شكل الجدل الكبير الذى صاحب الإعلان عن مسلسل الصحابى الجليل، عمر بن الخطاب، حافزًا لدى الجماهير العربية للتعرف عن قرب على هذا العمل، الذى أنتج بإمكانيات ضخمة وميزانية قدرت بـ 20 مليون دولار، حيث استخدمت فيه لأول مرة أحدث التقنيات فى التصوير والديكور، الذى أجمع المختصون على احترافية القائمين عليه.. المسلسل أصبح إذن مادة إعلامية مغرية للنقاش والجدل بين الفقهاء والمهتمين قبل العرض وأثناءه، وهو ما دعانا إلى مشاهدته بعين المشاهد العادى تارة وعين الناقد تارة أخرى.
إلا أننا فوجئنا بعد متابعة 15 حلقة من المسلسل، ببساطة المضمون ووقوع الممثلين فى فخ إبطال الفيلم الشهير"الرسالة"، وهو ما يمكن أن يوحى لنا بأن القائمين على العمل أخضعوه لمقارنات عديدة منها فيلم "الرسالة" لمخرجه مصطفى العقاد، الذى لا يمكن تجاهل حقيقة الاحترافية العالية فى الأداء والمضمون ودرجة التأثير البصرى، التى تركها الفيلم فى وجدان المشاهدين إلى درجة أنهم اعتبروا أن الفيلم فتح جديد فى القرن العشرين.
كان أضعف الإيمان بين المتتبعين أن يتمتع العمل بمستوى مماثل لمثل هذه الأعمال التى أنتجت من قبل واعتقدنا أن "عمر بن الخطاب" سيكسر حاجزا لطالما أرق الكثير من المهتمين، خاصة وأننا اعتبرناه بداية سليمة لأعمال أخرى تكون بمثابة منارة نهتدى إليها وتعيد لنا رموزا إسلامية للواجهة إلا أن النتيجة كانت مخيبة ووجدنا المسلسل فى بداية حلقاته الأولى باهتًا وكانت بداية الصدمة فى إسلام عمر رضى الله عنه من حيث أداء الممثل، الذى كان ضعيفا جدا، وكذلك إخراج ذلك الموقف لم يترك أثرا بالغا فى نفوس المشاهدين لأن حقيقة إسلام عمر لم تكن بالأمر الهين، وكان باستطاعة المخرج أن يحرك مشاعر المشاهدين ويؤثر فيهم بطريقة فنية تترك أثرا فى قلوبهم، لكن للأسف تكررت المشاهد المفصلية فى العمل كضرب سيدنا حمزة لأبى الحكم.
العمل بذلت فيه مجهودات جبارة وعلى قدر مسؤولية المسلسل التاريخية يكون النقد، ونحن لم نعترض عليه فى البداية رغم دعوات المقاطعة التى لم نكن نؤمن بها فنيا، لكن أردناه أن يكون فى حجم الدعاية، التى صاحبته لعدة اعتبارات منها ضخامة مسلسل "سيدنا يوسف"، الذى ترك أثرا كبيرا بين المشاهدين وحقق نسب مشاهدة عالية بعيدا عن المشاهدات الأولية، التى يكون دافعها الفضول، وهذا بفضل المتعة الفنية والأداء العالى والمقنع للشخصيات التى أدت أدوارها باحترافية عالية، يمكن التأكيد أنها كانت على دراية عالية بالشخصية التى تؤديها ووعت مسؤولية تمثيل أدوار ليست ككل الأدوار والنجاح الحقيقى نستطيع أن نقيسه بمدى ارتباط المشاهد بالعمل وتأثره بقيم الشخصية المحورية، التى يرتكز عليها مضمون العمل.
ومسلسل "عمر" رضى الله عنه فى اعتقادى أنه ورطة فنية مستعجلة قد تأثر على أعمال قادمة وخاصة إن كان الأداء وطريقة العمل بهذه الكيفية ولو حكمنا عقولنا لتريثنا وانطلقنا فى أعمال شخصيات من التابعين نعيدها فنيا للشاشة الصغيرة حتى نتمكن من ناصية إنتاج أعمال ضخمة بمستوى شخصيات كبيرة مثل شخصية صحابى مبشر بالجنة تمهيدا لأعمال تتطرق إلى حياة الصحابة رضوان الله عليهم.
محمد والى يكتب: عمر يكتفى بالجدل ويخرج علينا فى عباءة "الرسالة"
السبت، 11 أغسطس 2012 02:22 ص
مسلسل عمر بن الخطاب
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة