هناء المداح تكتب: قاطعوهم فى رمضان هو أذكى لكم

أيام قليلة ويهل علينا شهر رمضان الكريم شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، ففيه تتضاعف الحسنات وتُغفَر الذنوب وتُمحى السيئات، وتفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب الجحيم وتسلسل فيه الشياطين، ومع قدوم الشهر الفضيل كل عام يأتى موسم المسلسلات المبتذلة والبرامج التافهة!، هذا الموسم الذى يجعل الكثيرين فى عالمنا العربى يضعفون ويجلسون أمام شاشات التلفاز لساعات طوال، وكأن متابعة هذه التفاهات لا تحلو إلا فى هذا الشهر مما يؤكد إصرار القائمين على الفن والإعلام على إفطار الصائمين على طريقتهم!!..

دأب التليفزيون المصرى بقنواته الأرضية فضلًا عن الكثير من الفضائيات المصرية والعربية منذ سنوات على الإعلان عن المسلسلات والبرامج التى سيتم عرضها فى رمضان قبل قدومه بعدة أشهر، حيث نشاهد بين كل فاصل وآخر دعاية عن مسلسل أو برنامج مُختَتَمة بعبارات شهيرة منها:
قريباً فى رمضان، مسلسلاتك عندنا، على شاشتنا فى رمضان، حصرياً خلال رمضان.. الخ..

وكل قناة تأتى بعبارة أكثر جاذبية ولفتًا لانتباه المشاهدين، كما تأتى بالممثلين والممثلات ليقوموا بعمل هذه الدعاية مع بث بعض اللقطات القوية من مسلسلاتها الحصرية وغير الحصرية والتى قد تثير أى شخص لمتابعة هذا المسلسل أو ذاك البرنامج وعندما يأتى رمضان يبدأ سيل البرامج والمسلسلات، ويبدأ معه تجمع معظم الناس حول التلفاز حيث يقومون بتقليب المحطات الفضائية والتى قارب عددها الألف قناة لمشاهدة ما طاب لهم!!..

لا يخفى عن أحد ما تحويه بعض هذه المسلسلات والبرامج من ابتذال وعُرى، ففيها ممثلات يظهرن من أجسادهن أكثر مما يسترن، وأغلب الممثلين يتصفون بالميوعة، ويقدمون أدواراً ومواضيع شديدة الخطورة والسلبية على مجتمعاتنا العربية بدعوى حرية التعبير والرأى وتسليط الضوء على أهم المشكلات والعيوب فى المجتمع لعلاجها ومنها:

- علاقات الشباب مع الشابات وعرض صور للخيانة الزوجية وتبريرها..
- جرائم اغتصاب وعلاقات محرمة وجرائم سرقة وشرب للخمر والمخدرات..
- إبراز العديد من الظواهر التى ظهرت فى المجتمعات الخليجية والعربية بصورة فاضحة وخادشة للحياء..
- طرح طرق جديدة فى غاية الغرابة لكيفية ارتكاب بعض جرائم القتل والسرقة والتزوير مما يزيد معدلات الجرائم فى المجتمع..

أما عن البرامج فحدث ولا حرج، فمنها برامج متخصصة فى النميمة والغيبة والردح والتشليق يستضيف مقدموها مجموعة من المشاهير سواء فى الفن أو السياسة أو الإعلام، ويتقاضون مبالغ باهظة مقابل ذلك العبث، وهناك نوع آخر من البرامج وهى البرامج التى تعرض فوازير ومسابقات تقدمها مذيعات متبرجات يضعن أطنانا من مساحيق الماكياج على وجوههن مع إبراز القليل من المفاتن والتحدث بأسلوب غير محترم وغير لائق لجذب الجمهور!!..

السؤال الذى يفرض نفسه.. من المسئول عن استمرار تمرير مثل هذه الأعمال لعرضها فى هذا الشهر الفضيل لإلهاء الناس عن عبادتى الصوم والصلاة بهذا الشكل المخجل والمؤسف؟!..

أما آن الأوان كى يخرج الأزهر الشريف أو تخرج دار الإفتاء المصرية عن صمتهما الرهيب ليحرما ويجرما عرض هذه السموم فى رمضان الذى جعل منه أعداء دين الله وحلفاء الشيطان موسمًا لقلة الأدب والمسخرة، زاعمين الترويح والتخفيف عن المشاهدين الصائمين؟!..
بما أننا فى مصر بدأنا عهد جديد آمل أن يكون الأفضل فى كل شيء، يجب أن يتم وقف هذه المهزلة الفنية والإعلامية فى أسرع وقت ممكن وكفى مَن سببوها ما حصلوا عليه طوال السنوات الماضية من أموال طائلة نتيجة مؤامرتهم الحقيرة على الذوق والفكر العربى وحسبنا الله ونعم الوكيل.