فسر المسؤولون عن الأمن تزايد الانفلات الأمنى فى بورسعيد إلى حد البلطجة العلنية خلال النهار والجريمة المنظمة بالليل والنهار، فسروا ذلك بأن السبب هو أنه فى أعقاب أحداث مباراة الأهلى والمصرى تم استبعاد نحو 900 شخص من قوة الشرطة بالمدينة، ولم يتم إحلال غيرهم محلهم. صدق أو لا تصدق. هل عرفتم الآن كيف تقوم وزارة الداخلية بنشر الانفلات الأمنى؟ ولعلك تستطيع الآن أن تنشر الذعر فى أى مدينة بدون معلم.
نعم كان هناك مخطط دائم لإحداث اضطراب أمنى كبير، تطور بسبب عدم التصدى له إلى انفلات خطير يتحدث عنه القاصى والدانى حتى هيلارى كلينتون لم يفتها التحدث عن الانفلات الأمنى فى مصر عامة وفى سيناء خاصة، بل إن أحد المحافظين أعلن أنه أصدر خلال عام واحد 14 ألف قرار إزالة لا ينفذها أحد لأن جهاز الشرطة عاجز عن التنفيذ، وأرسل مذكرة بذلك إلى الرئيس مرسى، وبرضه لا مغيث ولا رئيس.
ألا تلاحظون أن ليالى القاهرة وبدرجة أكبر ليالى المدن والقرى خارج القاهرة تخلو من أى تواجد شرطى فعال كما كنا نعرفه قبل 50 أو 60 عاماً؟ الشرطة غائبة يا أسيادنا. أصاب الرئيس مرسى حين وضع الأمن ضمن بنود برنامج الـ100 يوم الأولى فى عهده، ولكن الملاحظ أنه لم يعلن عن تفاصيل هذا البرنامج، ونحن لا نشاهد أى آثار إيجابية له على الأرض. لقد تعلمنا أن البرنامج يكون له تفاصيل بالمواعيد، وتفاصيل بالمهام، وتفاصيل بفرق العمل، ومؤشرات محددة لقياس الإنجاز، وتقارير تقيس الأداء وتبلغ المسؤول، و..، و.. وكل هذا فيما يبدو غير موجود مطلقا فى برنامج الرئيس، وإن كان موجودا فهو غير معلن، مع أن إعلانه وإشراك الناس فى الالتزام به والدعوة إليه أمر مطلوب، خصوصا فى هذه المرحلة الدقيقة من الانقسام السياسى فى مصر.. ففى هذه المرحلة يحتاج الرئيس إلى جمع الناس وحشد تأييدهم له. وأرى أن ربع أو ثلث الـ100 يوم قد فات دون أى مؤشر على الإنجاز أو على بداية التقدم.. والشاهد على ذلك أكوام القمامة فى الشوارع وحالة رغيف العيش المصرى البائس وأمن المحروسة التى لم تعد محروسة.
يا سيادة الرئيس معاونوك فيما يبدو ضللوك.. ولا نريد أن تأتى بعد عدة سنوات لتقول «لم أكن أعرف» أو «لم أكن أفهم».. نريدك أن تنجح، ولكى تنجح لابد أن تتوافر لك مقومات النجاح، وأول تلك المقومات أن تكون برامجك مقننة بطريقة منضبطة ويتم إسناد المهام فيها بشكل محدد، وتتم المحاسبة عن إنجازها بشكل دورى، وتتم الإثابة أو العقاب حسب الحالة.
سيدى الرئيس.. أخشى ما أخشاه أن يستمر معاونوك فى تعميق الفجوة بينك وبين النجاح، وتكون هناك بالفعل ثورة مضادة نجحت فى إجهاض دور الرئيس.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
Mahmoud
يا سيدي هو من ضلل الناس .. كل الناس
عدد الردود 0
بواسطة:
اخوانى و افتخر
رائع
مقال رائع