
وتبذل الحكومة السعودية جهوداً كبيرة لعمارة بيت الله الحرام والمسجد النبوى الشريف راجية رضا الله العلى القدير والتوفيق فى خدمة الحجاج والمعتمرين والزائرين والسهر على راحتهم وأمنهم. وانطلاقاً من ذلك قامت المملكة العربية السعودية فى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإطلاق أكبر توسعة لكل من المسجد الحرام والحرم النبوى الشريف وعدد آخر من المشاريع التى تهدف لرعاية ضيوف الرحمن وضيوف المملكة.

يُعَد مشروع توسعة المسجد الحرام أحد الأعمال الكبرى التى احتلت قمة أولويات المملكة العربية السعودية لخدمة الإسلام والمسلمين. ويمكن القول بأن مشروع توسعة وعمارة المسجد الحرام يمثل معلماً إسلامياً شامخاً شاهداً على ما تقوم به المملكة من أعمال عظيمة تهدف فى مجملها إلى خدمة الإسلام والمسلمين. وقد روعى فى المشروع التميز من حيث التصميم والتنفيذ وأن يكون مترابطاً مع المبنى العام للحرم من حيث الطابع المعمارى.
يأتى مشروع التوسعة الجديدة ليؤكد أن منطقة الحرم المكى الشريف حظيت فى عهد خادم الحرمين الشريفين بالنصيب الوافر من الاهتمام والمتابعة، فسجلت المشاريع العملاقة أكبر توسعة فى تاريخ المسجد الحرام، وتم توظيف العِلم الحديث والمعرفة التقنية والهندسية والمعمارية لخدمة هذه المشاريع العملاقة.
وفى التاسع عشر من رمضان من عام 1433هـ، قام خادم الحرمين الشريفين برعاية حفل وضع حجر الأساس لمشروع التوسعة الجديدة للمسجد الحرام على مساحة تقدر بـ400 ألف متر مربع وبعمق 380 متراً بطاقة استيعابية تصل إلى مليون ومائتى ألف مصل وتقدر القيمة المالية للعقارات المنزوعة لصالح المشروع بأكثر من أربعين مليار ريال.
وجاءت الموافقة على مشروع التوسعة لتواكب الازدياد المضطرد فى أعداد الحجاج والمعتمرين والمصلين داخل المسجد الحرام فى أوقات الذروة من العام وخصوصاً فى فترة رمضان والأعياد وموسم الحج. وتساهم هذه التوسعة فى زيادة الطاقة الاستيعابية للساحات المحيطة بالحرم وتذويب التكدس العمرانى الموجود حول منطقة المسجد الحرام المتمركز فى الجهات الشمالية والغربية وفى الجهة الشمالية الشرقية.
وتساهم التوسعة فى تفريغ المناطق المحيطة بالمسجد الحرام لتسهيل حركة المصلين وزوار بيت الله الحرام وإعطاء مزيد من الراحة والطمأنينة للمصلين، إضافة إلى تحسين وتجميل البيئة العمرانية بالشكل الذى يواكب التطور العمرانى فى هذا العصر مع الأخذ فى الاعتبار روحانية وقدسية المكان.
ويتضمن المشروع الجديد إنشاء شبكة طرق حديثة مخصصة لمركبات النقل منفصلة تماما عن ممرات المشاة وأنفاق داخلية مخصصة للمشاة مزودة بسلالم كهربائية تتوفر فيها جميع معايير الأمن والسلامة وسط منظومة متكاملة من الخدمات التى تساعد على سهولة الحركة والانتقال من وإلى الساحات الشمالية والغربية بعيداً عن الحركة المرورية، بما يوفر مصليات جديدة واسعة.
وتلبى التوسعة جميع الاحتياجات والتجهيزات والخدمات التى يتطلبها الزائر مثل مبردات المياه لتوفير مياه الشرب لزوار بيت الله الحرام، فضلاً عن تطبيق الأنظمة الحديثة للتخلص من النفايات وأنظمة المراقبة الأمنية، إلى جانب تظليل الساحات الشمالية.
وترتبط التوسعة الحالية بالتوسعة الأولى للمسعى من خلال جسور متعددة لخلق حالة من التواصل الحركى المأمون مع تنظيم حركة الحشود، وبتوفير منظومة متكاملة من عناصر الحركة الرأسية تشمل سلالم متحركة وثابتة ومصاعد روعى فيها أدق معايير الاستدامة من خلال توفير استهلاك الطاقة والموارد الطبيعية بحيث تم اعتماد أفضل أنظمة التكييف والإضاءة التى عرفها العالم.
وشهد بناء وعمارة المسجد الحرام على امتداد أكثر من 14 قرناً، نقلات معمارية كثيرة على مر العصور، إلا أن التوسعة الجديدة شهدت تطوراً وتوسعاً أفقياً ورأسياً وخدمياً، لذلك فإنها تُعَدُّ علامة بارزة فى تاريخ عمارة المسجد الحرام تضاف إلى المشروعات العديدة التى شهدها المسجد الحرام فى عهد خادم الحرمين الشريفين ومنها توسعة المسعى الذى ارتفعت طاقته الاستيعابية من 44 ألف ساع فى الساعة إلى 118 ألف ساع فى الساعة، مما سهل على الحجاج والمعتمرين إكمال مناسكهم، ثم ارتبط بهذه التوسعة دراسة توسعة المطاف مع تكييف كامل للمسجد الحرام التى يتوقع ظهورهما قريباً تسهيلاً وتيسيراً على المسلمين، ومن تلك الإنجازات مشروع سقيا زمزم الذى وفر الماء المبارك بأسلوب نقى متطور.
وجاءت التوسعة الجديدة لتضاف إلى إنجازات سابقة. وزيادة عرض المسعى الكلى إلى الضعف، فبعد أن كان عرض المسعى 20 متراً تمت توسعته ليصل إلى 40 متراً، وتم ذلك باستغلال المساحات الملاصقة للحرم، وبلغ عدد الطوابق 4 طوابق بمساحة إجمالية تجاوزت 87 ألف متر مربع، بعد أن كانت المساحة الإجمالية تقارب 29 ألف متر مربع، أى بزيادة تجاوزت 43 ألف متر مربع. فيما تبلغ مسطحات البناء الإجمالية بكافة الأدوار لمناطق السعى والخدمات حوالى 125 ألف متر مربع، وهو ما يعنى بالتأكيد تخفيف الازدحام بشكل ملحوظ، وبالتالى ضمان سلامة الحجاج والمعتمرين.
ويوفر هذا الإنجاز الكبير لزوار بيت الله الحرام 3 أدوار و4 مستويات للسعى تتصل مباشرة بأدوار التوسعة السعودية الأولى للحرم، فيما يرتفع دور سطح المسعى الجديد عن أدوار الحرم الحالى، ويتم الوصول إليه عن طريق سلالم متحركة ومصاعد، إضافة إلى 3 جسور علوية وممر للجنائز من قبو المسعى إلى الساحة الشرقية عبر منحدر ذى ميل مناسب لتوفير الراحة، واشتمل المشروع على توسعة منطقتى الصفا والمروة بشكل يتناسب مع التوسعة العرضية والرأسية، وتركيب 4 سلالم كهربائية جديدة من جهة المروة، لنقل الزوار خارج المسعى، حتى يتمكن الحجاج والمعتمرون من الخروج بيسر بعد الانتهاء من أداء المناسك. وتؤمن التوسعة الجديدة ممرات مخصصة لذوى الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى توفير مناطق للتجمع عند منطقتى الصفا والمروة.
وفى السابع والعشرين من شهر رمضان عام 1433هـ اطلع خادم الحرمين الشريفين على المشروع المقترح لتوسعة المطاف بالمسجد الحرام، الذى سيتسع لـ130 ألف طائف ويستغرق تنفيذ المشروع ثلاث سنوات. ويأتى المشروع لمواكبة الزيادة المضطردة فى أعداد المسلمين زائرى البيت لأداء المناسك بتطوير عمارة المسجد الحرام، الأمر الذى دعا إلى العمل على زيادة الطاقة الاستيعابية للمطاف فبات من الضرورى التخطيط لمنظومة تعمل على زيادة الطاقة الاستيعابية للمطاف بفكر علمى مدروس ورؤية إستراتيجية عالية المستوى فجاءت الفكرة لتتمحور حول إنشاء رواق سعودى جديد خال من الأعمدة مع تعزيز الطواف بصحن المطاف من خلال إعادة التعامل مع أرض صحن المطاف والرواق المحيط بها إلى جانب ربط جميع الأدوار المخصصة كمساحات للمطاف بنفس مستوياتها من المسعى بما يسمح بحالة من التوازن فى حركة الطائفين والمعتمرين بجميع الأدوار.
وتم تخصيص مسطحات بدور الميزانين المطاف بالدور الأول لطواف العربات لكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة حيث تتسع لما يقارب من 6 آلاف طائف فى الساعة، مع تخصيص مسطحات لصلاة سنة الطواف وربطها بالمسعى من الجهة الشرقية من خلال جسور ربط لمستوى حركة العربات المضاف مع المستوى المماثل له بالمسعى الجديد.

وسيساعد المشروع الجديد فى رفع طاقة المطاف من خمسين ألفا فى الساعة –كما هى فى الوقت الحالى– إلى ما يقارب من 130 ألفا فى الساعة. وتم تدعيم تلك المسطحات الجديدة والمضافة بمسارات حركة تعزيز من كفاءة حركة الدخول والخروج للطائفين فمنها ما يعمل على الوصول المباشر من خلال جسور مرتبطة بساحات تجمع تم توفيرها وتهيئتها على مسافات مناسبة بعيدة عن مداخل الحرم وساحاته وذلك لتخفيف العبء عنها ولتسهيل عمليات الإخلاء السريع والوصول غير المباشر عبر ممرات ما بين مسطحات الصلاة فى الدورين الأول والثانى.

◄◄البدء في تنفيذ أكبر توسعة في تاريخ الحرم النبوي الشريف لاستيعاب مليون و600 ألف مصلًّ
أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود قراراً بإجراء توسعة كبرى للحرم النبوى الشريف فى المدينة المنورة فى إطار حرصه على خدمة الإسلام والمسلمين حيث سيتم تنفيذ مشروع توسعة الحرم النبوى الشريف على 3 مراحل تتسع المرحلة الأولى منها لما يتجاوز 800 ألف مصل، كما ستشهد المرحلتان الثانية والثالثة توسعة الساحتين الشرقية والغربية للحرم بحيث تستوعب 800 ألف مصل آخرين.
وتأتى هذه التوسعة الجديدة استكمالا لما شهده المسجد النبوى الشريف من تطوير كان آخره وأبرزه، مشروع مظلات الساحات التى تقى 200 ألف مصل من لهيب الشمس.
وقد أمر خادم الحرمين الشريفين أثناء زيارته للمدينة المنورة بعد توليه مقاليد الحكم باعتماد استكمال الأعمال المتبقية من مشروع توسعة المسجد النبوي، وتشمل تركيب 68 مظلة تغطى جميع ساحات المسجد لوقاية المصلين والزائرين من حرارة الشمس ومخاطر الأمطار، خاصة حوادث الانزلاق.
تمتاز المظلات بأنها تُفتَح آليا عند الحاجة. وتغطى المظلة الواحدة مساحة 576 متراً مربعاً، وهى مجهزة بأنظمة لتصريف السيول، ونظام للإنارة، وتتكون المظلة من إطار وهيكل حديدى وثمانى أذرع متحركة تم صنعها من مقاطع خاصة من الفولاذ عالى المقاومة، أما أغطية المظلة فهى من الألياف الزجاجية المكسوة بزخارف من الزجاج الصغرى لحماية نسيجها عند الإغلاق، إضافة إلى دورها العملى لراحة المصلين، حيث أضفت هذه المظلات على الساحات رونقا وجمالاً.
