محمد عبد المجيد يكتب: الخروج من الوادى الضيق

الجمعة، 06 يوليو 2012 09:11 م
محمد عبد المجيد يكتب: الخروج من الوادى الضيق صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
القاعدة الأساس هى أن مصلحة الوطن مقدمة على ما عداها من أفكارنا وتحيزاتنا ومخاوفنا ومصالحنا الخاصة وعندما يفوز محمد مرسى بمنصب الرئيس عبر صندوق انتخابى حتى وإن كانت لدينا مخاوف مشروعة من أن تقبض الجماعة يدها على الدولة وفقا لمشروعها الخاص أو أن يكون الرئيس صوت الجماعة وخادمها لا صوت الوطن وخادمه، إلا أن الطريق الصحيح هو أن نحترم من انتخبوه ونقف معهم صفا واحدا للخروج من الوادى الضيق الذى أوقعتنا فيه أفكارنا وأهوائنا حتى صرنا كالغرقى بلا ماء !.

رجال المجلس العسكرى يستحقون كل الشكر على نهاية توليهم الإدارة فى البلاد وهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه فأقاموا المؤسسات وكانوا رمانة ميزان فحافظوا على كيان الدولة وخرجوا بها بأقل الخسائر، مكملين عرس الديمقراطية الوليد بانتخاب رئيس الجمهورية وذلك ليس بغريب على من تربوا فى مدرسة الوطنية الأولى ومصنع الرجال وهم جنود من جنود الله ومن رفع راية الله أكبر يوما فليس بغريب عليه أن يحفظ وطنه ساعة الأزمة.

القاعدة الآن ألا ننظر إلى الرجل بعين الريبة وأنه تابع لتنظيم محظور فى أزمنة ما قبل الثورة بل يجب أن ننظر إليه باعتباره مواطنا مصريا وإلى رجال الجماعة باعتبارهم مواطنون مصريون وأن خيار الصندوق هو أصدق من توجهاتنا السياسية أو على الأقل قبوله خطوة أولى على طريق الدولة الجديدة التى تحترم المواطن وصوته.

ويجب على رموز الجماعة الكف عن تصريحاتهم حول الرجل وأن يعلموا أنه لم يعد عضوا فى الجماعة بل أصبح قائما على رأس أمة يصبح فيه المرشد العام للإخوان المسلمين فردا من تلك الأمة التى يرأسها لا أن يصبح المرشد هو مرشد الرئيس وملهمه فمصر لا يمكن أن تعرف فقيها يترأس فيها رئيسا.

إن منطق السيد والعبد لا يمكن أن يكون مطروحا أصلا فى وطن يبدأ بمفاهيم جديد والإخوان ليسوا أسيادا واخوانهم فى الوطن ممن لا ينتمون للجماعة ليسوا عبيدا كما صرّح أحد رموزهم كما أننا يمكن أن نتفهم أنهم قد تم اعتقالهم وتعذيبهم والاستيلاء على أموالهم وأنهم يشعرون أنهم كثيرا ما اضطهدوا فى عهد مبارك إلا أنهم يجب أن يعرفوا أن من عذبهم ليسوا الشعب المصرى ولا من اختلف معهم وإنما مبارك وأن تصفية الحسابات مع جهاز الشرطة والجيش والقضاء والنظر إليهم باعتبارهم مؤسسات شاركت فى حصارهم هو نوع من الحمق وهو بمثابة بناء بيت فى الوادى الضيق الذى يصيب من يسكنه بقصور فى التفكير فلا نهضة ولا بناء ما لم تتخلص رموز هؤلاء من الكره والشعور بالرغبة فى تصفية الحسابات مع من ظلموهم.

إن فوز مرسى بالرئاسة ليس انتصارا للإسلام ومن يعتقد ذلك فلا بد من أن يراجع نفسه لأنه لو انتصر منافسه فليس معنى ذلك أن الكفر يسود لأن معركة الرئاسة لم تكن موقعة دينية بل تنافس مدنى شريف ينتصر فيها من يحصد الأصوات الأكثر عددا ومرسى فاز بـ13 مليون صوت ومنافسه فاز بـ12 مليونا بما يعنى أن الكفة تتقارب وعلى الرئيس الجديد أن يدرك أن 12 مليونا لم يصوتوا له وهو فى حاجة إلى كسب ثقة هؤلاء حتى يضمن جولة جديدة.

الوادى الضيق هو المكان الذى نسمح فيه لأفكارنا أن تقودنا وتعمينا عن رؤية صالح الوطن والملفات المربعة التى نحن بصددها لأمة بلغت من الضعف بحيث عجزت عن ممارسة نشاطها الكروى وشعب يفشل فى مشاهدة مبارة كرة قدم من الملعب !!

إن أكبر خطأ يقع فيه الرئيس الجديد فى ظنى هو أن يستغنى عن خدمات الأكفاء وعلى رأسهم الدكتور كمال الجنزورى وهى بداية إن حدثت فستعنى تغليب مصلحة ما أراده حزب الأغلبية على مصلحة وطن، أعاد فيه رئيس الوزراء كمال الجنزورى حركة الحياة إلى طبيعتها وأعطى الاقتصاد الوطنى قبلة الحياة بخبرة وبحنكة شديدة وعدم تشكيل الرجل للحكومة الجديدة خسارة عظيمة للوطن وهدر للكفاءات التى تستطيع صنع الفارق.

الوادى الضيق الذى يجب أن يدركه الرئيس الجديد هو أن يسمح لقناعات الجماعة بأن تحكم فيما لا تملك وأن يكون رأيها مقدما على ما عداه من أطروحات قد تصدر من تيارات سلفية أو ليبرالية أو علمانية وأن يكون ما تراه الجماعة هو الرأى الرئيس وما عداه يأتى فى مراحل تالية وذلك سيعنى أن مصر للجماعة لا لغيرها مثلما كان الوطن سابقا لرجال الأعمال لا لعامة الشعب.

إن الوقوف خلف مرسى صفا واحدا فريضة وطنية واحترام القوات المسلحة وأحكام القضاء هو المخرج الحقيقى من الوادى الضيق الذى نسكنه فالتنمية الاقتصادية وإتاحة المناخ للاستثمار وتنشيط السياحة واعادة فرص العمل للشباب الذى فقد عمله، وإعمال سيادة القانون وتنظيم المظاهرات والاعتصامات خطوات مهمة يجب أن نعيها جميعا فى بناء وطننا الذى لا يموت.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة