قالت مجلة "تايم" الأمريكية، إن الرئيس محمد مرسى، يمشى على حقل ألغام سياسية فى أزمة سيناء، مشيرة إلى أنه بدأ حملة بطيئة ومتعمدة لتأكيد سلطته التنفيذية.
وتلفت المجلة إلى أن التغييرات، التى قام بها مرسى، والتى شملت إقالة رئيس المخابرات اللواء مراد موافى، ومحافظ شمال سيناء، ورئيس الشرطة العسكرية، للإخفاق فى منع وقوع الهجوم الإرهابى فى سيناء يوم الأحد الماضى، وفشل الشرطة العسكرية فى تأمين جنازة الشهداء، ربما يكون من أعراض الصراع على السلطة بين رئيس الجمهورية والمجلس الأعلى للقوات المسلحة.
وتنقل تايم عن روبرت سيرنجبورج، الخبير فى شئون الجيش المصرى فى مدرسة البحرية الأمريكية للدراسات العليا، قوله إن تلك التغييرات تمثل لعبة قوة، فقائد الحرس الجمهورى ورئيس المخابرات سببا حرجًا للرئيس فى أزمة سيناء.. لكن الأكثر أهمية أنه ثبت أنهما أقل ولاء.
ويذهب الخبير الأمريكى إلى القول بأن مهمة الحرس الجمهورى هى الدفاع عن الرئيس، وهذه القوة كبيرة بما يكفى ومسلحة جيدًا لدرجة تستطيع معها تأمين وجود مرسى فى جنازة رسمية، وعدم قدرتها على القيام بذلك يدل على ما هو أكثر من مجرد الفشل التنظيمى، فالرئيس أنور السادات كان يعتمد بشدة على الحرس الجمهورى للقضاء على المتآمرين، مثلما يقول سبرنجبورج، وهذا موقف رئيسى، وعدم سيطرة الرئيس على الحرس الجمهورى تعنى أنه ليس لديه سلطة حقيقية.
ويفترض أن الرئيس يتحكم أيضًا رسميًا فى المخابرات ووزارة الداخلية، برغم حقيقية أن أدوار تلك المؤسسات كانت أكبر فى عهد مبارك فى قمع جماعة الإخوان المسلمين التى ينتمى إليها مرسى، لكن لم يكن هناك من يصدق أن مرسى حاز السيطرة على تلك الوزارات بعد توليه مهام منصبه.
ويقول سبرنجبورج، إن موافى كان رجل طنطاوى بشكل واضح، فكان عضوا سابقا بالمجلس العسكرى ورجلا بالمخابرات العسكرية فى أغلب حياته المهنية.
ويتابع الخبير الأمريكى قائلا، "إن التغييرات التى قام بها مرسى فى المخابرات والداخلية لا تعنى أنه يريد تقويض تلك المؤسسات، فهو يريدها أن تكون موالية له وللإخوان، فالقيام بسحب شخص ما إلى الداخل من الخارج كان ليكون خطوة كبيرة للغاية، ولم يكن المجلس العسكرى ليتسامح مع ذلك، إلا أنهم أوضحوا أن هؤلاء الناس يعتمدون الآن على مرسى وعلى الإخوان، وهو ما يعتبره سبرنجورج بداية لتغيير مهم، وإن كان سريًا.
ويرى بعض المحللون، حسبما تقول تايم، أن المشكلة فى استراتيجية مرسى هى أنه يركز على تغيير الولاءات بين قيادات الأمن بدلا من إصلاح النظام نفسه، والذى كان سببا للثورة العام الماضى، فلم يتم تغيير ثقافة القمع المؤسسى للشرطة وأجهزة الأمن إلى حد كبير فى تعامل مصر مع الأزمة فى سيناء.
تايم: مرسى يمشى على حقل ألغام سياسية فى أزمة سيناء.. الرئيس أقال قيادة المخابرات والحرس الجمهورى لعدم الولاء له.. خبير أمريكى فى شئون الجيش المصرى: موافى كان رجل طنطاوى بشكل واضح
الجمعة، 10 أغسطس 2012 03:43 م
الرئيس محمد مرسى فى اجتماع مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة