عمرو وجدى يكتب: النظام السورى يتهاوى

الإثنين، 30 يوليو 2012 09:08 م
عمرو وجدى يكتب:  النظام السورى يتهاوى بشار الأسد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعرض النظام السورى بقيادة الطاغية بشار الأسد إلى سلسلة من الضربات المتتالية الموجعة، تدل على أن هذا النظام بدأ يتهاوى وأيامه فى البقاء فى الحكم باتت معدودة حتى وإن طالت.

فأكثر تلك الضربات وأشدها عنفا كان تفجير مقر الأمن القومى السورى على يد الجيش السورى الحر فى 18 يوليو، ومقتل عدد من أكبر أركان النظام السورى وقادته الذين كانوا مجتمعين فى المبنى و هم وزير الدفاع داود راجحة ونائبه آصف شوكت، ووزير الداخلية محمد الشعار ورئيس مكتب الأمن القومى هشام بختيار وقائد الأركان العماد حسن تركمانى.
وثانى هذه الضربات هى انشقاق العميد مناف طلاس قائد لواء فى الحرس الجمهورى السورى، وسفراء سوريا فى كل من العراق (نواف الفارس) وقبرص(لمياء الحريري) والامارات العربية المتحدة(عبد اللطيف الدباغ) وانضمامهم الى صفوف المعارضة، بالإضافة الى انشقاق أول نائبة فى مجلس الشعب السورى وهى اخلاص بدوى.
ثالث هذه الضربات هى استيلاء الجيش السورى الحر وسيطرته على معابر حدودية عديدة على الحدود مع كل من تركيا والعراق.

أيضا تأتى العقوبات التى فرضها الاتحاد الأوروبى على النظام السورى والتى استهدفت شركات ووزارات وأشخاص وتوسع لنطاق الحظر على شراء الاسلحة، و قيام عدد من الدول بطرد سفراء سوريا من على أراضيهم، لتضيق الخناق اقتصاديا وتجاريا ودبلوماسيا على نظام الأسد المستبد بهدف اسقاطه.

بالرغم من كل هذه الضربات القوية الا أن النظام السورى لم يسقط بعد،والدليل الرد القوى والفورى على عملية تفجير مبنى الأمن القومى باقتحام عدة مدن سورية وضربها بالطائرات وذلك كنوع من استعراض القوة العسكرية وكإشارة لمعارضيه بأن احتياطاته لم تنفذ بعد، وكمحاولة من ضمن المحاولات المتكررة لاضعاف المعارضة السورية وتقويض هممها وعزمها.

ويأتى الرد الأخطر من النظام السورى المستهتر هو التلويح باستخدام الأسلحة الكيماوية والجرثومية فى حالة تعرضه لأى عدوان خارجى كمحاولة أخيرة لادارة الصراع الداخلى، وللتخفيف من حدة الضغط الاقليمى والدولى. ولم يدرك النظام عواقب تلك الخطوة التى اذا حدثت ستفتح أبواب جهنم على مصراعيها فى المنطقة،وذلك لأن الصراع الداخلى سيتحول الى مايشبه حرب اقليمية وربما دولية شاملة لا يعلم عواقبها الا الله.

يعد الدعم الروسى اللا محدود (وربما بدرجة أقل الدعم الصينى) ايضا من ضمن الأسباب المهمة التى تفسر صمود نظام بشار الأسد حتى الآن وعدم سقوطه بالرغم من مرور أكثر من عام ونصف على اندلاع الانتفاضة السورية ،وتأتى أشكال هذا الدعم فى:
- الفيتو الروسى (والصينى) فى مجلس الأمن الدولى ضد قرار ادانة النظام السورى.
- مبيعات الأسلحة الروسية الى النظام السورى والتى تقدر بالمليارات.

- التعاون الاقتصادى والتجارى بين البلدين خاصة فى مجالات البترول والغازالطبيعى.
- وجود قاعدة عسكرية روسية فى ميناء طرطوس السورى التى تعد من أكبر القواعد العسكرية الروسية الخارجية.

- محاولة روسيا لعب دور قوى ومحورى فى قضايا الشرق الأوسط بصفة عامة وفى ثورات الربيع العربى بصفة خاصة وحاجتها الى وجود حليف استراتيجى قوى فى هذه المنطقة.

- رفض روسيا محاولة اقصائها من جانب الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية،فروسيا لم تنس استبعادها من اللعبة السياسية والعسكرية فى ليبيا للاطاحة بنظام القذافى، وتريد أن تكون هى الفاعل الأساسى والمحرك للأحداث فى الأزمة السورية.
وأتمنى الا يجرنا العناد السياسى بين روسيا من ناحية والولايات المتحدة وحلفائها من جهة أخرى ومحاولة كل جانب ادارة الصراعات السياسية لصالحه، الى حرب دموية لا يدفع ثمنها الا الشعب السورى.

كل هذه الأزمات التى يعانى منها النظام السورى – بالرغم من قوته النسبية والدعم الروسى له - هى اشارة الى أنه سيسقط آجلا أو عاجلا سواء باغتيال رأس النظام بشار الأسد وبالتالى انهيار أركانه، أو بالتوصل الى حل وسط مع المعارضة كما حدث فى اليمن ( وتسليم السلطة الى نائبه أو شخص أخر يتم التوافق عليه)، أو بالتدخل العسكرى من قبل قوات مشتركة من الأمم المتحدة أو حلف الناتو كما حدث فى ليبيا... وأياً ما كان سيحدث من هذه السيناريوهات أو غيرها، الا أن الشىء المؤكد بأن بشار الأسد لم يتعلم من تجارب الآخرين،و لم يعى التاريخ ولم يقرأه جيدا، ولم يفهم أن ما من نقطة دم أريقت على يد أى نظام الا وكان السقوط والتهاوى مصيره .. ولنا فى الحكام العرب أسوة حسنة.











مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

mohamed

انسي !

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة