حملة "وطن نظيف" تمت إدارتها بسياسة "التزييف والادعاء" للشوارع الرئيسية.. والقاهرة والجيزة غارقة فى القمامة أثناء وبعد الحملة.. و"اليوم السابع" شاهد عيان على الأداء التليفزيونى لرؤساء الأحياء

الإثنين، 30 يوليو 2012 12:03 م
حملة "وطن نظيف" تمت إدارتها بسياسة "التزييف والادعاء" للشوارع الرئيسية.. والقاهرة والجيزة غارقة فى القمامة أثناء وبعد الحملة.. و"اليوم السابع" شاهد عيان على الأداء التليفزيونى لرؤساء الأحياء جانب من القمامة
كتب منال العيسوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على طريقة أفلام الأبيض والأسود وطقوس الادعاء التى كانت متبعة فى عهد النظام السابق عند زيارة المسئولين للأماكن التى حددتها المحافظات، تكرر السيناريو فى حملة "وطن نظيف بدون قمامة"، التى أطلقها الرئيس الدكتور محمد مرسى، وخاصة فى القاهرة والجيزة، وكشفت اليوم السابع خلال جولته على مدار 48 ساعة، وضع الشوارع الرئيسية والشوارع الخلفية وكيف تراكمت فيها أكوام القمامة والمخلفات، وأداء الأجهزة المحلية لإدارة الحملة.

شملت جولة اليوم السابع بمرافقة وزير الدولة لشئون البيئة الدكتور مصطفى حسين كامل منطقة شارع الشركات بالزاوية الحمراء من امتداد قسم شرطة الشرابية ومرورا بمنطقة الوايلى وأرض الجنينة وحتى شارع شركة المياه وطريق الأتوستراد حتى شارع الكابلات والترول والجامع الثانى بالمطرية، وحى المرج، وشارع أحمد زكى والفيوم ومصر حلوان الزراعى ومنطقة أرض المطار بإمبابة، وترعة الزمر ببولاق، وشارع ترعة المريوطية وشارع مستشفى الصدر، وترعة الزمر بمنطقة الهرم، وشارع العروبة.

كل هذه الأماكن بلا استثناء أول مشهد لهذا الكم من التزييف والادعاء و"التشويش"، وإن كان هناك قلة قليلة عملت بجدية وبحب لمصر وللوطن لكن مجهودها كان نقطة فى بحر.


سياسة "التشويش" هى طريقة يتبعها بعض الباعة فى أسواق الجملة، حين يقومون بوضع أجمل الثمار وأنضجها على وش القفص، حتى يبدو فى صورة جميلة، لكن باقى محتويات القفص، قد تتضمن ثمارا عفنة وغير طازجة وصغيرة وتملأها "الدود الصغير".

رصدت كاميرا اليوم السابع اهتمام الحملة بشوارع رئيسية حددتها المحافظات لوزير البيئة، والغريب أن بعض هذه الشوارع لم تكن شوارع حيوية تخدم مواطنين بقدر ما كانت تخدم هيئات وشركات معينة يشوبها اتفاق ضمنى غير مكتوب على بقاء مصر غارقة فى القمامة، فى ظل تخاذل مسئولين عن القيام بدورهم.

ففى منطقة الوايلى والزاوية الحمراء شملت الحملة بداية الشارع ووقف عمال النظافة التابعين لشركات النظافة الخاصة يستعدون للكاميرات بأداء أشبه بالشو الإعلامى، وبلدوزر أو اثنين لزوم الديكور، لكن وزير البيئة قرأ الوضع وفاجئ الجميع بأنه سيتحرك من الموقع الذى أعدوه للزيارة، وكانت المفاجأة، فبطول شارع الشركات تراكمت أكوام القمامة على مسافات متقاربة عند بداية مدخل كل شارع فرعى تقريبا وبات الشارع الرئيسى الذى تملأه المدارس والمساكن، حتى وصل الوزير لنهاية الشارع تقريبا.

وفوجئ الوزير بعمال نهاية الشارع يستظلون بمبنى وبعضهم نائم والعمل متوقف، فلم يعرفوا أن الوزير سيمر من هنا، فوقف الوزير بسيارته متسائلا عن سر التوقف، فكان الرد "أصلهم مستنين بداية المرور" والجدير بالذكر أن رئيس حى الزاوية الحمراء تغيب عن الجولة وترك الأمر برمته للشركات الخاصة للنظافة.

تلك الشركات التى وقفت بمعداتها فى شارع شركة المياه غير الحيوى والذى لا يخدم سوى مدخل الشركة، تزيل المخلفات أسفل الرصيف تاركة الجزء الأعلى من الرصيف بحجة أن هناك كبلا لا يمكن للبلدوزر التعامل معه، محملا مسئولية التراكمات التى واجهه بها اليوم السابع فى الشارع الرئيسى شارع الشركات على المواطن الذى يلقيها.

