هاآرتس: مرسى استغل أحداث سيناء للظهور بأنه "رجل أمن" وليس "رجل الإخوان المسلمين".. واستمرار انقطاع التيار الكهربائى واستمرار الفوضى والتحكم فى الصحف القومية ستعجل بخروج آلاف المصريين فى 24 أغسطس

قالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية خلال تقرير خاص لها اليوم الأحد، إن العملية التى وقعت فى سيناء وأودت بحياة 16 جنديا مصريا، استغلها الرئيس المصرى المنتخب محمد مرسى لتكون فرصة جيدة له للظهور بأنه ليس رجل "الإخوان المسلمين" وارتداء زى رجل الأمن، موضحة أن الرئيس المصرى نجح فى توظيف العملية لتحقيق هدف رئيسى حيث تساعده حملة الجيش المصرى فى سيناء على بناء نفسه وصورته باعتباره "رجل الأمن" فى مصر

وأضافت هاآرتس أن تلك الأحداث اضطرت مرسى إلى مواجهة الواقع المعقد وربما تقوده أيضا إلى مواجهة مع حركة حماس، بسبب نشاط الأنفاق فى قطاع غزة.

وأوضحت هاآرتس أن المعارك التى تخوضها القوات المصرية فى سيناء تبعد الرئيس مرسى عن صورة "رجل الإخوان المسلمين" وتقربه من صورة "الرئيس الذى يجرؤ على القيام بما امتنع عنه سابقه الرئيس مبارك الحرب من أجل التحكم بسيناء والسيطرة عليها".

ورأت الصحيفة الإسرائيلية أن مرسى يواجه مشاكل داخلية صعبة بدءا بغضب المصريين بفعل تواصل انقطاع التيار الكهربائى لساعات طويلة، ومرورا بالمواجهات بين الأقباط والمسلمين، واستمرار الفوضى فى شوارع المدن بالإضافة للمتاعب الاقتصادية التى يواجهها الاقتصاد المصرى، وزيادة على ذلك فإن قرار مجلس الشورى الذى يسيطر عليه الإخوان المسلمون، بفصل عشرات محررى الصحف والصحفيين أثارت انتقادات شديدة وغضبا على "الإخوان المسلمين" مما حد ببعض الأحزاب والحركات إلى الإعلان عن مظاهرة ضخمة فى 24 من الشهر الجارى ضد سياسة المرشد العام ومحاولات تحويل مصر إلى دولة شريعة.

وأضافت الصحيفة أنه فى ظل هذه الظروف الحالية وفى ظل الجو المعادى للرئيس المصرى فى الصحافة المصرية، فإن مرسى يسعى إلى تركيز جهوده فى الأماكن التى يمكن ضمان تحقيق النجاح فيها، وعليه قام خلال ثلاثة أيام بزيارة سيناء مرتين، حيث تجول برفقة رئيس المجلس العسكرى المشير محمد حسين طنطاوى والتقى بأفراد القوات المصرية، وتناول إفطاره على مائدة رمضانية مع الجنود ، كما التقى أمس برئيس هيئة أركان الجيش المصرى الفريق سامى عنان لمتابعة تقدم حملة "النسر" فى سيناء.

وأشارت هاآرتس إلى أن الصحف المصرية تقوم بموازاة ذلك بنشر الأخبار عن تقدم قوات الجيش وتحقيقها إنجازات ضد خلايا القاعدة فى سيناء، وتسريبها أخبار مثل خبر عن اعتقال "أسامة بن لادن شبه جزيرة سيناء"، مع إبراز القدرة على تحقيق هذه الإنجازات خلال يومين فقط من بدء الحملة، مضيفة أن هذه التقارير تساهم فى تكريس شخصية رجل الأمن.

وفى المقابل قالت الصحيفة العبرية إن مرسى سيحتاج إلى عمليات متواصلة وطويلة لتحقيق الهدف فى منع وقوع عمليات ضد جنود مصريين أو ضد إسرائيل، لكن التحدى الأصعب الذى سيواجهه يتمثل بالأنفاق المحفورة تحت الأرض والتى تصل قطاع غزة بسيناء.