"قهر المخدرات أصعب من قهر نظام مبارك"، بهذه الكلمات بدأ مجموعة من المدمنين المتعافيين احتفالية "لا للمخدرات فى مصر الجديدة"، والتى ينظمها صندوق مكافحة التدخين والمخدرات التابع لمجلس الوزراء فى إطار فاعليات اليوم العالمى للإدمان، بالتنسيق مع الأمانة العامة للصحة النفسية، بمستشفى الصحة النفسية، والتى كرمت قرابة 70 متعافيا عن الإدمان من خلال تعاملهم مع الخط الساخن، والمخصص للتعامل المباشر مع المرضى على رقم (16023)، والمقرر أن يعلن عن تسليم خطة عاجلة للرئيس محمد مرسى لمواجهة شبح انتشار المخدرات، خاصة مع دخول مصر حزمة البلاد الأكثر انتشارا للمخدرات، وعلى رأسها الحشيش والمواد الكيميائية المخدرة، وعلى رأسها أيضا الترامادول.
فيصل حجازى مسئول البرامج بمكتب الأمم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة، أكد أنه لا يتم بذل جهود كافية من أجل تقليل الطلب على المخدرات فى المنطقة العربية بصفة عامة، لافتا إلى أن العالم العربى كله ليس به سوى 74 طبيبا فقط متخصصين فى علاج إدمان المخدرات، ودعا إلى تكثيف التعاون العربى لمكافحة المخدرات وحماية الشباب العربى.
وقدر حجازى عدد متعاطى المخدرات فى العالم بنحو 230 مليون شخص، من بينهم 20 مليونا هم مدمنون للمخدرات من هيروين وكوكايين وحبوب، حيث أصبحت مصر والكويت وليبيا ودبى والسعودية وسلطنة عمان من أسواق الطلب على الكوكايين.
وأشار إلى أن مصر والسعودية حققتا العام الماضى عمليات ضبط بكميات كبيرة للحشيش، بالإضافة إلى الحبوب المخدرة، وعلى رأسها الترامادول، لافتا إلى أن أجهزة الأمن فى مصر تمكنت من ضبط 320 مليون قرص ترامادول خلال شهرى مارس وأبريل الماضيين فقط.
من جانبها، أكدت الدكتورة ليلى عبد الجواد المشرف على الخط الساخن بصندوق مكافحة المخدرات أنه وفق المشروع العلاجى، يشارك المدمنون المتعافون فى هذا اليوم، بعد خضوعهم للبرنامج العلاجى الذى يوفره الخط الساخن بالصندوق، وبناءً على عدة محكات، أهمها التوقف التام عن جميع أنواع المخدرات لمدة لا تقل عن ستة أشهر كشرط أساسى لحضور حفل التكريم، وذلك بعد إجراء تحاليل مخدرات مفاجئ لهم، إضافة إلى التأكد من إنجازاتهم خلال مدة توقفهم عن التعاطى على مستوى محيطهم الأسرى والاجتماعى، وخضوعهم لعدد من المعايير منها مجموعة المهارات التى اكتسبوها خلال فترة علاجهم، وهى القدرة على التواصل بالآخرين، ومواجهة الضغوط والإحباطات، إضافة إلى حرصهم على متابعة البرنامج العلاجى بالمستشفى.
وبناء على هذا طالب المهندس عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة المخدرات التابع لمجلس الوزراء، بضرورات للتعامل مع قضية المخدرات من منحى تنموى شامل بكل ما يحمله ذلك من تغيير فى الرؤية المرتبطة بالمواجهة، فإساءة استخدام المخدرات فى كثير من جوانبها ليست هى جوهر المشكلة الأساسية، وإنما قد يكون اللجوء للمخدر هو مجرد عرض لمرض اجتماعى بالأساس، وبالتالى تتطلب ضرورات المواجهة الفاعلة شمولية النظرة فى إطار تنمية المجتمعات المستهدفة.
وكشف "عثمان" عن استحداث مواد إدمانية وعقاقير عقلية جديدة، مما يضع تحديات جديدة أمام جهود المكافحة، ويتطلب تطوير آليات المواجهة، سواء على مستوى خفض العرض أو الطلب.
وشدد على ضرورة بناء برامج إقليمية تعنى بتحجيم حجم تدفقات الإتجار بالمخدرات، ومكافحة غسل الأموال من خلال تعزيز مبادرات التعاون المشتركة بين البلدان على المستويين الإقليمى والدولى، بالإضافة إلى أهمية برامج العلاج وإعادة التأهيل والدمج المجتمعى، والحد من انتشار الأمراض المعدية فى أوساط المدمنين.
أعلن "عثمان" عن تبنى الصندوق حاليا من خلال التنسيق مع المجلس القومى لمكافحة وعلاج الإدمان خطة عمل عاجلة لمواجهة مشكلة المخدرات، هذه الخطة معتمدة على أحدث الاتجاهات العالمية فى مواجهة المخدرات والتجارب الناجحة على المستوى الإقليمى والعالمى، وتضع فى مقدمة أولوياتها تعميق وتعظيم سبل التعاون مع مختلف الجهات الفاعلة والمعنية بمواجهة مشكلة المخدرات، لتنفيذ حزمة من البرامج التى تتسم بقدرتها على تجفيف منابع المشكلة.
خطة عاجلة لمكافحة المخدرات على مكتب رئيس الجمهورية.. وضبط 320 مليون قرص ترامادول خلال شهرى مارس وأبريل فقط.. والمدمنون المتعافون: قهر المخدرات أصعب من قهر نظام مبارك
الخميس، 05 يوليو 2012 07:24 م