وفى منطقة شارع الكابلات والترول بالمطرية من شارع مسطرد، كانت المهزلة الأكبر، ثلاث سيارات وقفت تحمل الأشجار، والمكانس وعمال لا تعرف لماذا هى موجودة هنا أو ماذا ستفعل، لكن لم ينس رئيس الحى أن يعلن عن وجوده هو ومساعده بأن الشارع بات "فلة شمعة منورة" وأنه بذل كل ما فى جهده لجعله نظيفا، وحين سأل الوزير عن العمال وأنه لا يرى أحدا يعمل فقال رئيس الحى "شغالين" آخر الشارع.

فطلب كامل أن يشاهد العمال، فرد رئيس الحى متبادلا النظرات مع مساعده وتعلو وجهة نظرة الارتباك، "المسافة بعيدة يافندم ما ينفعش تمشيها"، ففاجئه الوزير أنه سيذهب إليهم على قدميه، وكانت الصاعقة الشارع من بدايته خلف مسجد الحاجة صفية مرتعا للقمامة والمخلفات وطالب الأهالى الوزير بالدخول بعيدا عن السور ليرى الواقع وتلال القمامة والحيوانات النافقة التى لا يرفعها الحى ويتركها للمواطنين ليحرقوها، وحين طالب الوزير بضرورة تنظيف هذه المساحة الكبيرة من الأرض، خرج رئيس الحى عن صمته ودهشته من المنظر الذى رآه الوزير، "أصل يافندم الأرض دى أوقاف ومنقدرش نتصرف فيها والبلطجية مستوليين عليها".

كل هذا الحوار يبدو عاديا جدا ومتكررا، وتعودنا على رؤيته وسماعه فى كل الأفلام القديمة، لكن المفاجأة المضحكة حين قرر الوزير استكمال الجولة ليذهب للعمال الذين يعملون فى آخر الشارع على حد قول رئيس الحى، الذى قال "معلش يافندم أصلهم راحوا يصلوا الجمعة" رغم أن حتى الجامع لم يؤذن لبدء الصلاة، ووقف الوزير ضاحكا ماشى، نستناهم لبعد الصلاة، والتف الأهالى حول الوزير ليخبروه عن مشاكلهم فى البيئة والصرف والتلوث الصناعى، ووقتها اختفى رئيس الحى نهائيا".

هذا مجرد نموذج فقط لأداء رئيس حى، قد يبدو سيئا لكنه تكرر بشكل أو بآخر فى كثير من الأحياء، أداء عقيم تقليدى، السيارات التى تحمل الأشجار التى تتم زراعتها تركن على الرصيف، والأطفال يرتدون تى شرتات وقائد المجموعة يقف بجوارهم وكثير من الجرافات والمكانس ولم ينسو "الجوانتى الأصفر".. مشهد واحد بنفس السيناريو، يتكرر بأشكال مختلفة ليرصد كيف تصارعت مجموعة من الأحزاب والقوى السياسية وبعض الجمعيات الأهلية على سرقة الكاميرا، وأبدعوا فى رسم الشو، دون مضمون فعلى، ليأخذ كل فريق مساحة لا تتجاوز خمسة أو عشرة أمتار يزرع فيها شجرة ويدهن رصيف، ويهرول للتصوير مع الوزير.

فيلم الحملة من إخراج وتنفيذ جهات عديدة مشتركة، تسارعت على الكاميرات بالتى شيرت والكاب، والأطفال صغيرة فرحانة بالصور، ولم تنس كل جهة أن تعلن عن نفسها بشعار أو لافته أو لحية، مع أهمية إعلانها عن دعمها لبرنامج الرئيس.

لم يكلف أحدهم نفسه أن يدخل على بعد أمتار للشوارع الجانبية، أو امتداد المنطقة التى يقف فيها، لتضعه أكوام القمامة -التى ارتفعت تلالا ووصلت للجبال أحيانا -أمام نفسه وتكشف ادعائه وتزييفه، وتخبره أن القمامة مازالت موجودة وعليهم جمعيا أن يبحثوا عن طريقة حقيقية وحل فعلى لإزالة القمامة.







































مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عصام

انا نفسي افهم متى ستتوقفوا عن نشر الشائعات

عدد الردود 0

بواسطة:

د/ صافي احمد

اين الحياديه كل شيء سئ

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري اصيل

كفاية احباط

عدد الردود 0

بواسطة:

د محمد

كنت اتمنى

عدد الردود 0

بواسطة:

بلاغ رسمي للسيد رئيس الجمهورية

بلاغ رسمي للسيد رئيس الجمهورية

عدد الردود 0

بواسطة:

بلاغ رسمي للسيد رئيس الجمهورية

بلاغ رسمي للسيد رئيس الجمهورية

عدد الردود 0

بواسطة:

YAHIA

خلينا إيجابيين

عدد الردود 0

بواسطة:

Masry

عارض بقي يا دكر منك له

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد كامل

تلال القمامة بجوار حى عين شمس

عدد الردود 0

بواسطة:

Ahmed

حسبى الله و نعم الوكيل: حملة المائة يوم من الوهم و الشو الإعلامى

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة