مصطفى طاحون يكتب: مسلسلات رمضان.. إعلانات وعروض أزياء!

"مسلسلاتك عندنا"، "معانا رمضان أحلى"، "اللى جاى أحلى"، "احجز مقعدك"..
هكذا وعلى هذه الوتيرة بدأت معظم القنوات المصرية شهر رمضان الكريم، فهى تسعى لجذب المشاهدين بأى وسيلة فى شهر الخير والرحمة والمغفرة من الله، لكن خير رمضان بالنسبة إليهم هى عيون المشاهدين حيث الإعلانات المدفوعة بالملايين.

مع أول أيام الشهر الكريم ووفقا لمبدأ حب الاستطلاع قررت أن أتابع مسلسل ما، ما هو؟!

لا أعرف.. ولكننى سأشاهد المعظم وأقرر من سأعيش معه بقية القصة، وما أن فتحت التلفاز حتى قذفتنى القنوات بملايين الإعلانات فمنها إعلانات الزيت والسمن والمشروبات الغازية وإعلانات الشركات الصناعية بكافة أنواعها، حتى إعلانات الملابس الداخلية لم أنجُ من تسلطها!، والمميز فى هذه الإعلانات هو استخدام المعلنين للسيناريو الكوميدى المكتوب باحترافية، حيث يهدفون إلى تعلق المشاهد بالإعلان وترديده له ليعلق المنتج المعلن عنه بالذهن.

ولقد توصلت إلى نظرية جديدة وذلك من خلال ربط الإعلانات بالدولة التى تعرض بها، حيث اختلاف ثقافة الشعوب، فمثلا من خلال متابعتى لبعض القنوات الأجنبية خارج إطار الوطن العربى فقد لاحظت فى إعلاناتهم كل الجدية، حيث يتم الإعلان عن المنتج بطريقة عملية بحته وعرض مميزاته الفعلية بعيدا عن الكوميديا والتى تستخدمها معظم الدول العربية وبالأخص مصر، حيث الشعب المبتسم دائما والمحب للنكت رغم الحياة الصعبة التى يعيشها.

وعن مسلسلات رمضان حدث ولا حرج، فمعظم ما شاهدته كان محبطا بالنسبة لى، وأغلب المسلسلات يمكن أن نشاهدها من خلال صور أو حتى فيديو بدون صوت وذلك لضعف المستوى الفنى لمعظمهم، فجودة وأماكن التصوير والديكورات وغيرها من كماليات المسلسل أقوى بكثير من الأساسيات كالسيناريو والحوار والقصة عموما والإخراج أيضا، مما جعلنى أطلق عليها - و ليس جميعها – مسلسلات عرض الأزياء!

وقبل أن أنتهى أردت أن أضع تفسيرا لسؤال سوف يخطر ببالك فى نهاية هذا المقال وهو: لماذا تناولت الإعلانات بكل هذه الاستفاضة فى حين وصفت المسلسلات فى فقرة واحدة وبشكل سريع؟! .. الإجابة باختصار أن هذا هو واقع الفضائيات، إعلانات بالساعات محشور بينها ثمة مسلسلات!