
نيويورك تايمز
الارتباك بعد رسالة مرسى لبيريز يظهر مدى توتر العلاقات بين مصر وإسرائيل
اهتمت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، بالارتباك الشديد الذى تلا إعلان وسائل الإعلام الإسرائيلية عن إرسال الرئيس محمد مرسى رسالة شكر للرئيس الإسرائيلى، شيمون بيريز يعرب فيها عن امتنانه عن تهنئة الأخير له بحلول شهر رمضان المكرم، وذهبت إلى أن هذه البلبلة أظهرت مدى التوتر بين مصر وإسرائيل.
وقالت الصحيفة إن الرسالة الودية التى أعتقد أن الرئيس الجديد أرسلها لنظيره الإسرائيلى لاقت ترحيبا كبيرا فى إسرائيل باعتبارها مؤشرا غير متوقع على نية مصر الحفاظ على العلاقات الطيبة مع إسرائيل فى ظل عهد الإخوان المسلمين، إلا أن هذا المؤشر لم يكن سوى إنذار كاذب بعدما نفت الرئاسة المصرية صحة هذا الخبر.
ومضت "نيويورك تايمز" تقول إن الارتباك الدبلوماسى لم يشمل فقط مصر وإسرائيل وإنما شمل وزير الدفاع الأمريكى، ليون بانيتا الذى كان يزور البلدين، لاسيما بعدما ناقضت تصريحات كل من المسئولين المصريين والإسرائيليين بعضها بشأن ما إذا كان الرئيسين قد تبادلا الرسائل، الأمر الذى ترك العلاقات بين البلدين حيث بدأت، فى حالة من عدم التيقن غير المريح.
ورأت الصحيفة أن هذه الحلقة الجديدة من التوتر تظهر مدى الحساسية التى تتسم بها العلاقة بين الجارتين اللتين حفظتا على العلاقات السلمية وإن كانت باردة طيلة ثلاثة عقود، إلا أنهما يواجهان تحديات جديدة بعد تولى الرئاسة مرشح جماعة الإخوان المسلمين.

"واشنطن بوست"
جولة رومنى لم تؤت ثمارها كما كان متوقعا!
تناولت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية جولة المرشح الجمهورى لانتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة ميت رومنى التى قام بها خلال الأسبوع الماضى.
واستعرضت الصحيفة ما قام به المرشح الجمهورى بدءا من خطابه إلى المحاربين القدامى فى الحروب الخارجية فى مدينة رينو بولاية نيفادا، ثم زيارته إلى بريطانيا وإسرائيل وبولندا، والتى لم تخل أيضا من التصريحات التى قوبلت فى بعض الأحيان بالنقد اللاذع وفى البعض الآخر بالتأييد القوى له.
ورأت الصحيفة الأمريكية - فى سياق مقالها الافتتاحى - أنه رغم هذه الزيارات المتعددة التى قام به رومنى ، لم يستطع أن يظهر للعالم وجهة نظره وأفكاره بالدرجة الكافية.
وقالت إنه وبعبارات عامة، سعى رومنى إلى تمييز نفسه عن الرئيس الأمريكى باراك أوباما من خلال الإشارة إلى أنه سيكون أكثر قوة فى إبراز قيادة وسلطة الولايات المتحدة.
وتساءلت الصحيفة عن كيفية ترجمة رومنى رؤيته إلى واقع ، مشيرة إلى أن تصريحاته لم تكن حتى الوقت الحالى سوى مزاعم سطحية أو خرقاء تعوزها البراعة فى بعض الأحيان، على حد تعبيرها.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى العديد من القضايا ، حيث وضع رومنى الخطوط العريضة لبعض من الأهداف الطموحة ، لكنه لم يتحدث عن السبل التى ستمكنه من تحقيق هذه الأهداف، متخذة من خطابه أمام جمعية المحاربين القدامى مثالا ، حيث تعهد بتجنب إجراء أى تخفيضات كبيرة فى الميزانية العسكرية، لكنه لم يقدم أى دليل حول المفاضلة أو اتخاذ القرارات الصعبة المطلوبة.
ومضت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية فى افتتاحيتها بالقول إن رومنى جدد تعهده خلال زيارته لإسرائيل ، بمنع إيران من الحصول على الأسلحة النووية.
ولفتت الصحيفة إلى أنه فى كافة القضايا لم يصل إلى الحد الذى يشير إلى المزايا التى سيقدمها بشكل مختلف عن أوباما سواء فى حديثه عن "تضحية" أوباما بالدفاع الصاروخى كـ"تنازل من جانب واحد" لصالح روسيا، أو حتى فى حديثه عن انتهاكات الصين لحقوق الإنسان وغيرها من الاهتمامات.
وأشارت إلى أنه أيضا لم يقدم أية فكرة واحدة بناءة حول إدارة العلاقة المتداخلة وبعمق مع بكين ، فضلا عن غموضه الشديد بشأن الكيفية التى تمكنه من الاستجابة أو التعامل مع ثورات الربيع العربى.
كما أشارت إلى تصريحاته بشأن عدم استعداد بريطانيا لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية ، التصريحات التى تراجع عنها لاحقا .. فضلا عن إشاراته إلى أن "الثقافة" تفسر وجود التفاوت الاقتصادى بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وبين المكسيك وأمريكا ، المقارنة التى عكست استبعاده للقيود المفروضة من قبل إسرائيل ومنذ سنوات عديدة على العمال الفلسطينيين، والمفروضة أيضا على التجارة والبضائع.
وخلصت الصحيفة إلى أنه باختتام المرشح الجمهورى للرئاسة الأمريكية لجولته الخارجية فى وراسو، يبقى أقل من 100 يوم فقط على موعد الانتخابات الأمريكية المقرر إجراؤها فى نوفمبر المقبل، معربة عن أملها فى إمكانية أن يصيغ رومنى أجوبة ذات أهمية بشأن السياسة الخارجية.

لوس أنجلوس تايمز
لوس أنجلوس تايمز تدعو مرسى للتعلم من أخطاء الإدارات الأمريكية فى المراحل الانتقالية
دعت الباحثة الأمريكية، ريبيكا فريدمان الرئيس محمد مرسى للتعلم من الأخطاء التى وقعت فيها الإدارات الأمريكية العديدة فى المرحلة الانتقالية من رئيس إلى رئيس، وقالت إنه اتخذ قرارا غاية فى الأهمية فى إطار سعيه لتشكيل حكومته وذلك بتعيين هشام قنديل، رئيسا للوزراء، إلا أنه ينبغى أن يعزز من سلطته واضعا ثلاثة دروس مستفادة من الإدارة الأمريكية نصب أعينه.
أولا، قالت الباحثة فى مقالها الذى نقلته صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، إن الرئيس مرسى عليه أن يتجنب ما وصفته بـ"فخ أول مائة يوم"، "فمنذ أول مائة يوم باهتة فى عهد الرئيس الأمريكى الأسبق، فراكلين روزفلت، وباتت أول ثلاثة شهور بمثابة الاختبار لأى رئيس، رغم أن أول مائة يوم تنبغى أن مخصصة لبناء أسس الإنجازات المستقبلية، وليس لتحديد من الفائز لوسائل الإعلام الاستهلاكية".
وعلى ما يبدو انتشرت حمى المائة يوم فى شتى أنحاء مصر، بعدما تعهد مرسى بتفعيل مشروع النهضة فى أول أشهر فى الحكم، بما يشمل ذلك من إصلاح نظام الشرطة، وتنظيم المرور، وتحسين خدمات الصرف الصحى، وتوفير الخبز والوقود. وبمجرد توليه رئاسة الحكومة، تعهد قنديل بأن يكون تحقيق هذه الأهداف أولويته. ومع ذلك، تتسم هذه الأجندة الطموحة بأنها "خيالية"، و"خطرة" نظرا لارتفاع سقف التوقعات الكبيرة التى تروج لها. وبالفعل، أنشئ مجموعة من الشباب المصرى موقعا يسمى "مرسيميتر دوت كوم"، لتعقب الإنجازات التى يحققها مرسى (حتى الآن: 1 من 64).
ومضت فريدمان تقول إنه حتى فى الولايات المتحدة، حيث يواجه الرئيس الجديد عدائية الكونجرس، يعوق الواقع السياسى تحقيق المبادرات المبكرة، ومع برلمان مصر المنحل، ووجود القيادة العسكرية والمحكمة العليا، يزداد الموقف صعوبة.
أما الدرس المستفاد الثانى فيكمن فى أن يحذر مرسى من وعود حملته الانتخابية، ففى ظل حمى هذه الحملات، يقول المرشحون ما يكون له صدى أكثر ما يتمسكوا بالسياسة السليمة، وهذا حال السياسة فى الديمقراطيات القديمة والوليدة على حد سواء. وتتركز أكبر أخطاء الرؤساء الجدد ليس على عدم الوفاء بتعهداتهم وإنما بالسعى للالتزام بها رغم ما تفرضه عليهم الإدارة من تحديات.
وقالت الباحثة الأمريكية إن أكثر هذه الأخطاء خطورة يكون فى مجال السياسة الخارجية، وخلال منافسته مع أحمد شفيق، وقع مرسى فى خطأ استخدام خطاب معاد لإسرائيل، متهما إياه بانتهاك اتفاقيات كامب ديفيد، ومؤكدا "أنه ليس ممكنا أن ترهب دولة قوامها خمسة مليون شخص، تسعين مليون". واستخدام مثل هذا الخطاب فى مواجهة إسرائيل يحمل بين طياته خطرا كبيرا بالنظر إلى وضع مصر الاقتصادى، وحاجتها الماسة للمساعدات الدولية.
وفيما يتعلق بالدرس الثالث، قالت فريدمان إن الرئيس الجديد عليه أن يغازل البيروقراطية، فالبيروقراطيون محرك تفعيل السياسة الخارجية، إلا أنهم غالبا ما يتم تجاهلهم من قبل الإدارات الحديثة. والمراقبون يتفحصون خيارات مرسى الوزارية، إلا أن الوزارات السيادية، ومن يعمل بها من موظفين مدنيين، ووسائل الإعلام الحكومية التى ستحدد مصير هذه المبادرات.