التفوق الكاسح للكمبيوتر اليابانى وانتصاره بثلاثة أهداف نظيفة مقابل صفر كبير للمنتخب المصرى جعلنى أحس بخيبة أمل بأننا لن ننجح فى هزيمة جبال الزبالة التى تحيط بنا وأن حملة "وطن نظيف" مصيرها الفشل حتقول طب مال الزبالة بالكورة، حقولك الفريق اليابانى يعيش فى بيئة نظيفة صحية وتعلم التفكير بشكل علمى مش عشوائى، صحيح تعلم لعب الكورة حديثا لكنه كان يلعب بجدية وإصرار ونظام لتحقيق الفوز لأنه تربى وتعلم حب العمل والانضباط والنظافة. الدليل أننى عندما سافرت إلى اليابان شاهدت فى مدينة كيوتو العاصمة الثقافية مجموعة تلاميذ تحيط برجل أنيق فى ملبسه وهو يمسك مقشة فى يده اليمنى وجاروفا فى يده اليسرى وأمامه عربة ويقوم بكنس الشارع ذهابا وإيابا بنفسه، تعجبت وتساءلت من هذا الرجل وماذا يفعل؟ رد على مرافقى أنه مدير المدرسة التى يكنس وينظف حولها، وأنه يعطى درسا عمليا يوميا فى النظافة أمام تلاميذه ويكون قدوة لهم فى تنظيف مدرستهم وما حولها، يتعلم التلاميذ النظافة وتتأصل فى سلوكهم وحياتهم.
شوف يا صاحبى لما أقولك مدارسنا وحوارينا وشوارعنا محاطة بأكوام الزبالة والقاذورات حتى أصبحت مشهدا عاديا لا يثير أى اشمئزاز لدى المدرسين أو التلاميذ أو أى حد. فأين دور التعليم فى غرس وزرع قيم حب العمل وسلوكيات النظافة؟ أين دروس النظافة والمحافظة على البيئة فى المناهج الدراسية وتطبيقاتها على أرض الواقع؟ أين مشاركة الطلاب فى خدمة البيئة؟ وما قيمة التعليم إن لم يخدم المجتمع ويساعد على نظافتة؟ معروف أن التعود من الصغر يجعل النظافة سلوكاً حياتياً للأطفال، فمن شب على شىء شاب عليه، عارفين إزاى اليابان نجحت فى السيطرة على أزمة القمامة؟ شعر المجتمع والحكومة بأهمية رجل القمامة فتم تسميته "مهندس الصحة" لأنه يقوم بدور مهم فى الحفاظ على الصحة والمجتمع فلولاهم لانتشرت الأوبئة والأمراض واهتمت الحكومة بنشر الوعى الصحى فى جمع القمامة. يعنى السر فى نجاح اليابان فى القضاء على الزبالة أنها قدرت وعظمت وثمنت مجهود وعمل عامل النظافة أو "مهندس الصحة" واعتبرتهم أهم فئة بالمجتمع وأصبح دخله يساوى المهندس وأكثر حتى يعيش حياة كريمة بجد ولا يتحول للتسول مثلنا، المشكلة أننا نعامل عامل النظافة البسيط بشكل بشع وبنذله ونطلق عليه لقب "زبال" ويحصل على ملاليم مقابل خدماته العظيمة لحمايتنا من قمامتنا النتيجة أنهم تحولوا فعلا إلى متسولين بالملابس الرسمية، السبب انهم يكسبون من الشحاتة ما يفوق مرتباتهم ونرجع نقول مش بيشتغلوا ومش شايفين شغلهم، أنا شوفت عامل النظافة بيشيل زبالة الشارع ويلمها بإيده وساعات كتير بيكون فيها زجاج ومعادن ممكن قوى تجرح إيده. الحل إن نفكر فى تطوير آلية عمل عمال النظافة ونطلق عليهم لقب "مهندس النظافة" يعنى يبقى باشمهندس ونحدث أدواتهم ونرفع مرتباتهم.
سئل حكيم:
بماذا ينتقم الإنسان من عدوه؟ فقال: بإصلاح نفسه.
• نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية جدا
اهداء لمحافظ القاهرة ونظافة حى المنيل
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية
مقال جمييييييييييييييل
فوق