أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد الغيطى

المسلسلات والمرشد وأبوالفتوح والقصف

الثلاثاء، 31 يوليو 2012 04:28 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كلام المرشد العام محمد بديع عن أن مسلسلات رمضان مضيعة للوقت وإفساد لمشروع التقوى، استفز الكثير من العاملين بالفن والإنتاج الدرامى، واعتبره الأديب الكبير جمال الغيطانى موقفا مرتقبا من الإبداع والفن، واعتبره يوسف القعيد تقليلاً من جهد وتعب العاملين فى هذا المجال، خصوصاً أن الدراما صناعة يعمل فيها عشرات الألوف، وفى مداخلة مع الصديق الكاتب مدحت العدل قال: إن هناك خمسة ملايين فرد يعملون فى صناعة الدراما والسينما فى مصر، وبعد البوار العام فى سوق السينما هذا العام اتجهت رؤوس الأموال إلى الدراما، وهى سلعة تصدر إلى الفضائيات العربية، وقبل الثورة كانت السينما ثانى أكبر دخل فى مصر بعد القطن. والحقيقة أن هناك ضبابية والتباسا واضحين فى كلام معظم رموز الإخوان، فهناك من ينظر للفنون أنها رجس من عمل الشيطان، وهناك من يرى أن الفن ليس إثماً كله ، ولكن هناك الفن الملزم المقيد بشروط ترتبط بالشرع أو العادات والتقاليد، ومن هؤلاء الأخ محسن راضى أكثر المتحدثين فى الفضائيات عن هذا الموضوع، وقد أرى شخصياً فى هذا مجالاً للحوار الموضوعى والهادئ، وهى وجهة نظر أفضل كثيراً من آراء وفتاوى بعض السلفيين، ومنهم الشيخ برهامى الذى أتحفنا أول رمضان بفتوى غليظة من العيار الثقيل، بتحريم المسلسلات. وهذا اللغط العارم يجعلنا نتحسس رؤوسنا، ونحذر من القادم إذا استمرت القضية محل جدل، لأنها تعيدنا إلى مربع مناقشة البديهيات، وتعريف ما هو معرف أصلاً، فمصر طوال حقب التاريخ لم تشهد قصفاً ضد الفن والإبداع كما هو حاصل حالياً، والطامة الكبرى أن كثيرين من العاملين بالحقل الإعلامى والفنى يتوجسون خيفة ويرتعشون الآن فى الإقدام على أى أعمال جديدة، وبعضهم بدأ ينافق تيار الإسلام السياسى والإخوان، وهناك جلسات تتم حالياً لإنشاء شركات إنتاج، تصنع أعمالاً بمواصفات هذا التيار، ويقينى أن هذه الخطوة لا ضرر فيها، إذا ظهرت على الساحة هذه الأعمال فى مواجهة ما ينتج حالياً، والحكم فى النهاية يكون للمتلقى، أما إذا كان الهدف عملية إحلال وإبدال وفرض قيود على حرية الإبداع تحت مسمى أنها نظيفة أو بقيود شرعية كما سمعت، فهنا يكون الإبداع المصرى فى خطر حقيقى، وأنا أقول لمن ينتقدون هذا الكم من المسلسلات، أن العقلاء والنقاد المتخصصين ضد هذا الكم فى شهر واحد، وضد الكم المفتقد للكيف والمستوى، ولكن هذه الصناعة تحكمها آليات السوق والإعلانات، وهو ما صرخنا منه مراراً وطالبنا أن تزول قبضة المعلن عن الدراما، ولكن صرخاتنا منذ سنوات ضاعت أمام سطوة المال والإعلان، لذلك لابد أن تتدخل الدولة فى تنظيم الانتاج الدرامى، وتخفيف قبضة الوكالات عنه، وعرض هذه المسلسلات طوال العام وليس فى شهر رمضان فقط .

عموماً يظل كلام المرشد الدكتور بديع قابلاً للحوار والرد، خصوصاً وهويتحدث كمرجعية للحكم والرئيس مرجعية روحية ودينية وسياسية، وهو ما يجعل من كلامه مؤشراً خطيراً، وكما قال لى أحد النقاد: ربما يتحول كلام المرشد لمشروع قانون أو إطار لمعايير يفرض علينا اتباعها وهذا يصب فى نفس الكلام الذى قاله الدكتور عبد المنعم أبوالفتوح لـ «اليوم السابع» أمس الأول.. من أن المرشد هو الرئيس الفعلى لحزب الحرية والعدالة، ومكتب الإرشاد هوالذى يدير الحزب ومؤسسة الرئاسة، وخطورة هذا الكلام أن الجماعة تنظر لمصر من زاويتها فقط، وأجندتها فقط، وأبوالفتوح لم يقل هذا الكلام من فراغ، فهو بالعشرة والجوار أقرب خبرة ومعرفة، أما كلامه عن حمدين صباحى أنه يمارس قصفا اعلاميا ضده شخصياً، وقوله بالحرف إنه الوحيد الذى يمثل الإسلام الحضارى، وأن صباحى ضد هذا المشروع، فهو قصر نظر، وحكم مطلق لا أعلم كيف أطلقه أبوالفتوح، وقصره على روحه وشخصه، فالإسلام الحضارى وعاء كبير يرى مثقفو مصر وفنانوها وكتابها أنهم منغمسون فيه.. حتى وإن لم ير ذلك الدكتور أبوالفتوح شخصياً.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

نادر السيد

سبحان الله

عدد الردود 0

بواسطة:

ابو احمد

الفن واهله

عدد الردود 0

بواسطة:

أبوالمعتصم

الفن رسالة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة