مروة خليل محمد تكتب: بداية عهد قديم برئيس جديد

الجمعة، 06 يوليو 2012 10:17 م
مروة خليل محمد تكتب: بداية عهد قديم برئيس جديد الرئيس محمد مرسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المكان قاعة المؤتمرات الكبرى بجامعة القاهرة والزمان الثلاتون من يونيو لعام 2012 والمناسبة خطاب السيد الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسى فى كلمة يوجهها للشعب المصرى بعد أدائه القسم، كما نص الإعلان الدستورى المكمل أمام المحكمة الدستورية. خطاب الرئيس يعد إيذانا ببدء عهد رئاسة جمهورية مصر العربية لكن يبدو أنه فى تفاصيله كالعهد القديم تماما، فالدكتور مرسى ظهر هذا اليوم بمظهر الرئيس للمرة الأولى وأقصد هنا تحديدا مشهد قدومه لمقر عقد الاحتفالية فما عهدناه فى مراسم العهد السابق وترتيبات الاحتفالية قد تكررت تفصيليا بموكب السيارات وأفراد الحرس الخاص على جانبى السيارة يسرعون الخطى عند دخول السيارة إلى حرم الجامعة، يقف الرئيس مستمعا للسلام الجمهورى ثم يدخل بعدها حيث سيلقى خطابه وحتى عند الاستعانة بمقرئ آيات الذكر الحكيم وقع الاختيار على الشيخ أحمد نعينع المقرئ الوحيد الذى ظل يظهر فى كل مناسبات الرئيس المخلوع القليلة التى كانت تأخذ طابعا دينيا أو تلك التى تستهل بآيات من كتاب الله. القاعة نفسها ارتجت بهتافات على شاكلة تلك التى كانت تتردد عند دخول الرئيس لكن هذه المرة لن يكون منطقيا بدء وصلات النفاق بمدح الرئيس والهتاف بحياته مبكرا ولذلك استبدل الهتاف "بالجيش والشعب أيد واحدة" قد تبدو تلك التفاصيل صغيرة وغير ذات أهمية ولا تؤثر فى مستقبل عمل الرئيس لكن واقع الأمر أن تلك التفاصيل الصغيرة يكون لها دلالات شديدة العمق إذ أن الدكتور محمد مرسى الذى ظهر فى ميدان التحرير ملقيا خطابا حماسيا، مرددا شعار الثوار "ثوار أحرار هنكمل المشوار" متجاوبا مع نداءات المشاركين فى التظاهرة، غير مكترث بعملية تأمينه ومؤيدا لمطالب المتظاهرين التى كان من بينها إلغاء الإعلان الدستورى المكمل قد بدا مختلفا تمام الاختلاف عن السيد الرئيس محمد مرسى الذى القى خطابه فى جامعة القاهرة والذى حرص فيه على شكر المجلس الأعلى للقوات المسلحة ودوره فى إدارة المرحلة الانتقالية وكان الشكر موصولا أيضا لمؤسسة الشرطة ودورها فى حماية الأرواح والممتلكات وهو أمر لا يستقيم بحال من الأحوال مع شكل خطاب أول رئيس مدنى لمصر بعد الثورة فقد كان من المأمول أن نستشعر تغييرا فمن غير المعقول أن نستمر فى سماع وصلات الشكر والمديح لمؤسسات الدولة على أداء مهامها الأساسية وواجباتها البديهية فهى لا تقوم بذلك منّاً، كما أنه فى حقيقة الأمر لم يكن المجلس الأعلى للقوات المسلحة حكيما فى إدارة المرحلة الانتقالية ولم تكن مؤسسة الشرطة أمينة فى أداء مهمتها على الوجه الذى يحفظ للمواطن أمنه والحفاظ على ممتلكاته وإلا من يكون أذن مسئولا عما سمى الانفلات الأمنى؟

والغريب أن كلا من الخطابين لم يفصل بينهما سوى ساعات لكن يبدو أن تلك الساعات كانت كفيلة بإحداث تغييرات عميقة فى شخص الرئيس الذى تحول من الشخصية التى وقع عليها الاختيار كسبيل وملاذ أخير لإنقاذ الثورة الى الرئيس الذى دخل عالم الرئاسة ملتزما بقواعده ومستجيبا لمفرداته وركائزه.
فيما يبدو أن هذا العهد سيبدأ انطلاقا من مفاهيم وأوضاع سياسية شئنا ام ابينا وضعت مبادئها وقواعدها منذ عقود فإذا كان تأثير الثورة بدا سريعا ومنجزا فى إسقاط رأس النظام فلا يبدو أن عهد الرئاسة القادم سيشهد تغييرا يتسم بنفس سرعة اداء الثورة التى كانت سببا فى بداية هذا العهد فدخول عالم السياسة من بوابة قصر الرئاسة يختلف تماما عن متابعة هذا العالم من الخارج.





مشاركة




التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

ايمن المصرى

الصبر

عدد الردود 0

بواسطة:

ashraf al-debeiky

ياريت نفكر بعقل متحضر

عدد الردود 0

بواسطة:

ثوار25 يناير

ناصر مفجر ثورة يوليو وثورة 25 يناير

عدد الردود 0

بواسطة:

مصطفى خاطـر

الرئيس والمراسم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة