نحن نعيش انتفاضة الفقراء فى مصر ضد ارتفاع واختفاء بعض الأدوية الأساسية التى هى تناسب محدودى الدخل.. معظم الأدوية الذى يحتاجها المواطن البسيط غير متواجدة فى الصيدليات، ولا فى المستشفيات ولا وحدات طب الأسرة.
والمدهش فى ذلك أن الزيادة السعرية لم تقف عند الحدود المتعارف عليها سابقاً مثل 1% أو 5%، ولكنها وصلت فى كثير من الأنواع إلى نسب تصل إلى 25% وما يزيد على 50% مرة واحدة فى حين لم يطرأ بعد على دخول الناس وزيادة مناسبة.
وبالتوازى مع ذلك نطالع يومياً فى الصحف أخباراً على لسان السيد وزير الصحة عن مساع حثيثة تبذلها الوزارات مع شركات ومصانع الأدوية للسيطرة على أسعار أهم قطاع فى حياة الناس هو الدواء، والتوصل إلى حل نهائى فى انتشار هذه الزيادة كل فترة قصيرة لا تتعدى الشهر أو الشهرين حتى يفاجأ الناس بارتفاع آخر لأدوية ضرورية، ولا غنى عنها للمرضى والناس تقرأ هذه التصريحات، وقد علمتها التجربة بأن الكلام شىء والواقع شىء آخر، والمواطنون بطبيعة الحال تختلف طباعهم وسلوكياتهم من منظور اختلاف بيئاتهم الثقافية والاجتماعية وقدراتهم المالية وغيرها من عوامل قد تميز البعض عن الآخر وهذه هى طبيعة الحياة، ومن ثم يختلف رد الفعل من فرد إلى آخر فهناك من يتعامل مع الموقف باستسلام وهناك من يعبر عن ضيقه بكلمة أو بتعبير غاضب ثم يدفع ثمن الدواء وينصرف لأنه مضطر لذلك، ولا يملك إلا أن يرفع يده إلى الله، ويقول "حسبى الله ونعم الوكيل"، يضاف إلى ذلك هموم المواطن المريض من أكذوبة التأمين الصحى والمستشفيات والوحدات الصحية التى من المفروض أن تهتم بالفقراء من المرضى ومن محدودى الدخل، إلا أننا نجد أن الأغنياء ومالهم من محسوبيات هم من يتمتعون بالتأمين الصحى والحصول على الأدوية غالية الثمن ويترك المريض الفقير بمرضه لآلام المرض ومصارعته حتى الموت، وذلك لأنه غير قادر على الوصول إلى الأدوية المطلوبة كل هذا يجعل المواطن فاقد الثقة تماماً فى وزارة الصحة وفى تصريحات وزيرها، وكذا فى تصريحات الحكومة، والتى تصم أذنها لآهات المرضى الذين يعانون أمر المعاناة من عدم وجود دواء مناسب لهم ويتمشى مع ظروفهم المادية ويأملون من السيد الوزير أن لا يعشمهم بكلام بعكس ما يجدونه من واقع مرير، فلا بد من تدخل مسئول على مستوى عالٍ للحد من الارتفاع الجنونى لأسعار الأدوية، والنظر بعين الرأفة إلى المرضى الفقراء الذين لا يجدون ثمن رغيف العيش فمالنا بثمن الدواء!!.
فهل آن الأوان لإيجاد ثورة تصحيح فى قطاعات عالم الصحة والدواء على جميع المستويات وتهدف إلى خدمة صحية جيدة ودواء متوفر بأسعار معقولة، وفى متناول الفقراء وإصلاح شأن المستشفيات المركزية والوحدات الريفية، حتى تكون قبلة آمنة للمرضى، وليجدوا فيها ما يتناسب مع أمراضهم وعدم تذوقهم الأمرين للحصول على العلاج نحلم بذلك فى ظل عهد جديد وفترة رئاسية جديدة يضع فيها رئيس جمهورية مصر العربية فى أول اهتماماته وفى برنامجه تحقيق العدالة الاجتماعية وإزالة الفوارق بين طبقات الشعب.
منصور غمرى أبو خشبة يكتب: حتى لا يكون الدواء للأغنياء فقط
الإثنين، 09 يوليو 2012 05:18 م