قال الناقد الدكتور صلاح فضل، عضو المجلس الاستشارى المنحل، كنت ألاحظ خلال اجتماعات "الاستشارى" مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن قائد المخابرات العسكرية اللواء عبد الفتاح السيسى كان شديد اليقظة والاهتمام دائمًا بما يقال، وأظنهم قد أحسنوا الاختيار، مضيفًا، وغاية ما هناك أننى أتمنى أن يعرف الرأى العام فى مصر الآن الدور الوطنى العظيم، الذى قام به المشير محمد حسين طنطاوى ورئيس الأركان سامى عنان لحفظ كيان الدولة وتسليمها لسلطة مدينة منتخبة لأول مرة فى تاريخ مصر بحرية كاملة، وأعتقد أنهم يستحقون مع بقية أعضاء المجلس العسكرى شهادة مجد واعتراف من الشعب المصرى بأكمله فقد قام العسكر فى مصر وهم يسمعون هتافات الأطفال ضدهم لرعاية أعظم تحول ديمقراطى بما لم يقم به أى جيش فى تاريخ العالم.
وقال صلاح فضل فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" تعليقاً على قرارات الرئيس الدكتور محمد مرسى، الأخيرة بإقالة المشير محمد حسين طنطاوى ورئيس الأركان سامى عنان وقادة الأذرع الرئيسية بالقوات المسلحة وحل المجلس العسكرى، أنه من غير اللائق مناقشة اختيار القيادات دون معرفة الخلفيات الحقيقية للموقف، مضيفًا، ولكن من الممكن أن أوجز رؤيتى للموقف فى ثلاثة نقاط، الأولى، وهى أننى كنت دائمًا أتمنى تحول النظام المصرى من هيمنة المؤسسة العسكرية التى استمرت ستين عامًا إلى النظام الديمقراطى المدنى الحر، وهذه الخطوة على قسوتها، كنا ننتظرها لمشاهدة هذا التحول وكنت شخصيًا أتأمل كثيرًا تجربة بعض بلاد أمريكا اللاتينية، وكيفية تخلصها من حكم العسكر، وأرى أننا لا بد أن نستفيد منها، ولكن ثورة الخامس والعشرين من يناير هى التى أتاحت هذا التحول التاريخى العظيم لمصر.
وثانيًا، لم أتمن على الإطلاق أن يتم ذلك عن طريق شبح يتهدد السلطة المدنية وهو احتمال نشوب هيمنة فاشية فاشية تمارسها الأحزاب الدينية بديلاً للهيمنة العسكرية، لأن فاشية المتعصبين دينًا تكمن خطورتها فى استخدام الدين وإيهام الناس أنهم يعرفون مصالحهم فى الدينا والآخرة والتلويح لهم بالجنة، وهذا يعد انتكاسًا خطيرًا للوعى القومى.
أما ثالثًا، فقال "فضل" ما زال رجائى معلقًا بأن يدرك الإخوان المسلمون أن الديمقراطية التى حملتهم للسلطة قادرةٌ على أن تسقط حكمهم إذا أخلوا بميثاقهم الوطنى وفشلوا فى تحقيق النهضة المصرية وظلوا على عماهم السياسى فى رفض التعديدية والتداول السلمى للسلطة، من حقنا أن نفرح بانتهاء عهد حكم المجلس العسكرى، شريطة أن نحذر الرئيس الذى اتخذ هذه الخطوة من أن يخضع لحكم مكتب الإرشاد ويؤثر مصلحة الجماعة على مصلحة الوطن، وأعتقد أن كل مفكرى ومثقفى مصر يمثلون حائط ردعٍ قوى لأى تجاه يمضى فى هذا السبيل، كان العسكر إلى حدٍ ما قد تحملوا ما لا يتحمله البشر فى سبيل المحافظة على الثورة، وحماية مصر من السقوط فى الفوضى الهدامة لا الخلاقة، وهم أصحاب الفضل فى قيام مؤسسة رئاسية قومية وتنصيب رئيس يستطيع أن يملك الشجاعة اليوم ليصدر قراراً بإحالتة بعضهم للتقاعد ومنحهم قلادت الاعتراف بالجميل، لا بد أن نشكر له هذا السلوك الحضارى، ونتمنى أن يكون دائمًا على هذا القدر من الوعى والإيثار لمستقبل مصر وتاريخها.
عدد الردود 0
بواسطة:
مستشار قانونى محمد هلال الاسيوطى
احسنت يادكتور
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مصرى مفروس
تعليق من مواطن مصرى
عدد الردود 0
بواسطة:
alimohamedali
غريبه
عدد الردود 0
بواسطة:
dr shawki hafez
مقال محترم من رجل يوزن الكلام بميزان الدهب
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال مقار
كلام موزون