كان رجل ثرى لديه فى مزرعته قطيع من الغنم وكان كل يوم أويومين يذبح إحداها ليكون وليمته لأهله وضيوفه وكان قطيع الغنم يعرف موعد الذبح المقـدس فيدخل الغـنى وعماله ليختاروا الذبيحة... وكانت الأغنام تسمع ثغاء التى تذبح حتى ينتهى الصوت... حتى جاء يوم وكبر أحد الحملان وصار كبشا قويا، يجرى ويهرب من الذبح... وفى موسم الرعى خرج بعض العمال بالقطيع ليرعى فى الخضرة... وفى أحد الحقول هرب الكبش تجاه الغابة.... سخرت منه باقى الغنم وضحكت عليه...... ولكن من أحق بالسخرية؟؟.
ما أغرب الحياة... أن يكون أحد البشر مثل الغنى والآخرون حملان وغنما... فالطاغية يلزمه منافـقـون ليكونوا عـماله، وجـبناء ليكونوا غـنمه، هناك ظـاهرة نفـسية خطـيرة تسـمى متلازمة ستوكهولم Stockholm syndrome مصطلح يطلق على الحالة النفسية التى تصيب الفـرد عـندما يتعـاطف أو يتعـاون مع عـدوه أو من أساء إليه، أو يظهر بعـض علامات الولاء له، مثل أن يتعـاطف المخطـوف مع المُختَطِف.
وعلى صعيد المجتمع، يمكن ملاحظة هذا التأثير فى الأنظمة القمعية، عندما لا تملك السلطة شرعيتها من أغلبية الشعب، فتصبح وسيلة الحكم القمعية ضاغطة على أفراد المجتمع، ولمدة طويلة، يطور خلالها الأفراد علاقة خوف من النظام، فيصبح المجتمع ضحية النظام، ويدرك النظام هذه الحالة مع الوقت، حتى يتقن لعبة ابتزاز المجتمع. فيعتاد الشعب على القمع والذل لدرجة تجعله يخشى من التغيير !! حتى وإن كان للأفضل !! ويظل يدافع عن النظام القمعى ويذكر محاسنه القليلة جدا دون الالتفات إلى مظاهر القمع والفساد الكثيرة.
لقد شوه نظام المخلوع النفسية المصرية فصار كل مسئول يتعامل مع الناس باستعلاء واحتقار لآدميتهم.. وانعـكس ذلك على الناس... فـفى ثورة 25 يناير سمعـنا مدافعـين عن النظـام، وظهرت حالة الخوف من الثورة بعد عقاب النظام للشعب بإطلاق السجناء والبلطجية، وحتى بعـد الثورة وعقاب الشعب بأزمات مختلفة منها الخبز والغاز والبترول والبلطجة وبعد تهريب مليارات البلد، نجد أيضا هناك من دعموا النظام واستسلموا للإعلام الموجه.
إن الشعوب المقهورة المكسورة الإرادة تنقسم على نفسها بعد الثورات، كما حدث فى رومانيا فى ثورة 1989... لكن الإعجاز فى ثورة مصر أنها توحدت فى وقت قاتل كان الغنى يرفع السكين لذبحها فمنحها الله قبلة الحياة لتعود تنبض من جديد، إن حالة تخوين الثوار واتهامات السلف والإخوان و6 أبريل صناعة تعاونية بين الأمن والفلول النظام السابق، وللأسف صدقها الكثير من البسطاء وأنصاف المتعلمين وصاروا يرددون الكلام كالببغاء... فى حوار لى مع أحد هؤلاء قلت له "طالما أنت بتحبهم قوى كده ربنا يجمعك بيهم " فوجدته يسب ويشتم مما يدل على أنه موقن أنهم من أهل الباطل!.
وحتى الآن تجد البعـض يقـول لثوار التحرير: "اقعـدوا بقى عايزين نشوف شغلنا" أرد بغيظ ...
" العمل يسير وليست الثورة من أغلقت 3600 مصنع قبل الثورة.
* ليست الثورة من باعت القطاع العام.
* ليست الثورة من تخفى الميزانية الحقيقية لمصر 1270 مليار جنيه وتكذب لتقول 285 مليارا.
* ليست الثورة هى التى هربت من مصر العشر سنوات الأخيرة 3 تريليونات دولار أى 3000000 مليار دولار مبلغ خرافى يعنى تشتغل تبنى 100 سنة ويأتى شخص يبيع البناء ويبيعك ثم يأخذ المال ويقـل أدبه عليك ... إن الفساد يخرب فى لحظة عمل سنوات.
وعلى العكس تماما نجد أن يوم إعلان فوز د. محمد مرسى سجلت البورصة ارتفـاعا تاريخيا 18 مليارا، وقناة السويس 10 ملايين دولار وسجلت تحويلات العاملين بالخارج أعلى معدلات لها سنة 2011 بعد الثورة 14 مليارا.
إن كلمة "بلاش ثورة عايزين نشوف شغـلنا" تذكرنى بصورة على الفيس بوك لشخص مسطول جالس جنب سلة بلاستيك شبكية وفاتح الماء منتظرا تتملى.
