تسببت المظاهرات الفئوية أمام قصر الرئاسة، مقر عمل الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، فى حالة من الارتباك داخل أروقة الحكومة، حيث سيطر المشهد على الاجتماع العاجل لمجلس المحافظين الذى ترأسه الدكتور كمال الجنزورى، رئيس الحكومة الثلاثاء، بمقر الهيئة العامة للاستثمار بمدينة نصر.
وفى الوقت الذى كان من المفترض أن ينتهى الاجتماع بعد ساعتين، على الأكثر، من انعقاده، استمر الاجتماع من الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا وحتى الرابعة عصرا، تخلله استراحة قصيرة استمرت نحو نصف الساعة، صعد خلالها الدكتور كمال الجنزورى رئيس الحكومة، إلى مكتبه بالطابق الثانى، ثم عاد الجنزورى إلى الاجتماع وتناول الوزراء والمحافظون سندويتشات "فول وطعمية"، قبل أن يقطع الاجتماع مرة ثانية ويصعد إلى مكتبه بالطابق الثانى.
وفرض مسئولو مجلس الوزراء سياجًا من السرية على الاجتماع، وتم تشديد الإجراءات الأمنية على قاعة الاجتماع بالقاعة السفلية لمقر الحكومة المؤقت، ولم تحدث هذه الإجراءات من قبل حتى على مستوى اجتماعات مجلس الوزراء نفسها، التى من المفترض أن تكون أكثر أهمية.
وبحسب مصادر مطلعة، قالت لـ"اليوم السابع"، إن "الجنزورى" قام خلال الاستراحة بتأدية صلاة الظهر، وتلقى اتصالاً من مؤسسة الرئاسة، تناول ما دار خلال اجتماع مجلس المحافظين، والتشديد على ضرورة إيجاد حلول عاجلة لعودة الإنتاج وتوفير احتياجات المواطنين، لمنح رئيس الجمهورية فى إنجاز الملفات العالقة ومساعدته فى تنفيذ تعهداته للشعب المصر، مشيرة إلى أن الاجتماع حضره 14 وزيراً، هم وزراء التخطيط والتعاون الدولى، والإسكان، والتنمية المحلية، والداخلية، والصحة، والتعليم، والتعليم العالى، والزراعة والبترول، والعدل، والبيئة، والنقل، والسياحة، والمالية.
وكانت المظاهرات الفئوية وغير الفئوية طوقت القصر الرئاسى بصفة يومية، منذ دخله الدكتور محمد مرسى رسميا كأول رئيس مدنى منتخب لمصر، الأحد الماضى، ويخشى الرئيس مرسى أن تتسبب هذه المظاهرات فى توقف عجلة الإنتاج وتحول المؤشرات المبشرة للوضع الاقتصادى فى الأيام الأولى لتوليه إلى أسوأ مما كانت عليه عقب اندلاع ثورة 25 يناير.
وانتقد مسئول حكومى بارز، خلال حديث جانبى على هامش اجتماع مجلس المحافظين، تهاون الرئيس مرسى مع المطالب الفئوية، وفتح الباب على مصراعيه أمام المتظاهرين للقائه، مشيراً إلى أن ذلك يمكن أن يكرر المشهد التى كانت تعيشه مصر فى فترة رئيس الوزراء السابق عصام شرف، وتضيع من هيبة مقام الرئاسة، وتؤدى إلى سقوط الدولة بأكملها.
من ناحية أخرى، نفى الدكتور ياسر على، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، أن يتم الإبقاء على حكومة الدكتور كمال الجنزورى لبضع شهور، حتى انتهاء المائة يوماً التى حددها الدكتور محمد مرسى لحل المشكلات العاجلة.
وقال "على" فى تصريحات صحفية له الثلاثاء، إن الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية بصدد تشكيل الحكومة الجديد وتسمية رئيسها، دون أن يزيد أو ينقص على هذا التصريح.
المظاهرات الفئوية أمام قصر الرئاسة تربك الحكومة.. الجنزورى يستأذن المحافظين مرتين للتواصل مع "الرئاسة" فى اجتماع استمر 4 ساعات.. وياسر على: لن يستمر طويلاً.. و"مرسى" بصدد تشكيل الحكومة
الأربعاء، 04 يوليو 2012 12:41 ص