محمد العدوى يكتب: "عطسة" الأخلاق

الثلاثاء، 31 يوليو 2012 01:03 ص
محمد العدوى يكتب: "عطسة" الأخلاق انفلات أمنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد مرور أكثر من عام ونصف على ثورة 25 يناير التى راح ضحيتها المئات من الشهداء مطالبين بالحرية والعيش وكرامة إنسانية، خلال تلك الفترة ظهرت حالة من الانفلات العارم فى مختلف أنحاء مصر، حيث انتشرت فى البلاد عصابات لم تظهر من قبل مستغلين حالة الانفلات الأمنى التى شهدتها البلاد لفرض سيطرتهم على المناطق التى انسحب منها الأمن.. وبمعنى أدق من جميع أحياء وشوارع وأزقة مصر المحروسة.
"عصابات وبلطجية شوارع المحروسة" تسببوا فى تغيير مفاهيم الثورة لدى الفئات البسيطة من الشعب المصرى وجعلهم تلعن الثورة التى قضت على النظام السابق، والثوار الذين "خربوا بيوتهم كما أكد ملايين البسطاء" لأن ببساطة الثورة وقفت حالهم.
بسطاء مصر شاركوا فى بداية الثورة أملا فى الحصول على العيش والكرامة الانسانية، غير أنهم احترموا أنفسهم وتركوا الميادين عندما سقط النظام وتركوا البلاد ترتاح لتحقق النهضة التى كانوا يأملون ان تعود عليهم بالنفع لتحقيق هدفهم فى "الحرية والعيش والكرامة الإنسانية"، غير أنه لم يتحرك أحد ممن أطلق على نفسه اسم "النخب" لمعرفة سر ابتعاد "حزب الكنبة" كما أطلقوا عليه عن الميدان، ولعنهم الثورة والثوار.
غير أن الناظر لحال البلاد يجد أن مصر انقسمت إلى ميدانين هما التحرير والمنصة وتبارى الطرفان لإثبات تفوقهما، حيث تبارى الطرفان لحشد المواطنين من المحافظات المجاورة، ولا يخفى على الجميع أن جماعة الإخوان المسلمين سيطرت على ميدان التحرير، كما سيطر فصيل آخر أطلق على نفسه معارضى الاخوان ومرسى على ميدان المنصة بمدينة نصر متخذين من المنصة التى قتل فيها السادات مكانا لهم، المهم أن الفريقان تبارى لحشد مؤيديهم الذين لم يبلغا أكثر من 3 ملايين شخص اذا اجتمعا سويا، متناسين أن مصر قاربت على 90 مليون نسمة.
الموقف الذى تعيشه مصر حاليا ذكرنى بفيلم "أرض النفاق" الذى تم إنتاجه عام 1968 من أخراج فطين عبد الوهاب وبطولة فؤاد المهندس وشويكار وسميحة أيوب، حينما سرق جوال مكتوب عليه"حبوب الأخلاق" من أحد الشيوخ، وقام بإلقائها فى النيل ليشرب منها سكان مصر جميعهم لعودة الأخلاق لهم، وكان يصحبها عند تناول كوب من المياه "عطسه" لمعرفة بدأ تنشيط المفعول الحبوب.
الأمر الذى جعلنى على ثقة أن مصر الآن فى حاجة لتلك الحبوب لعودة أخلاق المصريين من جديد، تلك الأخلاق التى اختفت فى الأيام القليلة الماضية، وظهرت مكانها أفعالا لم تشهدها من قبل على أيدى أهلها.
مصر الآن يا سادة بحاجة إلى "ثورة أخلاق"، وليس ثورة لإسقاط شخص أو نظام فاسد، فإذا توفرت الأخلاق تغيرت الأوضاع، وأختتم كلامى بقول الإمام الشافعى "نعيب زماننا والعيب فينا..وما لزماننا عيب سوانا".






مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد محمود

فعلا هي أرض النفاق

عدد الردود 0

بواسطة:

حسام فودة

ثورة على النفس

مقال رائع لك كل التقدير و الأحترام

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة