قال دانييال برومبرج، الخبير بشئون الشرق الأوسط بمركز السلام الأمريكى، إن الرئيس محمد مرسى يواجه ضغوطاً لإثبات أن غير الإسلاميين سيشاركون فى الحكومة الجديدة.
وأضاف فى مقابلة له مع الموقع الإلكترونى لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، إن مرسى ربما يختار شخصية من المعارضة الليبرالية لتولى منصب رئيس الحكومة، لكن لا يمكن التخمين فى هذا الأمر.
وأوضح الخبير الأمريكى أن التحدى الأساسى الذى يواجه مرسى الآن، والأكثر ضغطاً، هو التأكد من استمرار الجمعية التأسيسية للدستور المكونة من 100 عضو، والتى تم اختيارها من قبل البرلمان الذى صدر قرار من المحكمة الدستورية العليا ببطلانه، وأن تستمر الجمعية فى عملها الرامى إلى صياغة دستور جديد، مؤكداً أن هذا الأمر يأتى فى قمة اهتمامات القيادة السياسية فى مصر.
وتابع قائلا، إن مستقبل هذه الجمعية أصبح الآن لقمة سائغة، منذ قرار حل البرلمان، إلا أنه مع اجتماع الجمعية أول أمس، الاثنين، واستمرار عملها، فإن الأمر الوحيد الذى سيحاول الرئيس تطويقه من الجيش ومن المحاكم هو الاستعداد للسماح بالجمعية التأسيسية بالاستمرار بدلاً من حلها.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة تميل إلى مساعدة مصر عبر ما يشبه خطة مارشال، قال برومبرج، إنه لا يرى الآن أية مبادرات كبيرة لمساعدة مصر على معالجة أزمتها الاقتصادية، فصناع القرار فى الحكومة الأمريكية يحاولون مصارعة التغيرات الجارية الآن، كانتخاب مرسى نفسه وما يعنيه هذا للمنطقة وللعلاقات المصرية الأمريكية وهكذا. وفى النهاية، سنرى حزمة مساعدات، دون أن يحدد الخبير الأمريكى تفاصيلها.
ويضيف قائلا، إن هناك إحساساً بالراحة لانتخاب مرسى لأن التصور كان بانتخاب أحمد شفيق سيجر مصر إلى فترة هائلة وعنيفة من عدم الاستقرار الداخلى، وهناك شعور عام بأن مرسى يحتاج إلى المساعدة بأقصى ما تستطيع أن تقدمه واشنطن.
من ناحية أخرى، قال برومبرج، إن موقف الرئيس مرسى الآن أشبه بموقف الإصلاحيين فى أمريكا اللاتينية فى الثمانينيات، عندما اضطروا للتعامل مع الجيوش القوية فى بلدانهم واضطروا إلى إبرام صفقات معهم. واعتبر خبير معهد السلام الأمريكى، أن مرسى كان فى خطبته بميدان التحرير وجامعة القاهرة شديد الوضوح فى عزمه المضى قدما فى طريق الإصلاح، وأعرب برومبرج، عن اعتقاده، أن الرئيس جاد فى ذلك، لكنه بنى حساباته على قضايا أساسية محددة، وسيضطر إلى تقديم تنازلات للجيش.
ويتابع برومبرج قائلا، إنه لا يمكن إلقاء اللوم على مرسى فى ذلك، لأنه لو ضغط بقوة عند هذه النقطة ربما يواجه رد فعل سلبيا قويا من الجيش، ورغم أن الوقت لا يزال مبكراً، إلا أن الرئيس أثبت مهارات جيدة فى محاولة التوازن بين المطالب المتصارعة، وعلينا أن ننتظر ونرى تكوين البرلمان وصفقة تقاسم السلطة التى سيبرمها مرسى مع الجيش، وسيقدم الجيش أمراً فى المقابل، وربما يكون هذا الأمر هو عدم حل الجمعية التأسيسية للدستور.
خبير معهد السلام الأمريكى: مرسى أظهر مهارة جيدة فى إحداث التوازن بين المطالب المتصارعة.. التحدى الأساسى الذى يواجه الرئيس هو استمرار عمل الجمعية التأسيسية للدستور
الأربعاء، 04 يوليو 2012 01:34 م
الرئيس محمد مرسى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى وبس
مقاطعون