أكد الشيخ جمال قطب، أن ما فعله مبارك بمصر ومحاولاته لتأسيس مشروع التوريث لم يحدث على مر التاريخ، وحرمه الله عز وجل على الرسل والأنبياء، مشيرا إلى أن ذلك من بداية الخلق، فقد كان سيدنا موسى معه أخوه هارون والاثنان لم ينجبا ومن بعدهم عيسى ولم ينجب ومن بعدهم سيدنا محمد ولم يعش له أبناؤه "الصبيان" حتى لا يورث أحد الملك لابنه.
وأضاف قطب فى اللقاء الذى عقد مساء أمس بدار الكتب والوثائق القومية ضمن أنشطة الموسم الثقافى، أن الخروج على الحاكم والثورة فى ظل وجود مثل هذا الخلل تعد فرضا على كل إنسان أهدرت كرامته، مستشهدا بموقف حدث مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كان يسير فى زحام وأزاح أحد رعيته فقال له أوجعتنى فرفع رسول الله قميصه وقال له اقتص.
وأوضح قطب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدى وظيفتين ليست بإرادته فكان يرغب أن يوصل الرسالة وتولى وظيفة الحاكم حتى يحقق العدل بين الناس، مؤكدا أن ما فعله البوعزيزى بإضرام النار فى جسده، وظن البعض أن هذا حرام لأنه بذلك انتحر فهذا تصور خاطئ، لأنه قتل نفسه من أجل أن يحرر أمة بأكملها وكان هذا واجبا عليه.
وأشار قطب فى حديثه إلى الحكم فى عهد الخلفاء الراشدين، وما كان يفعلوه مع رعيتهم، لافتا إلى أن أبا بكر عندما كان على فراش الموت أراد أن يولى على المسلمين خليفة لا يتنازعون عليه إن قبلوه خيرا وإن رفضوه فليولوا من يصلح، وجاء بعثمان بن عفان ليكتب وصيته بتولى عمر، ولكن قبل أن ينطق اسم عمر خرجت روحه فكتب عثمان عمر، حتى لا تحدث فتنة بين الناس، مشيرا إلى أن عمر كان خليفة على 126 دولة وكان يرسل لكل منها خليفة وقاضى ورئيس لبيت المالى، ولم يكن فيهم واحد رئيسا على الآخر، فالثلاثة متساوون حتى لا يأمر أحدهم الآخر بفعل شىء.
الجدير بالذكر أن الشيخ جمال قطب اعتذر عن الحضور متأخرا عن موعد الندوة ساعة ونصف، وذلك بسبب ازدحام المرور بالشوارع وابتعاد محل إقامته كثيرا عن مقر دار الكتب.