وتم تركيب المظلات على أعمدة الساحات المحيطة بالمسجد النبوى لتغطى مساحة 104 آلاف متر مربع من جهاته الثلاث، مع تظليل مسارين فى الجهة الجنوبية يسير تحتها الزوار والمصلين. وقد صممت المظلات بارتفاعين مختلفين بحيث تعلو الواحدة الأخرى على شكل مجموعات لتكون متداخلة فيما بينها، ويتساوى ارتفاع جميع المظلات فى حالة الإغلاق ليبلغ أكثر من 21 متراً.
وقد نالت الساحة الشرقية نصيبها من التوسعة الجديدة للحرم النبوى الشريف، الأمر الذى أسهم فى تغيير معالم الحركة لتصبح أكثر انسيابية وراحة، حيث وفرت مساحات شاسعة أمام مرتاديها، تُقَدَر بنحو 305 ألف متر مربع، وهى مبلطة بنفس أنواع وألوان الرخام والجرانيت للساحة الأساسية، وبالنسق المعمارى نفسه، لتستوعب ما يزيد على 70 ألف مصل.
ويتكون نسيج المظلة من التفلون المقاوم للاشتعال، والعوامل الجوية، والأشعة فوق البنفسجية، وتم تثبيت المظلات على أعمدة إنارة تتكون من أنبوب معدنى من الحديد عالى المقاومة بارتفاع نحو 650 مترا مثبتا على قواعد خرسانية، كما أن أعمدة الإنارة وقواعدها مكسوة بالجرانيت، أما الأجزاء العليا منها فمكسوة بالحجر الصناعى، وقد زود عامود الإنارة الواحد من أعلاه بأربع وحدات إنارة بها عواكس متطورة ذات مقرنصات توزع الضوء بشكل قوى منتظم يمنع حدوث وهج على أعين الناظرين، فضلا عن أن وحدات الإنارة قد تم تغليفها بالنحاس.
وشمل مشروع التوسعة تنفيذ ثلاثة أنفاق لربط مواقف السيارات بالمسجد النبوى بطريق الملك فيصل الدائرى الأول، كما تضمن المشروع استكمال طريق الملك فيصل الدائرى وأنفاق المشاة الشمالية والجنوبية وعددها سبعة، واستكمال تنفيذ الشوارع والأرصفة والإنارة الدائمة فى المنطقة المركزية.

◄◄قطار المشاعر ينقل نصف مليون حاج من عرفات إلى المزدلفة في 6 ساعات.. ويُغني عن استخدام 30 ألف حافلة
جاءت فكرة قطار المشاعر لتلافى مشاكل النقل الحالية وازدحام المشاعر بالحافلات ووسائل النقل الأخرى ورغم الجهود الواضحة التى تبذلها الجهات المختصة لتلافى الزحام، فإن محدودية المكان وكثرة الحجاج ووسائل النقل، جعلت تلافى الاختناقات المرورية أمراً أشبه بالمستحيل إذ إن مناطق المشاعر المقدسة وقت الحج أكثر الأماكن كثافة بشرية فى العالم.
ومن أجل ذلك، وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بإيجاد حل لمشكلة الاختناق المرورى بالمشاعر وقد أقر – حفظه الله – إنشاء مشروع نقل متكامل يقضى على ذلك الاختناق المرورى والتلوث البيئى على أعلى المواصفات العالمية، وفى أسرع وقت ممكن.
ويستهدف استخدام قطار المشاعر نقل نصف مليون حاج خلال 6 ساعات فقط من عرفات إلى مزدلفة، وهى عملية تفويج تُعَدُ ضمن أضخم عمليات التفويج فى العالم، ويربط القطار مشعر منى بمزدلفة وعرفات مروراً بالجمرات، كما يستهدف تقليص الاعتماد على الحافلات فى التنقل بين المشاعر، كما يُغنى عن استخدام أكثر من 30 ألف حافلة، ويهدف إلى رفع مستوى الأمان أثناء عملية التنقل بين المشاعر.
ويمر القطار بثلاث محطات مختلفة فى مشعر عرفات، وينتقل بعدها ليمر بثلاث محطات أخرى فى مزدلفة، وبعد ذلك يتوقف فى المحطة الأولى فى أول مشعر منى ثم وسطه، ومحطته الأخيرة عند الدور الرابع فى منشأة جسر الجمرات، ويتميز القطار بقربه من مستخدميه على طول الخط على مسافة 300 متر من الجانبين، وهو خط مزدوج مرتفع عن الأرض والمحطات، كما يراعى القطار جغرافية الأرض وعدم المساس بمجارى السيول والأودية، ويوفر المشروع أيضا ساحتين للانتظار فى كل محطة تستوعب الواحدة منها 3 آلاف حاج، إضافة إلى ساحة انتظار ثالثة أسفل المحطة لتفويج الحجاج وهذه الساحات مزودة بوسائل للسلامة وأخرى لتلطيف الجو. ويسهم استعمال القطار فى الاستغناء عن 30 ألف حافلة ومركبة، حيث يبلغ طول مسار القطار 20 كيلومتراً، ويبلغ عدد العاملين بالمشروع 25 ألف عامل، وتصل ساعات العمل يومياً إلى 24 ساعة، ويبلغ طول المحطة 30 متراً وبطاقة استيعابية 72 ألف حاج فى الساعة وعدد القطارات 20 قطاراً وعدد العربات فى القطار الواحد 12 عربة طول الواحدة منها 250 متراً وبطاقة 250 حاجاً فى حين تصل سرعة القطار 80- 120كم/الساعة.
◄◄تكلف 4 مليارات و200 مليون ريال ويستوعب 300 ألف حاج في الساعة.. جسر الجمرات.. خمس طوابق مكيفة بطول 950 متراً لخدمة ملايين الحجاج والمعتمرين
يُعَدُ جسر الجمرات واحداً من أهم المشروعات الحيوية التى حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز –حفظه الله– على تنفيذها لخدمة حجاج بيت الله بالمشاعر المقدسة، وقد تكلف مشروع جسر الجمرات وتطوير منطقة الجمرات أكثر من 4 مليارات و200 مليون ريال. وتمت الاستفادة منه بالكامل خلال موسم الحج الماضى. وبلغت طاقته الاستيعابية 300 ألف حاج فى الساعة، ويصل طوله إلى 950 متراً وعرضه إلى80 متراً وصمم حتى تتحمل أساساته 12 طابقاً وخمسة ملايين حاج فى المستقبل إذا دعت الحاجة لذلك.
ويتكون الجسر من 5 طوابق تتوفر بها جميع الخدمات التى تستهدف راحة ضيوف الرحمن بما فى ذلك نفق أرضى لنقل الحجاج بحيث يفصل حركة المركبات عن المشاة ويصل ارتفاع الدور الواحد اثنى عشر متراً، ويضم المشروع ثلاثة أنفاق وأعمالا إنشائية مع إمكانية للتطوير المستقبلى، ويضم 11 مدخلاً للجمرات و12 مخرجاً فى الاتجاهات الأربعة، إضافة إلى تزويده بمهبط لطائرات مروحية فى حالات الطوارئ ونظام تبريد متطور يعمل بنظام التكييف الصحراوى يضخ نوعاً من الرذاذ على الحجاج والمناطق المحيطة بالجمرات لخفض درجة الحرارة إلى نحو 29 درجة، إضافة إلى مجموعة من الأنفاق الأرضية.
ويضم مشروع منطقة الجمرات كذلك تنفيذ مشروعات جديدة فى المنطقة تمثلت فى إعادة تنظيمها وتسهيل عملية الدخول إلى الجسر عبر توزيعها على 6 اتجاهات منها 3 من الناحية الجنوبية و3 مثلها من الناحية الشمالية وتنظيم الساحات المحيطة بجسر الجمرات بهدف تفادى التجمعات بها والسيطرة على ظاهرة افتراش بعض الحجاج حول الجسر إلى جانب مساراتهم. وقد ساعد ذلك على تنظيم وتخصيص الأماكن المناسبة للخدمات مثل الأغذية وأماكن الحلاقة ودورات المياه والخدمات الطبية والإسعافية وقوات الدفاع المدنى والأمن العام.
ولضمان تحقيق أعلى درجات الأمن والسلامة، تم تزويد المشروع بآلات تصوير تقنية مطورة موزعة فى عدة أماكن متصلة بغرفة العمليات، التى تشرف على الجسر والساحة المحيطة به لمراقبة الوضع بصورة عامة واتخاذ الإجراءات المناسبة وقت وقوع أى طارئ، وكما روعى فى تنفيذ المشروع الضوابط الشرعية فى الحج والتزايد الكبير المتوقع فى أعداد الحجاج وتوزيع الكتلة البشرية وتفادى تجمع الحجاج عند مدخل واحد عن طريق تعدد المداخل والمخارج فى مناطق ومستويات مختلفة تناسب أماكن قدوم الحجاج إلى الجسر ومنطقة الجمرات. ويضم المشروع أنفاقاً لحركة المركبات تحت العارض لإعطاء مساحة أكبر للمشاة فى منطقة الجسر ومخارج للإخلاء عن طريق 6 أبراج للطوارئ مرتبطة بالدور الأرضى والأنفاق ومهابط الطائرات.
◄◄قطار الحرمين السريع أحد أكبر مشروعات السكك الحديدية السريعة في العالم
حظى مشروع قطار الحرمين الشريفين باهتمام بالغ من خادم الحرمين الشريفين وخلال فترة وجيزة جداً تم توقيع مجموعة من العقود المهمة التى تهدف إلى تنفيذ المشروع وفق أعلى المواصفات والمقاييس المتبعة دولياً. ومن المتوقع أن يؤدى دوراً مهماً فى تنشيط حركة نقل الركاب بين المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة مروراً بمحافظة جدة بقطارات عالية السرعة ذات تصاميم متطورة وتعمل بأحدث تقنيات القطارات فى الدول المتقدمة.
ويربط مشروع قطار الحرمين السريع كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة مروراً بجدة بطول 450 كم وهى المسافة التى يقطعها فى ساعتين ونصف. وقد تم إنجاز مراحل متقدمة فى تنفيذ البنية الأساسية للخط. كما بدأ العمل فى بناء محطات الركاب فى المدن التى سيمر بها القطار، والتى صممت وفق أحدث المواصفات العالمية. وتم مؤخراً توقيع عقود المرحلة الثانية المتعلقة بتأمين القاطرات والعربات وأنظمة السلامة والاتصال المتطورة.
وستتجاوز تكاليف المشروع 42 مليار ريال. ويوفر المشروع خدمة سريعة وآمنة وموثوقة لنقل الركاب وضيوف الرحمن والمعتمرين والزائرين، ويضع المملكة فى مصاف الدول التى تقدم خدمة النقل بقطارات الركاب السريعة، مما ينعكس إيجابياً على التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى منطقتى مكة المكرمة والمدينة المنورة.
وتشير دراسات الجدوى إلى أن الطاقة الاستيعابية للقطار تقدر بنحو 20 مليون مسافر سنوياً. وأوضحت دراسة أعدتها وزارة الحج عن تطور قطاع نقل الحجاج وتضاعف عددهم خلال الخمسة والعشرين سنة القادمة إلى أكثر من 20 مليون حاج ومعتمر، وتشهد أعداد الحجاج زيادة تبلغ 1,14 فى المائة سنوياً ولذلك روعى فى تصميم مشروع قطار الحرمين القدرة على استيعاب نقل 20 مليون راكب سنوياً بسهولة ويسر.