بروكنجز: سيناريو أسبانيا الأفضل لمصر لكن الجنرالات لا ينوون محاكاته

الأربعاء، 04 يوليو 2012 03:13 م
بروكنجز: سيناريو أسبانيا الأفضل لمصر لكن الجنرالات لا ينوون محاكاته الرئيس محمد مرسى
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أجرى معهد بروكنجز الأمريكى مقارنة بين مصر وعدد من البلدان التى خاضت مراحل انتقالية مشابهة لتلك التى تمر بها البلاد، أشار فيها إلى أن نموذج أسبانيا الذى أيد فيه الجيش ذو التوجهات اليمنية تولى الاشتراكيين الحكم، هو الأفضل لمصر.

وفى تقرير للزميل بالمعهد عمر عاشور تحت عنوان "مصر تحبس أنفاسها، قال المعهد إن المجلس العسكرى لا ينوى بالتأكيد التخلى عن إمبراطوريته الاقتصادية الواسعة، كما أنه لا نية لديه للتخلى عن حقه فى نقض بعض القرارات التى تتعلق بالأمن القومى والسياسة الخارجية الحساسة، خاصة ما يتعلق بإيران وإسرائيل، والدخول فى الحرب.

وفى ظل غياب التسوية، والقوى التى يمكن أن تضمن شروطها، فإن الاستقطاب يمكن أن يؤدى إلى نتائج سيئة تتراوح فى الخطورة بين أسبانيا فى عام 1982 إلى تركيا عام 1980، والأكثر إثارة للقلق الجزائر عام 1992، عندما ألغى الجيش الانتصار الانتخابى الذى حققه الإسلاميون فأشعل حربا أهلية وحشية استمرت طويلا.

وعلى الرغم من الجيش المصرى ليس محل تهديد مثلما كان نظيره الجزائرى عام 1991، إلا أن لديهم ما يكفى من القوى لقلب الطاولة. وبالاعتماد على نتائج المفاوضات الحالية بين المجلس العسكرى ومرسى، وحجم المظاهرات فى ميدان التحرير وغيرهن ودرحة الضغوط من المجتمع الدولى، فإنه لا يمكن استبعاد مواجهة شديدة.

ورجح بروكنجز أن يكون السيناريو الأقرب هو ما حدث فى تركيا عام 1980 أى نتيجة غير ديمقراطية حددها الجيش دون إراقة كبيرة للدماء. ووفقا لهذا السيناريو، فإن الجمعية التأسيسية الحالية ربما يتم حلها وربما يشكل المجلس العسكرى واحدة جديدة تروق له، وسيؤثر المجلس العسكرى بقوة على عملية صياغة الدستور من أجل تكريس امتيازاته. بمعنى آخر، فإن المجلس العسكرى وليس الرئيس سيظل الطرف المهيمن فى السياسة المصرية، وهى النتيجة التى ستسفر عن مقاومة مستمرة من القوى المطالبة بالتغيير.

وأفضل نتيجة تشبه ما حدث فى إسبانيا، وهى الأكثر تفاؤلا. فبعد فوز الحزب الاشتراكى فى الانتخابات البرلمانية وتشكيلة الحكومة، قبلت المؤسسة العسكرية اليمنية بالحكم الديمقراطى الجديد وأحبطت محاولة انقلاب سعت إلى عرقلة تقدم اليسار. واتجه الحزب الاشتراكى من جانبه نحو خطوط أكثر اعتدالا، ونبذ السياسات الماركسية وقاد برنامج إصلاحى شامى أطلق عليه "التغيير".

ووجود مثل هذا السيناريو الإسبانى فى مصر، كما يقول المعهد، من شأنه يعزز آفاق التحول الديمقراطى. إلا أن المجلس العسكرى لم يبد أى رغبة فى تقليد جنرالات أسبانيا.

ومن جانبهم، فإن قيادات الإخوان المسلمين، يتبنون عادة النهج التدريجى فى إدارة الأزمات. وهذا النهج قد يكون صعبا فى ظل مواجهة الموقف الثورى. فمزيد من التقدم نحو الديمقراطية سيتطلب من مرسى أن يحافظ على الائتلاف الواسع من الإسلاميين وغير الإسلاميين، والذى جاء به إلى السلطة.

وختم بروكنجز تقريره بالقول إن الانتقال الناجح من الحكم العسكرى إلى المدنى فى تركيا وأسبانيا وفى أماكن أخرى عكس بشكل ما استمرار الدعم الأمريكى والأوروبى. لكن ربما الأكثر من ذلك، هو أن مرسى سيحتاج إلى إنجازات ملموسة فى الاقتصاد والأمن الداخلى لتعزيز شرعيته فى الداخل، وإلا فإن الجنرالات لن يعودوا إلى ثكناتهم فى أى وقت قريب.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة