خريطة تجارة السلاح الأبيض على أرصفة شوارع القاهرة .. الباعة يعرضون أسلحتهم أمام قسم الموسكى.. ويطمئنون زبائنهم: لا يستطع أحد تفتيشكم بعد إلغاء الطوارئ

السبت، 11 أغسطس 2012 10:53 ص
خريطة تجارة السلاح الأبيض على أرصفة شوارع القاهرة .. الباعة يعرضون أسلحتهم أمام قسم الموسكى.. ويطمئنون زبائنهم: لا يستطع أحد تفتيشكم بعد إلغاء الطوارئ صورة أرشفية
كتب: كامل كامل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كشفت مغامرة صحفية لـ«اليوم السابع» بميدان العتبة وسور الأزبكية وشارع الأزهر والمنطقة المحيطة به بوسط القاهرة عن تداول السلاح الأبيض «المطاوى والخناجر» بشكل علنى وكأنها ملابس أو مواد الغذائية، وبينما يتعامل أصحاب محلات بيع السلاح، التى تمارس نشاطها وفق تراخيص حصلت عليها لتوريد مستلزمات الأندية من أسلحة صيد وقطع غيار لهذه الأسلحة، بحذر شديد مع المترددين عليها لشراء الأسلحة نجد تجار السلاح الأبيض فى محيط ميدان العتبة والشوارع المجاورة له يعرضون بضاعتهم داخل فاترينات فى وضح النهار رغم عدم حصولهم على تراخيص بممارسة هذه التجارة، مستغلين الغياب الأمنى وتقاعس رجال الشرطة عن أداء دورهم فى التصدى لهذه الجريمة وغيرها من جرائم بيع الألعاب النارية والصواعق الكهربائية والسلع المغشوشة.
وتعتبر تجارة السلاح الأبيض بمنطقة العتبة ووسط القاهرة من أبرز مظاهر الانفلات الأمنى خاصة أن العتبة -لمن لا يعرف- إحدى أهم مناطق القاهرة، وهى بمثابة مركز تجارى للعديد من البضائع والسلع، وكانت تسمى فى الماضى بالعتبة الخضراء، لكن بسبب ما لحق بها اعتداءات وعشوائيات حذفت كلمة الخضراء وبقى اسم العتبة الذى ربما يتغير لاحقا إلى «سوق السلاح الأبيض».
ولشراء السلاح الأبيض من العتبة لا تحتاج مجهودا للعثور عن تجارها فبمجرد خروجك من محطة مترو الأنفاق يواجهك سيل من الباعة الجائلين، بينهم عدد لا بأس به من تجار السلاح وبعد صعودك سلالم محطة العتبة للخروج فى اتجاه سور الأزبكية تجد الأسلحة داخل فاترينات وكأنها سلع غذائية أو مستلزمات منزلية.
كما أنه بمجرد الانتهاء من صعود سلالم المترو والخروج إلى سور الأزبكية والاتجاه إلى ميدان العتبة ناحية شارع حلاوة أمام قسم شرطة الموسكى -يفصل بينهما «كوبرى الأزهر»- حتى شارع الأزهر تجد تجار سلاح يقفون صفا وعندما تتبعهم تجد الواحد منهم لا يعرض كل ما لديه من بضاعة لكنه يعرض حوالى 15 قطعة سلاح، وعندما يبيع وتوشك البضاعة على الانتهاء تجد شخصا يأتى إليه بكرتونة سلاح ليستكمل البيع.
بالطبع ليست الطريقة المتبعة فى التجارة غير المشروعة واحدة، فالمجموعة التى تعرض وتبيع السلاح بشكل علنى دون خوف تتراوح أعمارها بين 20 و30 عاما، بينما تجد فريقا آخر ينتمى إلى فئة عمرية تقل عن 20 عاما يعرضون قطعة واحدة ويضعون باقى بضاعتهم فى جيوبهم، ودائما ما تكون أسعارهم أقل من الفريق الأول.
وتختلف أسعار السلاح الأبيض فى محيط ميدان العتبة حسب الماركة وحجم المنتج، فهناك نوع يسمى «مطواة قرن غزال» وهو صنفان الأول مطواة ذات سلاح رفيع يتراوح سعرها بين 15 و25 جنيها، والثانى عبارة عن مطواة ذات سلاح رفيع موجود داخل عظم خفيف وسعرها يتراوح بين 25 و30 جنيها، بينما يوجد نوع آخر من «المطاوى» يطلق عليه الأمريكى يترواح سعره بين 70 و80 جنيها، وقد يصل سعر «الخنجر» أو «السنجة» إلى 120 جنيها، وبينما أكد عدد من التجار أن السلاح المتداول فى العتبة محلى الصنع، أكد فريق آخر أنه مستورد من الصين وجنوب أفريقيا وأمريكا.
ويقبل على شراء السلاح ذكور أو إناث، ولكن النسبة الأكبر من الشباب الذين لا تزيد أعمارهم على 20 عاما، وهؤلاء يفضلون المنتجات التى يقال أنها صينى وأمريكى وأفريقى، ومن شروط البيع أن البضاعة المباعة لا ترد، ومن يحاول إعادة ما اشتراه يسمع جملة «أمشى بدل ما آخذ الفلوس والمطواة وأمشيك».
المثير للدهشة أنه عندما حاولنا شراء سلاح من أحد التجار شعرنا بالخوف من القبض علينا أثناء الشراء أو سيرنا فى الشارع، وهنا قال التاجر لنا وغيرنا من زبائنه بملء الفم «لا أحد يستطيع تفتيشك لأن قانون الطوارئ انتهى» وعندما استفسرنا من هذا التاجر عن رغبتنا فى شراء كمية ضخمة قال لنا «كل الكميات التى تحتاجها نوصلها لك بسياراتنا فى أى مكان»، ما يعنى أن بيع السلاح يتبع أيضا نظام «ديليفرى».
انتهينا من رصد الظاهرة بسؤال: أين تصنع هذه الأسلحة ومن يسمح باستيراد بعضها؟ ننتظر إجابته من المسؤولين نطالبهم بالتحرك لمواجهة هذه الظاهرة التى تسهم بشكل كبير فى الانفلات الأمنى، وذلك تنفيذا لما وعد بتحقيقه الرئيس محمد مرسى فى أول 100 يوم من توليه عرش مصر، وهو إعادة الأمن والأمان إلى الشارع.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة