حرية النقد والإعلام بمختلف وسائطه، من أهم أسس أجواء الديمقراطية فى العالم، وما قامت ثورتنا إلا لهدم كل الحواجز التى وضعها النظام الفاسد البائد أمام الحريات العامة، ومنها حرية الإعلام، لذا حرص رئيسنا د. محمد مرسى على إرسال رسائل متعددة للإعلاميين، منذ توليه الحكم، تؤكد التزامه الكامل بتدعيم أجواء الحرية، بل أعلن تجاوزه عن من يتناوله شخصيا بالإساءة، وأنه لن يسمح بقصف قلم، أو إغلاق جريدة أو فضائية، مراهنا على أن أجواء الحرية ستدفع الجميع، من العاملين فى مجال الإعلام، للتخلص من السلبيات التى من الممكن أن يتضرر منها البعض.
ومن الغريب أن البعض من المنتسبين لبلاط صاحبة الجلالة، ومن العاملين فى الصحافة الفضائية، وجدناهم يضربون بأدبيات مهنتنا عرض الحائط، مستغلين أجواء الحرية التى لن نفرط فيها، ولن نسمح لأى شخص أن يمسها، ويحولون صفحات صحفهم وساعات برامجهم إلى ساحة لمحاربة كل ما هو ينتمى للتيارات الإسلامية، وأيضا وجدناهم يخرجون علينا بفبركات تطال الرئيس، لتشويه صورته، وإجهاض خططه الهادفة للإصلاح، بل فرض تعتيم مستهدف على الخطوات العملية الإيجابية فى تنفيذ خطة الـ 100 يوم على أرض الواقع.
ذلك فى الوقت الذى وجدنا فيه بعض الصحف الصفراء التى تربى رؤساء تحريرها على موائد أمن الدولة، والمخابرات العامة، تخرج علينا بعناوين بعيدة كل البعد عن اللياقة الصحفية، وتحوّل صدر صفحاتها لوصلات ردح بذيئة، بعناوين خادشة للحياء، ومنافية للآداب العامة، من أمثلة «التيار الإسلامى وإخصاء الشباب المصرى»، و«فضيحة الرئيس الملتحى»، وغيرهما من العناوين المقززة التى تعدت كل مقاييس اللياقة الصحفية.
وإذا انتقلنا لمصطبة التوك شو نجد عجب العجاب، فهذا إعلامى فلولى، عاش عمره غارقا فى التسبيح بحمد الطاغية مبارك، وحاول بعد نجاح الثورة الظهور للأضواء من جديد، من خلال قناة يمتلكها رجل أغرق السوق الإعلامية بمنتجاته المناهضة للثورة، والداعمة للثورة المضادة، تناسى هذا الإعلامى أنه على الهواء، وكال للمنهج الإسلامى وليس الإسلاميين أفظع الشتائم، عندما كان يعقّب على مقتل الشاب شهيد السويس الذى اغتالته يد بعيدة كل البعد عن التيارات الإسلامية، ووسطية الإسلام، وذلك ما أكدته تصريحات وزير الداخلية، وتحريات الشرطة.
وهذه إعلامية تعودت على عدم الحياد، خاصة عندما تناقش أى قضية تتعلق بالإسلاميين، وقد فضحت معالم وجهها وإيماءاتها وحركاتها العفوية على الهواء، عندما علمت بفوز د. مرسى، مدى كراهيتها لهذا التيار، وأخرى تعودت على قلب الحقائق، وفبركة الأخبار المسيئة للتيارات الإسلامية، وتناسى كل هؤلاء قيم الحياد الإعلامى، وأدبيات مهنتنا، وضرورة عدم صبغة منابرهم الإعلامية بانتماءاتهم الفكرية.
وأرى- بالرغم من هذه الفضائح الإعلامية لأمثال هؤلاء- أنه لا بد من دعم أجواء الحرية الإعلامية، وأن التجربة ستلفظ مثل هؤلاء، وتلقى بهم فى مزبلة التاريخ، فقافلة النهضة لمصر الثورة لا بد أن تستمر، مهما عوت عليها ذئاب أعدها النظام السابق لمثل هذا الوقت.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
strongdeveloper
عندك حق
عدد الردود 0
بواسطة:
ayman
الى الكاتب
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو ياسين
وعبد الرحمن يوسف
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد جمال
رائع يا أستاذ والله
لكني لا أتفق معك في بعض ما ورد بالفقرة الاخيرة
عدد الردود 0
بواسطة:
فتحى حسان محمد
هؤلاء السفلة لن يكون لهم عمرا طويلا
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد الصغير
أول القذي المطلوب تطهيره هو انت وأمثالك من المتنطعين المدعين
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد
تطهير من إيه ؟
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد فهمى
مين بقى حضرتك
عدد الردود 0
بواسطة:
م حماده
رائــــــــــــــــــــع
عدد الردود 0
بواسطة:
علاء
مصر فوق الجميع