يستضيف المعهد الألمانى للأبحاث الشرقية، فى بيروت، يوم الثلاثاء، العاشر من الشهر الجارى، الدكتور عماد عبد اللطيف، مدرس البلاغة وتحليل الخطاب، بكلية الآداب، جامعة القاهرة، للحديث حول "خريف الخطابة الرئاسية دور معارك الخطاب فى صياغة الربيع العربى".
وتدور المناقشة فى إطار أنه على الرغم من أن معظم الثورات لا تخلو من المقاصل، فإن قوتها الحقيقية إنما تكمن فى الهتافات واللافتات والشعارات والبيانات والتشكيلات الرمزية للحشود، وكلما حُيِّدت قوة السلاح المادية، هيمنت قوة الخطاب الناعمة على ساحة الثورة.
وقد كان الربيع العربى - فى أحد وجوهه- حربًا بين بلاغة الأنظمة المستبدة وبلاغة القوى الثورية، حاولتْ كل منهما تحقيق أقصى قدر من الإقناع والتأثير، تمهيدًا لإزاحة الأخرى، والسيطرة على ساحة الكلام. تلك الساحة اتسعت بفعل الثورة لتشمل -بالإضافة إلى قنوات التلفاز والصحف والإذاعات والحوارات الشخصية والندوات- ساحات الشوارع وحوائط المنازل وأعمدة الإنارة وأسطح الدبابات سوف يُكرَّس هذا البحث لاستكشاف وتحليل المناورات الخطابية التى استُخدمت لإيقاف مد الثورة المصرية أو تقليل مداها وتحجيم آثارها. وأتوقف أمام أربع ظواهر أساسية هى السيطرة على سياق إنتاج الخطب وتداولها، ولغة الخطب، وتقنيات مدح الذات، وتمثيلات الماضى وسيناريوهات المستقبل. ولأن هذه الخطب كانت تناور خطاب الثورة وتحاوره وتفنده؛ فإن هتافات الثوار وشعاراتهم وأيقوناتهم ولافتاتهم سوف تحظى هى أيضًا موضوعًا للتحليل.
وعماد عبد اللطيف، درس بجامعة القاهرة ولانكستر الإنجليزية. نشر بحوثًا بالعربية والإنجليزية حول الخطاب السياسى العربى والبلاغة المعاصرة، ويعمل حاليًا فى دراسة موسعة حول لغة السياسة فى العالم العربى. يهتم بشكل أساسى بالعلاقة بين الخطاب واستجابات الجماهير، ويسعى لتطوير حقل معرفى لدراسة هذه العلاقة يطلق عليه "بلاغة الجمهور".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة