تخطت تفجيرات الحدود فى سيناء حدود الهامش، الذى لا يخدش حاجز الأمن القومى، والذى لابد من التدخل السريع الفورى لتأمينه.
صدمت تلك التفجيرات الإرهابية قلوب المصريين فى الشهر الكريم، خاصة أنها حدثت أثناء إفطار الصائمين، فلم تراع حرمة الشهر ولا حرمة الصيام ولا حرمة الدم المصرى، فكان وقع الحدث شديداً.
لاشك أن هناك انفلاتا أمنياً فى البلاد، وإن لم يصل إلى حد خطورة تلك التفجيرات السيناوية، وهو ما يعكس بالضرورة المخطط الذى يرمى إلى تنفيذه بالخصوص فى سيناء.
أسرف المحللون فى تفسيراتهم للحدث مما تسبب فى خلل تفكيرى للمواطن المصرى، الذى يريد معرفة الحقيقة الغائبة عنه ولا يريد أحد أن يفصح عنها أو أن يصارح الرأى العام بحقيقة الأمر من كونه حادثا إرهابيا أم أنه سياسى بالدرجة الأولى، وأرى أن الأمر لا يتعدى عدة نقاط أهمها:
الأولى: الوضع الأمنى فى سيناء والمفروض على مصر منذ معاهدة كامب ديفيد، والذى يقضى بتفريغ سيناء من أى قوات مصرية فعلية حقيقية يكون لها القدرة على الردع أو صد أى هجوم يمكن أن ينال من سيادة مصر وتقسيمها إلى مناطق هى أضعف من بعضها فيزداد الوضع الأمنى ضعفاً الى ضعف كلما توغلت فى عمق سيناء، وكأنها جميعها منطقة عازلة بين مصر والأراضى المحتلة، وهو ما تريده بالفعل إسرائيل، ويكفينا أن الفارق بين الخط الفاصل فى الحدود تجد القوات المصرية بأسلحة عادية، بينما القوات الإسرائيلية بالطيران الحربى وكامل عتاده.
مما لاشك فيه أنه لابد أن تراجع تلك المعاهدة، التى جلبت الذل والهوان لمصر وللمصريين، ويكفى أنه عمرها الآن 33 سنة، وإن كان لا محالة من تلك المعاهدة ببنودها فلابد من تغيير الوضع الأمنى فى سيناء تغييراً كلياً بما يخدم الأمن القومى المصرى، وهو الشرط الذى لابد ألا يتنازل عنه الجانب المصرى.
الثانى: هناك أطراف توجه رسالة رد إلى مصر بعد فتحها معبر رفح والتصريح بدخول الفلسطينين بدون تأشيرة لكى تشير إليها أن هؤلاء لا يستحقون تلك المعاملة، وأنهم هم الإرهاب والإرهاب هم وعليه فليغلق المعبر وليموت الفلسطينيون، وهو ما حدث فى أول رد فعل من الجانب المصرى.
الثالث: إطلاق العنان للحل، الذى يروج له الصهاينة من أن سيناء هى الوطن البديل للدولة الفلسطينية، التى يريدون إقامتها ولابد من اقتطاع جزء من سيناء لينزحوا إليه ليسدل الستار على القضية الفلسطينية، ويتيهوا فى سيناء، كما تاه بنو يهود من قبل.
الرابع: إحراج الرئيس المصرى، والذى ينتمى إلى التيار الإسلامى، مما سيؤكد ما يدعو إليه فلول الفلول من إسقاط الرئيس بعد تأكيد الادعاءات، التى روجت أثناء الانتخابات الرئاسية من دولة الإخوان وفتحها على قطاع غزة، وأن القائم بتلك الأعمال الإرهابية هم المحسوبون على التيار الإسلامى، وهذا ما جناه الوطن من الرئيس الإسلامى، أضف إلى ذلك ما يحدث بالداخل لتتحقق المعادلة، المراد تحقيقها بإسقاط الرئيس.
الخامس: إغراق مصر فى مشاكل عدة مختلفة الأطوار والأبعاد لتظل فى كبوتها فلا تخطو خطوة واحدة فى طريق النهضة المرجوة.
لابد من تكاتف الجميع مع الرئيس والحكومة بصرف النظر عن اختلاف الأيديولوجيات والأهواء والآراء، فبغرق السفينة سيغرق الجميع.
تفجيرات سيناء
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة