دعت الباحثة الأمريكية، ريبيكا فريدمان الرئيس محمد مرسى للتعلم من الأخطاء التى وقعت فيها الإدارات الأمريكية العديدة فى المرحلة الانتقالية من رئيس إلى رئيس، وقالت إنه اتخذ قرارا غاية فى الأهمية فى إطار سعيه لتشكيل حكومته، وذلك بتعيين هشام قنديل، رئيسا للوزراء، إلا أنه ينبغى أن يعزز من سلطته واضعا ثلاثة دروس مستفادة من الإدارة الأمريكية نصب أعينه.
أولا، قالت الباحثة فى مقالها الذى نقلته صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، إن الرئيس مرسى عليه أن يتجنب ما وصفته بـ"فخ أول مائة يوم"، "فمنذ أول مائة يوم باهتة فى عهد الرئيس الأمريكى الأسبق، فراكلين روزفلت، وباتت أول ثلاثة شهور بمثابة الاختبار لأى رئيس، رغم أن أول مائة يوم تنبغى أن مخصصة لبناء أسس الإنجازات المستقبلية، وليس لتحديد من الفائز لوسائل الإعلام الاستهلاكية".
وعلى ما يبدو انتشرت حمى المائة يوم فى شتى أنحاء مصر، بعدما تعهد مرسى بتفعيل مشروع النهضة فى أول أشهر فى الحكم، بما يشمل ذلك من إصلاح نظام الشرطة، وتنظيم المرور، وتحسين خدمات الصرف الصحى، وتوفير الخبز والوقود. وبمجرد توليه رئاسة الحكومة، تعهد قنديل بأن يكون تحقيق هذه الأهداف أولويته. ومع ذلك، تتسم هذه الأجندة الطموحة بأنها "خيالية"، و"خطرة" نظرا لارتفاع سقف التوقعات الكبيرة التى تروج لها. وبالفعل، أنشئ مجموعة من الشباب المصرى موقعا يسمى "مرسيميتر دوت كوم"، لتعقب الإنجازات التى يحققها مرسى (حتى الآن: 1 من 64).
ومضت فريدمان تقول إنه حتى فى الولايات المتحدة، حيث يواجه الرئيس الجديد عدائية الكونجرس، يعوق الواقع السياسى تحقيق المبادرات المبكرة، ومع برلمان مصر المنحل، ووجود القيادة العسكرية والمحكمة العليا، يزداد الموقف صعوبة.
أما الدرس المستفاد الثانى فيكمن فى أن يحذر مرسى من وعود حملته الانتخابية، ففى ظل حمى هذه الحملات، يقول المرشحون ما يكون له صدى أكثر ما يتمسكوا بالسياسة السليمة، وهذا حال السياسة فى الديمقراطيات القديمة والوليدة على حد سواء. وتتركز أكبر أخطاء الرؤساء الجدد ليس على عدم الوفاء بتعهداتهم وإنما بالسعى للالتزام بها رغم ما تفرضه عليهم الإدارة من تحديات.
وقالت الباحثة الأمريكية إن أكثر هذه الأخطاء خطورة يكون فى مجال السياسة الخارجية، وخلال منافسته مع أحمد شفيق، وقع مرسى فى خطأ استخدام خطاب معاد لإسرائيل، متهما إياه بانتهاك اتفاقيات كامب ديفيد، ومؤكدا "أنه ليس ممكنا أن ترهب دولة قوامها خمسة مليون شخص، تسعين مليون". واستخدام مثل هذا الخطاب فى مواجهة إسرائيل يحمل بين طياته خطرا كبيرا بالنظر إلى وضع مصر الاقتصادى، وحاجتها الماسة للمساعدات الدولية.
وفيما يتعلق بالدرس الثالث، قالت فريدمان إن الرئيس الجديد عليه أن يغازل البيروقراطية، فالبيروقراطيون محرك تفعيل السياسة الخارجية، إلا أنهم غالبا ما يتم تجاهلهم من قبل الإدارات الحديثة. والمراقبون يتفحصون خيارات مرسى الوزارية، إلا أن الوزارات السيادية، ومن يعمل بها من موظفين مدنيين، ووسائل الإعلام الحكومية التى ستحدد مصير هذه المبادرات.
لوس أنجلوس تايمز تدعو مرسى للتعلم من أخطاء الإدارات الأمريكية
الأربعاء، 01 أغسطس 2012 03:34 م
الرئيس محمد مرسى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة