أسامة داود

كرسى الحكم ودروس الماضى

الجمعة، 10 أغسطس 2012 11:23 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى بداية عام 2005 أصدر وزير صحة مصر، رجل الأعمال حاتم الجبلى، تعليمات عقب وصوله إلى كرسى الوزارة بعرقلة أى طلبات تقدم للمواطنين عن طريق نواب المعارضة بمن فيهم الإخوان المسلمين وتم تجهيز إدارة الاتصال السياسى بعدد حاسبين آليين، أحدهما خاص بنواب الحزب الوطنى؛ والآخر للمغضوب عليهم من المعارضة والإخوان المسلمين الذين وصل عددهم إلى 88 نائبًا فى تلك الدورة، وصدرت التعليمات للموظف المسئول بوقف أى طلبات تخص النواب المعارضين، وظل الوضع على ما هو عليه لشهور طويلة، فى محاولة لتشويه صورة النواب المغضوب عليهم أمام أهالى دوائرهم، ومع تكليف الدكتور عبد الحميد أباظة لموقع وكيل الوزارة لشئون الاتصال السياسى لوزارة الصحة وعرض الأمر عليه من خلال الموظف المختص، قرر أباظة إلغاء التفرقة العنصرية بين النواب "حزب وطنى" و"معارضين" بمن فيهم الإخوان، ووحد تأشيراته لكل الأطراف. وقتها عرفت الخبر ولكن لم أنشره خوفًا من تعرض الدكتور عبد الحميد أباظة لغضب حاتم الجبلى وأجهزة أخرى، خاصة أن أمن الدولة كان يقف خلف تلك التفرقة العنصرية، وهذا ما أكده لى الموظف المسئول عن إدارة مكتب أباظة وقتها. كما عرف بالأمر عدد من نواب المعارضة والإخوان وفضلوا الصمت، ربما للأسباب نفسها كان عدم نشرى للخبر وقتها، كان الوزير الجبلى يملك بما لديه من سلطة أن يمنع علاج مريض بموجب تلك التفرقة مادام مطلب المواطن جاء عن طريق نائب معارض ولا يتبع الحزب الوطنى. وأذكر تلك الواقعة بعد أن تحققت إرادة الله تعالى وصدق قوله (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِى الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ). أقولها حتى يعلم الإخوان المسلمون أن أى تعامل على أساس تفرقة لرفع شعبيتهم وشعبية نوابهم على حساب حاجة المواطنين البسطاء وضد نواب المعارضة بعد أن صارت الأمور إليهم، لن يكون فى مصلحتهم، خاصة أن وصول الإخوان للحكم قد جاء نتيجة لثورة شارك فيها كل فصائل المصريين، ربما قبل الإخوان أنفسهم، ولكنها حكمة المولى عز وجل. فمنّ الله عليهم بالحكم، وهو أمانة إذا أسىء استخدامها تكون يوم القيامة خزيًا وندامة.

على الإخوان أن يعلموا أن حقوق الناس لا تلاعب بها، وأن قضاءها فرض عين، وأن انهيار نظام مبارك فى أيام معدودة لم يكن بسبب الفساد فقط، ولكن بسبب الظلم الذى تحول إلى نيران أمسكت بعرشه واشتعلت بفعل صرخات المظلومين. أتمنى ألاَّ يعيد التاريخ نفسه، وأتمنى أيضًا أن يذكر محمد مرسى رئيس الجمهورية هذا الموقف للدكتور عبد الحميد أباظة، خاصة أنه كان نائبًا فى ذلك الوقت، وقد رفع الله الظلم عن مرسى ونواب المعارضة على يد أباظة لرفضه الكيل بمكيالين، رغم أن ذلك عرَّضه لمضايقات من حاتم الجبلى وزير الصحة وقتها. وأدعو الله أن يصلح أحوال مصر والمصريين على يد من ولاهم أمرنا.





مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

مصريون من طين الارض

ليت الدكتور مرسى

ليت الدكتور مرسى يقرأ هذا المقال

عدد الردود 0

بواسطة:

م احمد عبدالدايم

ياريت الخدمة الصحية تقدم من المستشفيات مباشرتا لو فية دين فعلا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة