قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إنه مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية التى تشهدها ليبيا يوم السبت المقبل، فإن البلاد تعانى من التوترات العرقية.
وتحدثت الصحيفة عن الأقلية البربرية التى عانت من الاضطهاد إبان حكم الراحل معمر القذافى، والتى تخشى الآن من هيمنة الإسلاميين على السلطة.
وتوضح الصحيفة أن القذافى على مدار حكمه الذى استمر 42 عاما، اضطهد الأقلية البربرية أو "الأمازيغ"، وقام باعتقال قادتها ومنع تدريس لغتهم فى المدارس، وتعرضت احتجاجاتهم للقمع، حيث كان القذافى يرى أن دولته عربية فقط، وأصر على أن الأمازيغ "الخونة" كانوا فصيلا عرقيا حتى على الرغم من أنهم عددهم 600 ألف شخص من إجمالى 6 ملايين ليبى.
وبعد ما يقرب من عام على الإطاحة بالقذافى، وقبيل أيام قليلة من إجراء أول انتخابات ديمقراطية، فإن الثقافة الأمازيغية تتمتع بإحياء جديد. فتحول مقر الشرطة السرية فى مدينة زوارة إلى محطة راديو أمازيغيى، وأصبح أحد القصور الموجودة بالمدينة والذى يخص أحد الموالين للقذافى مكانا لورشة عمل فنية وأستوديو تسجيل لأغانيهم وقصائدهم التراثية التى كانت ممنوعة يوما ما، وأصبح نشطاء الأمازيغ مشغولين بإعادة تعلم لغتهم التى يعود عمرها إلى ألف عام، لكن لا تزال هناك تذمرات قاتمة تحدث ضدهم أيضا، حسبما تشير الصحيفة.
ففى مارس الماضى، قتل 17 شخصا بعد اندلاع قتال بين أمازيغ زوارة وجيرانهم العرب فى القرى المجاورة. وزاد من الصدامات العرقية التوترات الجديدة بشأن من فعل ماذا أثناء الثورة العام الماضى، حيث اتهم الأمازيغ جيرانهم بالوقوف مع القذافى، فضلا عن النزاعات المشتعلة على الأراضى وطرق التهريب.
وتلفت الجارديان إلى أن هذا ليس هو الصراع الوحيد فى ليبيا ما بعد الثورة. ففى ظل غياب سلطة مركزية قوية، ظهرت الخلافات العرقية فى أجزاء عديدة من البلاد، خاصة فى مدينة الكفرة فى الصحراء الواقعة جنوب شرق البلاد، حيث قتل أكثر من 150 شخصا فى اشتباكات بين رجال قبائل توبو السود وجيرانهم العرب فى الزواى، مما أدى البعض إلى التساؤل عما إذا كانت ليبيا قد بدأت تتفكك.
ويقول قادة الأمازيغ الذين لعبوا دورا كبيرا فى الإطاحة بالقذافى، إنهم يشعرون بأن الحكومة الانتقالية قد خذلتهم، ويشعرون بالغضب إزاء دور الأمازيج فى الحياة السياسية الوليدة فى ليبيا، ويقولون بشكل خاص أن الأحزاب الإسلامية تكتسح السلطة فى طرابلس، وهو ما يبدو ممكنا وإن كان كل شىء سيتضح مع انتخابات السبت المقبل.
الجارديان: ليبيا تعانى من التوترات العرقية مع اقتراب موعد الانتخابات
الخميس، 05 يوليو 2012 11:27 ص
الراحل معمر القذافى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الحاج محمد حسين السلامونى
عراق جديد ....صنعتوه...والبفية تأتى