صدر عن المركز القومى للترجمة كتاب جديد بعنوان "القومية العرقية وسقوط الإمبراطوريات" تأليف أفيل روشفالد أستاذ التاريخ بجامعة جورج تاون بالعاصمة الأمريكية واشنطن، وله العديد من المؤلفات فى مقدمتها كتاب "بريطانيا وفرنسا والشرق الأوسط خلال الحرب العالمية الثانية" الذى صدر عام 1990.
وقام بترجمة الكتاب الدكتور عاطف معتمد عبد الحميد أستاذ الجغرافيا المساعد بكلية الآداب جامعة القاهرة والدكتور عزت نمر زيان الأستاذ المساعد بمعهد التخطيط القومى بالقاهرة.
والكتاب – كما يقول المترجمان يغامر بالدخول إلى تجربة محفوفة بالمخاطر، فمنذ البداية يحيلنا عنوانه إلى أحداث وشخصيات مرّ عليها قرنان من الزمان، تلك الفترة التى سبقت وعاصرت وتلت الحرب العالمية الأولى، وفى ظل وقائع آنية متلاطمة تبدو العودة إلى أحداث عتيقة وملابسات بالية وشخصيات طواها النسيان، ترفا ثقافيا لا وقت له.
والقومية هى القضية الأساس التى تشغل بال المؤلف فى هذا الكتاب، وهى ظاهرة انشغل بها كثير من الباحثين والقراء، خاصة مع انهيار الاتحاد السوفييتى وتفكك دول البلقان، وانتقال دول شرق ووسط أوروبا من المعسكر الاشتراكى إلى المعسكر الرأسمالى.
ويبين الكتاب أن للقومية أنواعاً أكثرها هدوءاً القومية المدنية التى لا تتعاطف مع التوجهات العرقية أو الدينية، وتنظر بمساواة إلى شرائح المواطنين فى ظل حقوق المواطنة. وتعتبر القومية المتدينة أخطر أنواع القوميات، وهى حركة يمينية تزاوج بين التعصب الدينى والاستعلاء القومى، وتكمن خطورتها فى تحولها فى كثير من الأحيان إلى حركة عنصرية تستهدف الأقليات الدينية والعرقية، وبصفة خاصة حين تتحول إلى حركة مسلحة.
ويشمل الكتاب- الذى يقع فى أربعمائة وثمان وخمسين صفحة من القطع الكبير- ثمانية فصول، بالإضافة إلى الهوامش والخرائط.