تخيل معى لو أن إنسانا معينا يعمل تحت الميكرسكوب وأنه مراقب فى كل تصرفاته وأفعاله وأقواله.. وتخيل معى أيضا لو أن هناك أكثر من ميكرسكوب يراقب هذا الإنسان فى كل مكان وزمان، ويتم استخراج نتيجة لهذه المراقبة مع كل حركة مهما كانت دقيقة أو صغيرة وأن كل كلمة يتم تحليلها وتناولها من كل الجوانب لاستخراج أكثر من مقصد من ورائها.
تخيل معى كل هذا وستعلم جيدا أن هذا هو حال الرئيس المصرى الدكتور محمد مرسى، فى هذه الأيام فالجميع يترقب والجميع ينتظر كل قرار يتخذه وبطبيعة الحال فإن هذا يجعله تحت ضغط شعبى وسياسى رهيب لا يمكن أن نتخيله إلا لو كنا مكانه.
ومنذ أول يوم له فى الرئاسة وبعد إعلان النتيجة الرسمية فإن كل خطوة أصبحت محسوبة بأكثر من مقياس وربما هذا ما يجعل المسئولية ضخمة فهو الآن مراقب من الشعب والقوى السياسية، والمعارضة بل والعالم الخارجى أيضا.. الجميع ينتظر قرارات الرئيس ويقارنها بتعهداته السابقة فإن صدق ارتفعت شعبيته وزادت الثقة فيه، وإن لم تتطابق نتيجة المقارنة أصبح هناك شك وريبة فى المستقبل.
وفى الحقيقة أن هذا الجو من العمل يخلق نوعا من التربص وخاصة من المعارضين والقوى السياسية التى لم تصوت له فى الجولة الأولى أو الثانية متشككة فى نواياه فليس من المعقول أن نبدأ فى محاسبة الرجل فى كل تصرف وألا نعطى له فرصة بكل ما تحمله الكلمة من معنى فى دعمه ومساعدته حتى نسهل على أنفسنا وعنه عبء المسئولية فنحن جميعا شركاء بها، وليس معنى كلامى أن ندعمه إلى الدرجة التى تذهب بنا إلى حيز النفاق أو الرياء لا ليس هذا هو قصدى ولكن فقط أن نعطيه فرصة ليشكل فريقا للرئاسة توافقيا وأن نبدأ نلاحظ نتائج اختياراته وقراراته بدون أى نية للتربص به وأن يكون همنا الأوحد هو الصالح العام وليس اصطياد الأخطاء أو إثارة الشائعات لأحداث بلبلة لدى الشعب.
ما أقصده هو النقد الإيجابى البناء وليس النقد السلبى الذى يهدم من حوله دون أى نتيجة.
ولعل الرجل أمامه فترة اختبار حقيقية فى المائة يوم الأولى حيث يجب عليه أن يتخذ مجموعة من القرارات يشعر بتأثيرها رجل الشارع البسيط الذى ينتظر الكثير منه على المدى القصير وانعكاس هذه القرارات على حياته اليومية فيشعر فى هذه اللحظة بأنه أخيرا وبعد أكثر من عام ونصف على قيام الثورة بأن ملامحها الإيجابية قد لاحت فى الأفق وأنها كانت ضرورة وأن أهدافها بدأت تتحقق أو أننا على الأقل قد بدأنا الطريق الصحيح.
المسئولية ثقيلة ولكنها ليست مستحيلة وكذلك فهى ليست مسئولية رئيس الجمهورية فحسب ولكن هى مسئولية كل مواطن يعيش على أرض هذا الوطن ويحبه. كل منا يشترك فى مسئولية إدارة البلاد على حسب موقعه لذا فإن كنا نوجه أعيننا فى اتجاه رئيس الجمهورية وقراراته فيجب أيضا ألا نغفل دورنا فى البناء الذى سيساعد فى إتمام المهمة.
الميكرسكوب الشعبى أهم ميكرسكوب لأنه الشرعية والشعبية الحقيقية لنجاح الرئيس وإثبات أنه نفذ بالفعل تعهداته السابقة التى تعهد بها... نرجو من الجميع المراقبة وإعطاء الفرصة كاملة، دون اتخاذ مواقف مسبقة بل وأن يساعد كل منا فى إعلاء هذا الوطن وإرساء قواعد الثورة لمصلحة الجميع.
صورة ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة