قال الكاتب حلمى النمنم، إن الدكتورة نوال السعداوى أبلغته بأنها تسلمت إخطارًا يفيد برفع دعوة حسبة جديدة ضدها، مشيرًا إلى أنها تسلمت الإخطار، وأنه من المفترض أن تمثل "السعداوى" أمام النيابة بعد غدٍ السبت.
وأكد "النمنم" خلال مشاركته مساء أمس الأربعاء، فى الجلسة الثانية من فعاليات مؤتمر "حقوق وحريات الفكر والإبداع وتحديات الثورة والمستقبل"، أن رئيس الجمهورية المنتخب أمامه تحدٍ كبير خلال الفترة المقبلة، خاصةً فى ظل المؤشرات التى تدل على أن المفكرين والمبدعين سوف يواجهون العديد من قضايا الحسبة، وتهم ازدراء الأديان.
وتطرق "النمنم" خلال كلمته إلى تاريخ قضايا الحسبة منذ أن عرفتها الدولة الإسلامية منذ العهد الأموى، وعرفت المحتسب تحت اسم "صاحب السوق"، وأن ما يعزز هذا الاتجاه هو أن المحتسب فى الدولة الإسلامية كان عمله الأساسى مراقبة الأسواق، والتأكد من عدم قيام التجار بالغش فى البضائع أو المبالغة فى الأسعار.
وأوضح "النمنم" أنه على مدار التاريخ الإسلامى لن نجد للمحتسب علاقة بشئون الشعراء والعلماء والباحثين، حيث كان المحتسب مسئولاً عن الجوانب التموينية وبعض قطاعات الخدمات كالحمامات العامة والحلاقين، وخدام المساجد والمؤذنين ومعلمى الصبيان ومؤدبيهم، أما إذا سقط شاعر فى هجاء مسئول أو أحد الأعيان أو اتهم فى عقيدته فقد كان يذهب إلى القضاء والقضاة، ولا شأن للمحتسب به، وفى بغداد عاصمة الدولة العباسية، حين اشتدت حركة الزندقة والزنادقة، ظهر ديوان الزندقة فى عهد الخليفة المهدى ليتابع هؤلاء الزنادقة ويتعامل معهم، ولم يكن للمحتسبين ولا للحسبة شأن بهم، والمعروف أن هذه الحركة كانت غطاء لمواقف وآراء سياسية بين الدولة وخلفائها فى بغداد بأكثر منها تعبيرًا عن الدخول فى مواجهة مع العقيدة الدينية.
وأكد "النمنم" على أن الحالات الصارخة لاضطهاد أو تعذيب وقتل المبدعين، واتهامهم بالكفر أو شكوى فى عقيدتهم تمت فى ظل مواقف ومواجهات سياسية فى المقام الأول، وأنه لو تأملنا سيرة الحلاج وأحمد دردس المفتولى وابن الراوندى ومحنة ابن حنبل، لوجدناها كلها معارك سياسية استغل الخلفاء والحكام جنوح العقيدة مبررًا.