ما أغرب هذا الزمان.. بعد أن كنا نفخر بالإسلام وكان منارة تسطع بكل مكان بتنا نختبئ وراء بعض المظاهر والمسميات التى الإسلام منها براء.. فلكى أكون السيدة الأولى على أن أرفع الحجاب وأتزين أمام الرجال وأضع المساحيق وأتبهرج لأكون سيدة البلاد !
ما كانت السيدة خديجة ولا السيدة عائشة ولا كل زوجات رسولنا عليه الصلاة والسلام سافرات ولا متبرجات، ومع ذلك هن سيدات ونعم السيدات أمهات للمؤمنين.. منهن تعلمنا أصول الدين والأخلاق وأخذنا عنهن الحديث والكتاب.. وساهمن مع رسولنا الأكرم فى نشر الدعوة بين العباد.. دورهن يشار له بالبنان فهن بحق مفخرة لكل النساء على مر الأزمان.
والآن لأنها سيدة محجبة تخاف ربها صارت بنظرهم لا تصلح لأن تكون هى السيدة الأولى!! منذ متى تقيم المرأة بشكلها أو بشكل حجابها؟! فالمرأة صاحبة الدين والخلق القويم تعتبر أن عليها مسئوليات أكبر تجاه بيتها وزوجها ووطنها، وتجاه الارتقاء بدينها وبنفسها إلى مصاف النساء الفضليات.. وما يهمها بحق ويشغل بالها هو ما يفعله زوجها بالوطن، وكيف يكون حاكما عادلا، ويتحمل كافة المسئوليات، وينهض بمصر لتعود أم البلاد كما عهدناها دائما.. فما مصلحتنا بزوجة سافرة وجميلة تنهب خيرات البلاد، وتعين زوجها على الفساد والإفساد والمعصية والضلال والتعرض لما يغضب الله!
حقيقة لقد تجرعت مرارة ما قرأت وما سمعت بالتلفزة عن امرأة كل ذنبها أنها محجبة، وتخاف الله وتطيع رسوله.. فهبت بى الذكريات أين أنت يا رسول الله لترى ما آلت إليه أحوالنا؟! لقد بتنا نسعى إلى كسب مودة أعدائنا الذين لا يفقهون شيئا عن ديننا، سوى محاولاتهم المستمرة والدؤوبة لإذلاله والإساءة إليه بشتى الطرق والأساليب.. لقد غرس الغرب فى عقولنا أن التمدن والحضارة والرقى هو بخلع الحجاب وإظهار الزينة للرجال.. ونحن نطيعهم فى كل ما يملونه علينا من أباطيل تخالف شرعنا، وديننا الذى هو رأس مالنا وتاج رؤوسنا.
علينا أن نبذل كل ما بوسعنا لإثبات أن الحجاب لا يعيق المرأة عن تحمل مسئولياتها تجاه وطنها وأمتها.. فمن بين نساء المسلمين المحجبات من هن خير نساء الأرض عطاء وذكاء وقوة.. الآن بزغت شمس الحق وتنعمنا بدفئها وعشنا بكنفها ونحن نعتز بإسلامنا ونفخر به.. وهذا الكلام الباطل مردود على الضعفاء الذين لا يفقهون من الحياة سوى أن يقترفوا ما يغضب الله ورسوله.
قد ينسى الناس شكلك أو مظهرك أو جمالك ولكنهم سيتذكرون شيئا واحدا هو ما قدمته يداك لوطنك بإخلاص.. هداكم الله أحبتى.. دعكم من زوجة الرئيس، فهى كما يبدو من أقوالها وأفعالها لا تبغى منصبا ولا شهرة، ولا أضواء تلاحقها فى كل مكان.. بل تبغى طاعة الله ورسوله ومساندة زوجها بكلمة حق يعلى بها شأن الوطن، ويرضى بها رب العالمين.
