بوادر انفراجة جديدة بدأت تشهدها أزمة معايير اختيار رؤساء تحرير الصحف القومية، حيث طالب على فتح الباب، ممثل الأغلبية البرلمانية بمجلس الشورى والقيادى بحزب الحرية والعدالة، الأسرة الصحفية بالاتفاق على معايير محددة لتغيير رؤساء تحرير الصحف القومية، وسوف يقوم مجلس الشورى بـ"التنفيذ"، مؤكداً على عدم وجود موعد محدد للانتهاء من تغيير هذه القيادات .
وقال فتح الباب، اليوم الأربعاء، فى لقاء مع الإعلامية جيهان منصور خلال برنامج "صباحك يا مصر" على قناة "دريم"، إن مجلس الشورى لم "يبتدع" قيامه بتولى شئون الصحافة، ولكن أعضاءه جاءوا ووجدوا هذه التركة المثقلة أمامهم، وأن هذه المهمة كانت أول القضايا على أجندته، ولا يوجد أى غرض من إثارتها فى هذا الوقت.
وشدد فتح الباب على عدم رغبة المجلس فى تكرار نفس أخطاء النظام السابق فى اختيار رؤساء تحرير الصحف، فالمعيار سيكون "الكفاءة"، وليس كما يتردد القرب أو البعد من "الحرية والعدالة"، حيث إن هناك حاجة لصحافة تعبر عن الشعب ولا تُسبح بحمد حاكم، ومساعدة الصحف المتعثرة، وتشجيع المؤسسات القومية الناجحة، وإغلاق الإصدارات الفاشلة.
وتابع ممثل الأغلبية البرلمانية فى مجلس الشورى: "الكرة فى ملعب الأسرة الصحفية، والإجراءات سوف تستمر، ولكن ليس هناك مدى زمنيا محددا لها، فهناك عشرات الصحفيين الذين تقدموا لشغل المنصب".
ورفض فتح الباب التعليق على الشائعة التى ترددت بشأن تقدم عشرات الصحفيين بطلب الحصول على "كارنية" عضوية حزب الحرية والعدالة، قائلا: "أربأ بالتعليق وأرفض أن يقال على صحفى حر هذا الكلام".
من جانبه، طالب عبدالله السناوى، الكاتب الصحفى، مجلس الشورى بتأجيل اختيار رؤساء تحرير الصحف إلى ما بعد وضع الدستور الجديد للبلاد، لأن المصلحة العامة تقضى ذلك، وإذا كان هناك حاجة لتغيير قيادات بعينها يمكن أن يتم ذلك بالانتخاب من داخل المؤسسة نفسها، مشيرا إلى أنه لو جاءت الديمقراطية بقيادات تمثل "الحرية والعدالة" سوف نضرب لها تعظيم سلام، ولكن لا يمكن القبول بغير "الديمقراطية".
وأكد السناوى أن ملكية مجلس الشورى للصحف القومية "بدعة" لا مثيل لها فى العالم، وكان أولى بالمجلس الحالى أن يتجنب "مواطن الشبهات"، خاصة وأن هناك طعنا فى دستوريته بنفس القواعد المطبقة على مجلس الشعب، متسائلا: "كيف أوفق أوضاع الصحافة القومية، وجماعة الإخوان المسلمين لم توفق أوضاعها".
بدوره دعا خالد ميرى، عضو مجلس نقابة الصحفيين، مجلس الشورى، إلى إثبات حسن نيته بأن يكون تغيير القيادات الصحفية ليس من أجل دفع سياسيات الصحف إلى اتجاه معين، وذلك بمشاركة نقابة الصحفيين، بحيث يتم إنشاء مجلس وطنى مستقل للصحافة المصرية، مشددا على أنه لا يمكن إجبار الصحفيين على أن "يحجوا" بملفاتهم وأرشيفهم عند مجلس الشورى طالبين الرضا والسماح لقبولهم كرؤساء تحرير .
وقال ميرى إن مجلس الشورى يسير على نفس منهج النظام القديم، وإذا حسنت نيته يجب إصدار مشروع قانون لإنشاء مجلس وطنى مستقل يحل محل "مجلس الشورى"، خاصة وأن هناك مذكرة وقع عليها ألف صحفى ترفض جملة وتفصيلا معايير اختيار رؤساء التحرير التى وقع عليها مجلس الشورى.
من جانبه، قال نبيل عمر، نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام، إن المعايير التى وضعتها اللجنة الإدارية لاختيار رؤساء التحرير، يمكن أن تنطبق على رئيس هيئة الصرف الصحى أو المطاحن، أو ربما أى شركة أخرى، بينما رئيس التحرير يجب أن يكون مثل "المايسترو" الذى يستطيع قيادة المؤسسة بأكملها .
وأعرب عن اعتقاده بأن مجلس الشورى ليس مهموما بإصلاح الصحافة، ولكن اختيار أشخاص بعينهم، فالأزمة الحقيقية هى أزمة فكر، رافضا شرط أن يكون رئيس التحرير من داخل المؤسسة، لأن الذى صنع "الأهرام" الحديث كان صحفيا قادما مثلا من "أخبار اليوم"، وهو محمد حسنين هيكل، فالأهم الكفاءة والموهبة .
ميرى: لن نقبل "حج" الصحفيين بأرشيفهم إلى "الشورى" للفوز برئاسة التحرير..
السناوى لـ"صباحك يا مصر": ملكية مجلس الشورى للصحف القومية بدعة
الأربعاء، 04 يوليو 2012 04:40 م
الكاتب الصحفى عبدالله السناوى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة