السيد الرئيس محمد مرسى، أكتب إليك وفى قلبى جرح عميق لم يداوه رسالتك الرقيقة للأستاذ خالد صلاح رئيس تحرير «اليوم السابع» والتى عبرت فيها عن إدانتك لما تعرض له من اعتداء على أيدى أنصار جماعة الإخوان المسلمين أمام مدينة الإنتاج الإعلامى الأسبوع الماضى.
الدكتور محمد مرسى.. إن رسالتك وإدانتك لا تكفيان لمداواة الجروح التى كوت قلوب كل الإعلاميين والصحفيين المصريين، وهذه الجروح لم تبدأ بالاعتداء على خالد صلاح، وإنما سبقتها اعتداءات معنوية ونفسية طالت الكثير من الصحفيين، وهدفها تكميم أفواههم وإن لم يكن، فبث الرعب فى قلوبهم.
إرهاب الجماعة ضد الصحفيين سيدى الرئيس بدأ منذ أن أطلق مرشد الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع لفظ «سحرة فرعون» على الصحفيين، وهو الوصف الذى اعتبره الكثيرين من أنصار ومؤيدى الجماعة أنه الضوء الأخضر لمعاداة أى صحفى وإعلامى، فالفتوى موجودة وجاهزة، فسحرة فرعون مصيرهم النار، وبالتالى فإن الصحفيين باعتبارهم سحرة فرعون فالنار مثواهم.
الدكتور محمد مرسى.. إن إرهاب الجماعة تجاه الصحفيين انتقل إلى التطبيق العملى، عندما بدأ الجيش الإلكترونى لشباب منتمين للجماعة فى متابعة كل ما يتناول أخبار وفاعليات الجماعة وقياداتها سلبا، فهذا الجيش كان ولا زالت مهمته متابعة هذه الأخبار والمقالات، خاصة التى تنشر على المواقع الإلكترونية وشن هجوم عنيف على الكاتب من خلال التعليقات الملحقة بالخبر أو المقال، وكان القاسم المشترك بين تعليقات جيش الجماعة الإلكترونى هو «موتوا بغيظكم»، ثم تطورت آلة التعليقات لتصل إلى سب وقذف، وإلى تهديد ووعيد.
الدكتور محمد مرسى، لقد أكدت فى رسالتك احترامك لحرية الرأى والتعبير، واحترامك أيضا لشخص خالد صلاح وصحيفة «اليوم السابع»، لكن هذه التأكيدات تظل شو إعلامى لامتصاص غضبة الصحفيين إذا لم تقترن بأفعال، وهذه الأفعال تبدأ من داخل الجماعة التى تنتمى إليها فى الأساس، وهى جماعة الإخوان المسلمين، بأن يحترم أعضاؤها وقياداتها الرأى الآخر، وأن يعلموا أنه لولا الإعلام الذى ساند الجماعة وسط قوة وجبروت نظام مبارك، ما كان للجماعة منبر يصلون إليه لعامة المصريين، لقد وقف الإعلام، خاصة المستقل مساندا لحقوق الجماعة قبل الثورة، وبعدها، لكن كان جزاؤه الرغبة فى التكميم، وكأن الجماعة تريد أن تهدم سلم الحريات حتى لا يصل للقمة غيرها.
الدكتور محمد مرسى.. إن الفعل الذى يجب أن تقوم به حاليا هو توفير الحماية للجماعة الصحفية، وأن تطلب من أعضاء الإخوان وأنصارك أن يكفوا عن ملاحقة منتقديك، فأنت لست نبيا، وإنما بشر، تخطئ وتصيب، ونقدك ليس من الخطايا الكبرى التى لا تغتفر، فبدون النقد لن تعرف أخطاءك.
الفعل الآخر، أن توفر الحماية القانونية للصحفيين والإعلاميين بسرعة إصدار قانون حرية الحصول على المعلومات، وإلغاء كل عقوبات الحبس ضد الصحفيين، وأن ترفع يد الدولة ممثلة فى مجلس الشورى من على الصحف القومية، لأنه بدون صحافة قوية وجادة لن تصل أنت إلى مبتغاك فى مصر القوية الناهضة التى ننتظرها.
عدد الردود 0
بواسطة:
ابراهيم علي الحيني
اللي يقدم السبت
عدد الردود 0
بواسطة:
هيما
عزيزي الكاتب
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد غبور
تجريم الدروس الخصوصية
عدد الردود 0
بواسطة:
عبداللة سليمان
ديوان مظالم رئيس الجمهورية