اعترف الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسى، وحزب الحرية والعدالة بفضل الصعيد فى الانتخابات الرئاسية، والذى أطاح بشفيق، ليأتى بمرسى رئيسا للبلاد ويكون أول رئيس مدنى منتخب فى تاريخ مصر، رغم أن معظم محافظات الصعيد لم تشارك فى الثورة أو يكون لها دور ملموس مثل القاهرة والسويس والإسكندرية، كما أن الصعيد عانى منذ فترات من تجاهل الحكومة له واقتصار الاهتمام فقط على العاصمة ومحافظات الدلتا، غير أن الصعيد بدعم باقى محافظات مصر رفض أن يعود رجال النظام السابق للحكم من جديد، وأن يكون له دور فى الانتخابات كتعويض للدور الذى حرم منه وهو المشاركة فى الثورة.
الرئيس محمد مرسى، وغيره من المرشحين اعترفوا أيضا بإهمال وتجاهل النظام السابق لمحافظات الصعيد والتنمية، وخصص كل منهم فى برنامجه الانتخابى عددا من المحاور لتنمية الصعيد والاهتمام به، من أجل الحصول على أصوات الصعيد وتأييده لهم، حيث كان يتلخص برنامج الرئيس المنتخب لتنمية الصعيد فى الآتى.
توفير المحفزات المالية والعمرانية التى تشجع العائلات المصرية القاطنة بمحافظات الصعيد، وكذلك المناطق العشوائية من خلال اتخاذ قرار الانتقال بذات نفسها وبدون ضغط من جانب الدولة، ويتلخص المشروع أيضا فى اعتماده على احترام كرامة المواطن المصرى وحقه فى تملك مسكنه.
وتبدأ الخطوة الأولى فى تقنين الأوضاع لقاطنى العشوائيات، ما يعنى ملكيتهم القانونية للمبانى التى يعيشون فيها، وبالتالى قدرتهم على مبادلة قيمتها الشرائية بغيرها فى السوق العقارية.
وكان لمحافظات الصعيد نصيب كبير من اهتمام الدكتور كمال الجنزورى، رئيس مجلس الوزراء وقراراته، من أهمها: انتخاب العمد داخل القرى، وإعفاء أصحاب الإسكان التعاونى من القروض التى يستفيد منها حوالى 500 ألف مواطن، وإنشاء كبارٍ على النيل، وإعادة صيانة محطات السكة الحديد، وتخصيص 400 فدان للشباب فى محافظة قنا، بالإضافة إلى إنشاء عدد كبير من المشروعات وعقد لقاءات دورية مع نواب البرلمان للتعرف على مطالبهم، ومطالب المواطنين بمحافظات الصعيد.
عماد عبد البديع، أحد أبناء محافظة سوهاج، وباحث ماجستير بجامعة سوهاج، أكد أن الصعيد صاحب فضل كبير فى نجاح الرئيس المنتخب، لافتا إلى أن مرسى اعترف بذلك، موجها رسالة شكر لهم، مشيرا إلى أن النظام السابق أهمل محافظات الصعيد لمدة تزيد عن الثلاثين عاما، وهو ما أدى إلى هروب سكان تلك المحافظات إلى محافظات وجه بحرى، أملا فى الحصول على فرصة عمل.
وأضاف عبد البديع، لـ"اليوم السابع" أن الصعيد كان يشعر إبان النظام السابق بأنه جزء منفصل عن محافظات الدلتا، وكأنه يعيش فى جزيرة منفصلة، لافتا إلى أن الرئيس المخلوع حسنى مبارك شعر بإهماله الصعيد وبدأ يتجه إليه من خلال برنامجه الانتخابى فى الانتخابات الرئاسية السابقة.
وطالب عبد البديع، الرئيس المنتخب، بضرورة استثمار الأيدى العاملة والطاقة البشرية بمحافظات الصعيد، وإنشاء مشروعات استثمارية بها تعمل على توفير العديد من فرص العمل، وتحد من مشكلة البطالة والاستفادة من الأيدى العاملة، والتى تسجل أعلى نسبة عمالة وتعد محافظة سوهاج من المحافظات الطاردة للسكان والأيدى العاملة نتيجة لقلة المشروعات بها، مشيرا إلى أنه فى حال استغلال ذلك ستصبح مصر فى مصاف الدول المتقدمة والمصدرة، وخاصة أن مصر بلد زراعى كان يعتمد عليه الاحتلال البريطانى وغيره من الحكام.
فيما طالب الدكتور على أبو الحسن، طبيب، بضرورة الاهتمام بمحافظات الصعيد وتوفير المعدات الطبية اللازمة لكافة المستشفيات والتى عادة يكون مبنى المستشفى على أعلى طراز، ولكن لا يوجد به أى معدات، فضلا عن إنشاء مصانع كبيرة، والعمل على نقل بعض المؤسسات والهيئات الكبيرة والوزارات لمحافظات الصعيد حتى تعمل على رواج وإنعاش لتلك المحافظات والاهتمام بالسياحة الداخلية.
ومن جهته أكد اللواء وضاح الحمزاوى، محافظ سوهاج، ضرورة إعادة النظر للصعيد، وخاصة أنه عانى من تجاهل كبير خلال الفترات السابقة، لافتا إلى أن المواطن الصعيدى محروم من أبسط حقوقه والمتمثلة فى المياه والصرف الصحى ورغيف العيش، لافتا إلى أنه يجب زيادة الاعتمادات المالية المخصصة للصعيد من أجل إنشاء محطات مياه وصرف صحى.
وأضاف أن هناك 3 مراكز بالمحافظة لا يوجد بها محطات صرف صحى، وهى "دار السلام وساقلته والمنشأة"، وهو ما يتسبب فى وجود العديد من المشكلات وإقبال المواطنين على حفر آبار للصرف فى الشوارع، ما يسبب مشكلة كبيرة من خلال اختلاط المياه العذبة بمياه الشرب مع مياه الصرف، فيما تعانى بعض المراكز والمدن من مشكلات أخرى تتعلق أيضا بالصرف الصحى.
وأشار إلى ضرورة زيادة الاعتمادات المالية المتعلقة بالمجالات الخدمية وإنشاء مشروعات قومية تعمل على توفير عدد كبير من فرص العمل وتحد من الهجرة إلى محافظات وجه بحرى، وخاصة العاصمة، وتوافر وسائل النقل والمواصلات ومطار داخل المحافظة، لافتا إلى أنه يجب إنشاء مصانع للحديد والأسمنت ومصانع أسمدة أيضا.
وتابع أنه يجب أن يتم توزيع الوزارات المركزية لمحافظات الصعيد والتى ستعمل على تقليل الازدحام داخل العاصمة بجانب حدوث رواج داخل تلك المحافظات.
فيما قال اللواء السيد البرعى، محافظ أسيوط، إن أهم المشكلات التى تواجهها محافظات الصعيد هو التجاهل الحكومى لها، فى ظل انعدام المشروعات القومية، مشيرا إلى ضرورة العمل على استكمال مشروعات الصرف الصحى داخل المدن والمراكز وإنشاء مشروعات قومية توفر فرص عمل، وتنمية المناطق الصناعية والاهتمام بها، فضلا عن تحسين أحوال الصحة والتربية والتعليم، والسياحة.
فيما قال المستشار ماهر بيبرس، محافظ بنى سويف، إن محافظات الصعيد شأنها شأن كل المحافظات، تحتاج إلى توفير المناخ المناسب للاستثمار وإزالة العقبات التى تواجه المستثمرين حتى يتم توفير فرص عمالة حقيقية للشباب داخل المحافظات، لافتا إلى أن المحافظات تنقصها الإدارة، مشيرا إلى ضرورة منح الرئيس صلاحيات واسعة للمحافظين.
وكشف المهندس صلاح حجاب، رئيس لجنة التشييد والبناء بجمعية رجال الأعمال سابقا، أن انتشار المناطق العشوائية فى محافظة القاهرة جاء نتيجة عدم وجود عدالة فى توزيع المشروعات الاستثمارية بالمحافظات، لافتا إلى أن هناك 3 ملايين نسمة يقطنون المناطق العشوائية من بينهم مليون مواطن من محافظة سوهاج فقط، والتى تعد أولى المحافظات الطاردة للسكان.
وشدد حجاب على ضرورة تعديل الحدود الإدارية بين محافظات الصعيد لتصبح أقاليم اقتصادية متكاملة توفر فرص عمل عديدة للشباب، وتدر دخلا كبيرا للدولة، لافتا إلى أنه يجب تغيير النظرة للصعيد.
محافظات الصعيد تطالب مرسى بتطبيق العدالة فى توزيع المشروعات الاستثمارية..الحمزاوى: الصعيد عانى تجاهلا حكوميا.. وبيبرس: مطلوب توفير فرص عمل من خلال المشروعات.. والبرعى: الاهتمام بالتعليم والصحة ضرورة
الخميس، 05 يوليو 2012 08:09 ص