محمد فهيم

"وطن نظيف".. "وشعب لطيف"

الأربعاء، 01 أغسطس 2012 11:36 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كيف يصبح لدينا وطن نظيف وشعب لطيف، ونحن لا نملك من مقوماته شيئاً، فمشكلتنا مجتمعية خالصة تتمثل فى حالة اللامبالاة والتسيب التى ورثناها كابراً عن كابر، والتى جعلتنا نرى الخطأ ونشارك فيه، بقولنا "وأنا مالى"، "يا عم أنا مش قد الناس دى"، "يا عم كل عيش وخليك فى حالك"، بالمختصر المفيد حالة السلبية وانعدام المسئولية الاجتماعية نحو الوطن.

وبرغم أن حل مشكلة النظافة بسيط ويتلخص فى وجود ضمير جمعى يحب مصر ويخاف عليها ويعمل من أجلها بصدق وإخلاص، ثم فى رصد المجتمعات التى نجحت فى أن تصبح قطعة من الجنة، بشوارع مرصوفة ونظيفة، وبيوت مرسومة كأجمل ما يكون، وعمليات تدوير للقمامة والمخلفات تدر المليارات كل عام، تسهم فى الدخل القومى بشكل أساسى.

ولى تجربة شخصية رأيتها فى مقاطعة رانتاسالمى الفنلندية الأقل تلوثاً على مستوى العالم، درست فيها كورسا عن البيئة فى معهد متخصص، وتعلمت فيه كيف استطاع الشعب الفنلندى أن ينهض بعد تحرره من الاحتلال الروسى، وبنى حضارة حاضرة فى قلب العالم، وبنى وطناً متقدماً نظيفاً جميلاً رائعاً، وشعباً يحافظ على ما حققه من بناء ويستخدم كل مخلفاته ليحقق نظافة بلاده ويحصد المليارات من خلال تلك القمامة، ورأيت كيف أصبحت سيدات البيوت منتجات للسماد العضوى يبعنه بالآلاف ويتخلصن من فضلات الطعام بطريقة سهلة وبسيطة.

ورأيت فوق كل عامود كهرباء معلقة به سلال القمامة، وأمام كل محل وبيت موجودة سلة، وكل يوم يأتى جامع القمامة، فيأخذ ما بها ويذهب به إلى حيث يتم تدويرها واستغلالها الاستغلال الأمثل.

وذهبت إلى مصنع نوكيا فى العاصمة هلسنكى ورأيت طرق التخزين والأمان للبطاريات والتليفون المحمول وكيف يتم تجميع البطاريات التالفة وإعدامها حتى لا تضر بالصحة العامة والبيئة.

ورأيت فى فرنسا وإيطاليا واليونان، تلك الدول التى يسمونها صعيد أوروبا، كيف تحيا شعوب تلك الدول حياة نقية نظيفة بدون تلوث بصرى، أو أضرار صحية ،حيث يتم تخصيص صناديق للقمامة داخل كل كتلة سكنية أو مجموعة مبانى، ومقسمة إلى صناديق بلا ستيكية للورق والكرتون وأخرى للزجاج وثالثة للبلاستيك ورابعة لفضلات الطعام وهناك آخر للمخلفات الصلبة كالخشب والحديد، وتدور سيارات القمامة كى تجمع تلك المخلفات دون أن تتقاضى مليماً واحداً من أى بيت أو شخص أو محل أو شركة، فهى تكسب المليارات بإعادة تدوير تلك المخلفات وبخاصة الورق والبلاستيك والزجاج وقطع الحديد الخردة.

ولكن لدى هذه الشركات مجموعة من السيارات التى تعمل على أعلى مستوى لجمع القمامة ووضعها فى مستودعاتها، حيث يتم هناك فصلها وإعادة تدويرها من جديد وبيعها للمصانع لتصنيعها مرة أخرى، كما توجد سيارات لتنظيف وغسل الشوارع بشكل دورى وفى مواعيد ثابتة.

وفى النهاية تجد مجتمعاً نظيفاً وراقياً، نحلم أن نصبح مثله، ولكن كيف؟، ونحن مازلنا نعيش وسط الأفاقين والحرامية والمرتشين وأصحاب المصالح والمنتفعين من نظام مبارك، وممن يريدون تعطيل المسيرة وإرهاب الشعب، وتعجيز الرئيس، وتجد موظفى الأحياء والوحدات المحلية يزيدوننا رهقاً، ويطبقون على صدورنا حتى نتنفس حرجا ضيقا، ويفرحوا بما أتوا وحققوا وبما أعجزونا وأرهقونا، حتى يندم الشعب على العهد البائد الذى انتفعوا هم منه كثيراً ولا يريدون لعهد جديد أن يظهر وينمو ويكبر.

والخلاصة فإنى أقترح أن تكتمل مبادرة الرئيس فى المدن المصرية بعدد من النقاط:

1- وضع سلال بلاستكية فوق جميع أعمدة الإنارة، وأمام المحلات والبيوت، ويتولى جمع ما بهذه السلال شباب بتروسيكلات ويبيعوا هذه القمامة والمخلفات ويكسبوا الكثير منها، وتكون هذه بداية جيدة لنظافة الشوارع.

2- تشديد الرقابة على الشركات العاملة فى جمع القمامة من مسئولى الأحياء ثم يتم تخصيص صناديق لكل نوع من أنواع القمامة ووضعها فى أماكن مخصصة أمام كل بيت وتقوم الشركات يومياً بتفريغ تلك الصناديق كما يحدث فى أوروبا والدول المتقدمة.

3- تشكيل لجان فى كل حى وشارع لمراقبة عمل الشركات والإبلاغ عن المقصرين وعن من يلقون بالمخلفات فى الشوارع.

4- تخصيص رقم تليفون خدمات معلن يتصل من لديه مخلفات بالشركة المسئولة لرفع القمامة التى لديه أو مخلفات المبانى.

5- تشديد العقوبة على المخالفين من الشركات والعمال وكذلك على من يلقون بالقمامة فى الشوارع.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة