وزير إسرائيلى سابق يدعو تل أبيب لمد يد التعاون لمرسى

الثلاثاء، 03 يوليو 2012 05:07 م
وزير إسرائيلى سابق يدعو تل أبيب لمد يد التعاون لمرسى الرئيس محمد مرسى
كتبت إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال يوسى بيلين، الوزير الإسرائيلى السابق لدى حكومات إسحق رابين وشيمون بيريز وإيهود باراك، إنه على الرغم من أن الرئيس المصرى الجديد قد يكون غير معتدل لكنه يستحق فرصة لإثبات أنه ليس عدوا.

وأشار بيلين فى مقاله بمجلة فورين بوليسى إلى أن مرسى سيواجه قريبا صراعات حتمية بين الحرية وحقوق الإنسان من جهة والمفاهيم المبنية على الدين لديه من جهة أخرى، لكن لا نستطيع أن نعرف كيف سيعمل على حلها. فالقيم التى لديه تبعد كثيرا جدا عن قيم الغرب الليبرالى: والأمريكيون لن يشعروا بالراحة إزاء حقيقة أنه سعى من خلال خطابه بميدان التحرير لإطلاق سراح الإرهابى عمر عبد الرحمن، المعتقل لدى الولايات المتحدة.

وقال يمكن لإسرائيل أن تدعو الرئيس المصرى لاستضافة المحادثات بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية. وهذا من شأنه أن يمنح المصريين فرصة المشاركة فى حل النزاع، وتطوير قناة هامة بين إسرائيل وحكومة مرسى. وختم مؤكدا أن هذا هو الوقت المناسب لمد يد التعاون للرئيس الإسلامى الجديد وتقديم ما هو متاح من مساعدة. فما لم يتم مد اليد أولا فسيصبح الاستياء المصرى تجاه إسرائيل وأمريكا والغرب أكثر عمقا.

وأشار إلى أن تصريحات مرسى إزاء إسرائيل قاسية جدا، فلقد كان نشاطه الأول بالجماعة هو مناهضة أعمال إسرائيل وقد عارض اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، حتى أنه ذهب إلى فكرة حمقاء لطرح معاهدة السلام فى استفتاء شعبى. وهذا العضو المتشدد بجماعة الإخوان المسلمين يتقلد منذ 30 يونيو أكثر منصب مهم فى الشرق الأوسط.

ويتابع السياسى الإسرائيلى الذى عمل على اتفاق أبو مازن- بيلين بين عامى 1993 و1995، أنه حتى لو كان جنرالات المجلس العسكرى قلصوا سلطات الرئيس من خلال الإعلان المكمل للدستور، فإن مرسى يظل رئيس أكبر بلد عربى فى العالم. فلديه مبرر قوى وقراراته ستؤثر فى مستقبل الشرق الأوسط، ومستقبل الصراع العربى الإسرائيلى، حتى وإن لم يرغب الجنرالات فى ذلك. وأى محاولة لمعاقبة مرسى بعزله أو دفع مصر نحو إقناع الناخبين أن إنتخابه كان فشلا ذريعا، سيكون خطأ فادحا.

وأكد بيلين، الذى دشن اتفاقية أوسلو للسلام عام 1992، أنه يتعين على العالم احترام وعوده، المالية والسياسية، تجاه حكومة مرسى. فحجب المساعدات الأمريكية عنها يعنى سحب المساعدات عن مصر وإيذاء للشعب المصرى دون سبب. كما أن حجب المساعدات سيؤدى إلى تفاقم العداء المصرى للغرب وتعزيز كل من يجادل بأن مرسى فشل فى منصبه بسبب وقف المساعدات.

وفيما يتوقع بيلين فشل مرسى فى إدارة البلاد، لكنه يشير أن فشله لن يعنى تحول أصوات الناخبين للمرشح المناسب المرة القادمة. ففشل حماس فى إدارة قطاع غزة تم إلصاقه بإسرائيل. وتابع قائلا: لا أحد يعرف بالضبط ما الذى سيفعله رئيس هذا البلد الكبير المعدم، وأنا أعتقد أن مرسى نفسه لا يعرف الإجابة. فالمعضلات التى يواجهها مروعة، فلقد ألزم نفسه بإنقاذ اقتصاد البلاد المنهار وتقليص تأثير المؤسسة العسكرية القوية والتوفيق بين شعارات الإخوان الدينية والممارسات العملية فى إدارة البلاد.

ويمضى مشيرا إلى أن الإخوان المسلمين فى مصر لديهم عداء عميق للجمهورية التركية التى أسسها أتاتورك. ولفت إلى سخط وانتقاد الإخوان لرئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان واتهامه بالتدخل فى الشأن المصرى حينما دعا لتطبيق الدولة العلمانية قبل عام.

وبالنظر إلى عداء الإخوان العميق القاسى لنا، يقول بيلين، فإننى لا أقترح أن نقدم للمصريين عناق الدب الكبير، لأنه سيتم رفضه على الفور. لكن هناك سبيلا وحيدا يمكن للحكومة الإسرائيلية التمهيد من خلاله لعلاقات أفضل مع القاهرة، وهذا قد يتم من خلال إجراء حوار مع الفلسطينيين بشأن اتفاقات تقود إلى وضع دائم للفلسطينيين.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة