ماذا تنتظر فرنسا من الربيع العربى؟ وما تخوفاته؟ وما الأشياء التى يمكن أن تقدمها فرنسا لتساعد العرب على الحصول على نتائج مبهجة؟، هذه التساؤلات طرحها وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس، خلال كلمتة التى ألقاها أمام طلاب وباحثين من الشرق الأوسط فى كلية السياسة والاقتصاد فى جامعة باريس، وذلك بحسب ما جاء فى صحيفة لوموند الفرنسية.
وحمل للقاء عنوان "فرنسا والعالم العربى الجديد"، وقام فيه الوزير فابيوس، بعرض وجهتين نظر توضح تغير السياسة الخارجية لفرنسا بما يتماشى مع روح الربيع العربى.
الأولى بناء تحالفات مع الشعوب وليس الأنظمة، والثانية دعم حق تقرير المصير وتحرير فلسطين.
واعتبرت صحيفة لوموند، أن تحول السياسة الخارجية لفرنسا هدفه مواكبة الحداثة فى العالم العربى، وقالت إنه لربما ترى فرنسا أنه الوقت المناسب لتطوير السياسة الخارجية فى فرنسا تجاه الربيع العربى للرد بشكل ذكى ومرن على الفصل الجديد الذى تبدأ فيه المنطقة العربية.
وقالت الصحيفة إنه بعد التردد الذى كانت تعانية فرنسا فى بداية الثورة فى تونس، قررت فرنسا تغيير مسارها من النمط الثابت إلى أخذ زمام المبادرة ودعم الانتفاضات العربية بشكل جرىء، خاصة فيما يتعلق بالمسألة الليبية والسورية.
ووصفت الصحيفة الفرنسية، الموقف الفرنسى بأنه فريد من نوعها ومشاركتها فى وضع سياسات جديدة وقوية مع دول الربيع العربى ليست اعتباطية أو أمر مفرط فيه، لاسيما حرصها على بسط نفوذها وزيادة رصيدها السياسى فى العالم العربى، وعلى رأسها مستعمراتها القديمة لتتفوق حتى على نفوذ الأمريكى فى المنطقة.
كما ترى الصحيفة الفرنسية، أن فرنسا لتحقيق طموحاتها السياسة هذه، تحرص على عقد تحالفات مع الشعوب والحكومات الجديدة وليس الحكام المستبدين.
وحول الجدل القائم على تورط فرنسا ودول الغرب فى الربيع العربى، قالت الصحيفة إنه مما لاشك فيه أن العالم العربى ترجم دوافع الغرب هذه، تقف وراءها رغبة الأقطاب الدولية فى السيطرة والهيمنة على الموقف، ولكن بحسب الصحيفة، ما هى إلا محاولة للحاق بالركب بعد إيقان قوة الشعوب، وأن الدول الغربية وعلى رأسها فرنسا أرادت أن تحول اهتمامها للتعامل مع الشعوب بدلا من الحكام المستبدين الذين لم يصمدواً.
وتابعت الصحيفة تحليلها قائلة: "إنه بهذا المنطق غيرت فرنسا سياستها واتبعت معيارا يقوم على المصالح المشتركة مع الناس وليس الأنظمة. وأشارت إلى أن من ضمن العناصر الأخرى التى برزت فى مجال تغير السياسة الخارجية لفرنسا فى الربيع العربى، وهو الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، ولفتت أن الحل المنطقى لهذه الأزمة هو قيام دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود عام 1967 عاصمتها القدس وإيجاد حل عادل للمشكلة، مؤكدة أن أى حل آخر لن يكون فى صالح الطرفين وستظل المشكلة قائمة كما هى منذ سنوات.
ووفقاً لما قالته الصحيفة أن فرنسا تعلم جيداً مدى أهمية دورها فى حل النزاع الفلسطينى الإسرائيلى، لأن عدم حل المسألة بشكل عادل لن يكون فى صالح العلاقات بين فرنسا والربيع العربى.
ولفتت الصحيفة إلى أن دعم فرنسا والدول الغربية فى الربيع العربى ستكون ناقصة وغير مثمرة فى حال لم تقم فرنسا بدعم الفلسطينيين بشكل يرضيهم ويحقق لهم استقلالهم من إسرائيل.
وأكدت لوموند الفرنسية أن بهذا الشكل يسعى أولاند إلى ترأس قيادة دولية جديدة هدفها ظهور دولة فلسطينية مستقلة.
وشددت على أن مسابقة فرنسا للزمن ومحاولاتها لتعزيز وجودها فى الشرق الأوسط ينتهى بها إلى مسك زمام الأمور فى الوطن العربى وعودة لفترة حكم شارل ديجول فى الشرق الأوسط وقتما دعا إلى انسحاب مصر من الجزائر وتحقيق استقلالها وحريتها.
من أجل التفوق على أمريكا..
لوموند: هولاند يسعى لحل الأزمة الفلسطينية وبسط نفوذه فى "الربيع العربى"
الأحد، 08 يوليو 2012 02:19 م
وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة