات، أما أن تكون البدايات مشجعة محفزة تطلق طاقات الأمل فى النفوس وأما أن تكون تلك البدايات متعثرة محبطة على غير ما كنا نتوقع، وهو ما يحدث الآن.

دعنى أذكر سيادتكم مرة أخرى بأنك رئيس لمصر ما بعد ثورة، أى أنك لم تأت فى فلك نظام كان قائما، أنت رئيس لثورة قامت على فساد، ومعنى ذلك أنه لابد من التطهير والحساب والمساءلة والمكاشفة وإلا ما قمنا بثورة.

حتى اللحظة لا أستوعب فكرة قبولك الإعلان الدستورى المكمل، حتى اللحظة لا أستوعب فكرة تكريمك لفاروق سلطان وعبد المعز إبراهيم، حتى اللحظة لا أستوعب فكرة تكريمك للجنزورى بقلادة النيل وتعيينه مستشارا لك، حتى اللحظة لا أستوعب فكرة عدم التزامك بالوعود التى قطعتها على نفسك فى اجتماع الجبهة الوطنية قبل إعلان النتيجة بيومين.

حتى اللحظة لا أستوعب أنه خلال أربعين يوما من توليك الرئاسة لم تجتمع بجهاز المخابرات وحدهم فقط ساعات طوال – وكان هذا أولى أن يكون أول اجتماعاتك – لتعرف منهم خبايا الدولة فى الخارج والداخل، حتى اللحظة لا أستوعب فكرة أن سيادتك تؤم المصلين هنا وهناك وتصدر نفسك دائما بحامل كتاب الله – ما أروع هذا قطعا وما أكثر من حملوه – ولا أجدك تنزل الشوارع تجوب المحافظات تحفز الطاقات تجمع ولا تفرق، تنهض بالهمم قبل أى شىء آخر.

السيد الرئيس الشواهد كلها تؤكد أنك لست بصانع قرارك وحدك، وأن هناك من يشاركك، وإذا كان من يشاركك هم مستشاروك الذين يعطونك النصيحة فى تخصصاتهم فلا بأس من هذا، ولكن من الواضح أن من يشاركك هم الجماعة وقياداتها وأنه ما زالت الطريقة التى تدار بها الدولة لا تناسب بلدا بحجم مصر بتعقيداتها المختلفة.

السيد الرئيس، أعلم كما يعلم غيرى أن النظام الذى قامت عليه الثورة مازال متشعباً فى كل أجهزة الدولة، وأنهم سيحاولون بكل السبل أن يشوهوك وأن يهزموك، ولكن على الجانب الآخر أيضاً كل الشواهد تقول إنك ارتضيت هذا منذ البداية، وأنك أظهرت حسن النوايا للجميع، ولا أعرف إن كنت قاصدا ذلك أم مرغما عليه.

السيد الرئيس، ما نحتاجه للخروج من المأزق قرارت سريعة للبتر، فالنظام القديم كالسرطان ولن يفلح معه ما تفعل، لابد من الضرب بيد من حديد، لابد من التخلص من كل ما يمت للنظام القديم بصلة، حتى وإن كانوا يتحكمون فى كل شىء، لابد من المواجهة، لأن ما تفعله سيادتك الآن ما هو إلا أنصاف الحلول ومحاولة إرضاء الجميع، وأنصاف الحلول دائما ما تؤخر ولا تقدم.

سيدى الرئيس أمامك طريقان، إما المواجهة، ليس مواجهة الداخل وحسب بل مواجهة الخارج أيضا، مصحوبة بالمكاشفة أمام شعبك الذى سيحميك، مصحوبة بجهد مبذول وملموس على أرض الواقع نراه ونشجعه ونشارك فيه، وإما الاعتراف بالفشل والاستقالة، رغم أنى أعلم أنك، كإخوانى، على استعداد أن تقدم أى تنازلات لكى لا تفرط فى هذا المنصب، ولكنى لا أملك إلا التمنى.

مرة أخيرة، كنا نتمنى غيرك للحكم، ولم تكن أنت على مستوى طموحاتنا بعد كل تلك السنوات، نحن معشر الشباب، ولكن من حظنا أنه لم يكن هناك بديل سواك، وأن الظروف قد سارت بنا فيما لا نحب من سبل نتيجة أخطائنا جميعا، مرة أخيرة أنت رئيس لمصر وليس للجماعة، تحرر من تلك القيود فى التفكير واستعن بمستشارين من خارج السرب، هذا السرب المنغلق على نفسه، فالوطن يتسع للجميع.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة