قد يكون من المستبعد أن يقود قس إيطالى طرد من سوريا الدعوة للوحدة الوطنية لكن جهود باولو دالوجليو لتخطى الانقسامات الطائفية الحادة أكسبته أتباعا بين أبناء الشعب السورى.
وطردت حكومة الرئيس السورى بشار الأسد دالوجليو الشهر الماضى بعد 30 عاما من العمل على إحياء دير فى منطقة صخرية تشرف على الصحراء السورية، والذى أصبح مركزا للحوار بين الطوائف العرقية والدينية المتعددة فى سوريا.
ووصف نورى الجراح وهو شاعر سورى مقيم فى لندن طرد القس بأنه تصرف مشين. وقال "لابد من منحه الجنسية السورية فور عودته".
ونصب دالوجليو (57 عاما) نفسه دبلوماسيا غير رسمى نيابة عن معارضى الأسد فى الخارج. وخلال مساعى المعارضة السورية المتشرذمة للحد من انقساماتها فى اجتماع عقد بالقاهرة أمس الثلاثاء ظهر دالوجليو كشخصية رئيسية يتنقل بسرعة بين المندوبين وينقل رسائل من النشطاء داخل سوريا.
وقال إن نظام الأسد يقوم على الأكاذيب والجواسيس حتى أنه لم يعد يعلم ما هو الحقيقى وما الذى يصح. وأضاف أنه يحث كل الدبلوماسيين الذين يقابلهم على مساعدة الشعب ويطالب دولهم بإجبار الأسد على وقف العنف والرحيل.
ويأمل مؤيدو القس أن يتمكن من تحقيق ما فشلت فيه القوى الغربية لرأب الصدع بين معارضى الاسد المسلمين والمسيحيين من جهة والإسلاميين والعلمانيين من جهة أخرى والذين كثيرا ما يبدو أن العامل الوحيد الذى يجمعهم هو عداؤهم للأسد.
وقال القس إنه يرى أن الإيمان جسر لابد أن نقطعه جميعا لنكون بشرا أفضل وإن الرغبة المحمومة فى السلطة والمجد الشخصى هى ما تجعل الناس يحيدون عن الدين والمتطرفين منهم يتحولون إلى طغاة من أمثال الأسد.
وأعاد دالوجليو بناء دير مار موسى عام 1982 . وأسس رهبان يونانيون الموقع على بعد 80 كيلومترا إلى الشمال من العاصمة السورية دمشق فى القرن السادس وظل مهجورا منذ القرن التاسع عشر.
الرئيس السورى بشار الأسد
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة