سامح جويدة

هل تنتج الأرانب «فن» أم «فرو»؟

الإثنين، 30 يوليو 2012 06:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يعرف تاريخ العالم شعبا ينتج 66 مسلسلا فى وقت واحد إلا فى عصر الأرانب ووقتها لا يطلقون عليه فنا بل «فرو».. فالفن لا يكيل بالباذنجان، وإنما يكيل بأثره فى توعية وتثقيف الإنسان فلا فائدة من الكلام عن الإصلاح واتفرج على الإخوة الأعداء مع أبوصلاح أو احلم بأربع نسوان فى الحلال مع شعبان أو اخدع الصهاينة بفرقة حسب الله.. فالشعب الذى ضحى بماله وعياله ليبنى الأهرامات ويصنع حضارة الفراعنة وسالت دماؤه ليحفر قناة السويس ويصنع أهم ممر مائى للعالم ومات من الجوع ليبنى لوطنه السد العالى.. يضحى الآن بكل ما يملك ليصنع ملحمة من المسلسلات الرمضانية وهو على أعتاب الجمهورية الثانية أو التائهة كما يطلقون عليها.. يجمع من موارده وقوت عياله الشحيح مليارا و200 مليون جنيه ليصنع غيبوبة من الدراما الرمضانية و«ادينى فى الهايف وأنا أحبك يا فننس».

الناس مخنوقة من السياسة والصراعات على الكراسى فجلست القرفصاء لتشاهد صراعات الغوازى ومعارك البلطجية وقصص المدمنين والمساطيل وحكاوى فراش الحلال وسرير الحرام والعشرات من النماذج المنحرفة الشاذة فى كل شىء.. ورزق الهبل على المجانين.. وإذا كنت أهبل فلا تنتظر أن يعاملك الناس بجدية.. ومن يظن أن تلك الأعمال الفنية العظيمة لم تأخذ من قوت عياله فهو ساذج.. فتلك الأعمال الفنية تعتمد فى إنتاجها على البيع للفضائيات التى تعتمد بدورها على الإعلانات والإعلانات تعتمد على بيع المنتجات.. فلا داعى للتذمر من الغلاء طالما أننا مستمتعون بهذه الغيبوبة العبيطة فى الشهر الكريم.

لا داعى للغضب من الارتفاع الدائم والاستفزازى لأسعار كل المنتجات والسلع والخدمات مادامت تحصل تلك الشركات على أرباح خزعبلية تتيح لها هذا البذخ والسفه فى الحملات الإعلانية.. فالفن غذاء الروح.. وعلى الجعانين اللجوء للمسلسلات لعلهم يجدون سوق العيش.. أو فليبعثوا برسالة لشركات المحمول بأن الشعب يموت من الجوع وعاوز كارت برغفين.. فهل يمكن أن يكون حصاد ثورتنا العظيمة الله يرحمها أن نستمر فى المتاجرة بهذا الانبطاح الفنى وأن ننفق عليه بدلا من إصلاح فعلى أو حتى فن حقيقى يحترم عقولنا.. أم أنه قدر هذا الشعب أن يتاجروا عليه فى كل شىء لا فرق بين الدين والفن والفكر وإعلانات الزبادى.. لذلك عادى أن يظل كل شىء على حاله بعد قرابة عامين من سقوط مبارك، فالسمكة لا تفسد فقط من رأسها كما خدعونا سابقا بل تفسد حتى من حواشيها.








مشاركة

التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

حسام

اتخنقنا و الله

عدد الردود 0

بواسطة:

كرم

10 على 10

هكذا يكون الكاتب اما يعيش عيشتنا : مقال ممتاز

عدد الردود 0

بواسطة:

طارق

الله اكبر

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

قولت اللى في قلبي كله

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة