ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم الثلاثاء، أن مشروع القانون الروسى الذى يهدف إلى عرقلة نشاط منظمات المجتمع المدنى العاملة داخل روسيا من تلك التى تتلقى تمويلات من الخارج - وضمنيا من قبل الولايات المتحدة - يأتى فى لحظة "صعبة" تشهدها العلاقات بين واشنطن وموسكو وسط الخلافات الحادة بين الجانبين حول سوريا ومنظومة الدفاع الصاروخى والنووى الإيرانى.
ولفتت الصحيفة - فى سياق تعليق أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت - إلى أن البرلمان الروسى يعتزم مناقشة المشروع اليوم والذى يحظى بدعم من الكريملين فى تحرك يصور وكأنه رد فعل انتقامى مقابل مشروع قرار أمريكى باسم "ماجنستكى" يعكف الكونجرس على مناقشته حاليا.
وأردفت الصحيفة تقول إنه منذ البداية، حاولت إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما تجنب الربط بين قضية وأخرى فى سياساتها تجاه روسيا؛ فقد أبدت إدارة الرئيس أوباما-على سبيل المثال-معارضتها لتمرير مشروع قانون "ماجنستيكى" والذى يقضى بفرض تجميد الأصول وحظر التأشيرة على ستين شخصا اعتبروا مسئولين بدرجة ما عن احتجاز المحامى الروسى ماجنتسكى ووفاته.
وتابعت الصحيفة إلا أنه وعلى الرغم من ذلك فلا تزال التوترات والتصدعات العميقة التى طالت العلاقات بين البلدين تنذر بانشقاق الصف وتفتيت البيت الأبيض، مشيرة إلى أن لحظة الحسم فى العلاقات المتوترة بين البلدين تمثلت بعودة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين مرة أخرى إلى الكريملين خلال الانتخابات الرئاسية التى شهدتها روسيا فى شهر مارس الماضى.
ونقلت الصحيفة عن جورجى ميرسكى (خبير فى السياسات الروسية فى منطقة الشرق الأوسط ) قوله "إن بوتين يعتقد فى قرارة نفسه أن الغرب عدو لبلاده وأنه يسعى بالضرورة إلى اكتشاف نقطة ضعف فى "درعه الواقى" كى يثرى نفسه على حساب روسيا ومن ثم فيتعين على موسكو الرد بالمثل".
وأضاف فى تصريحه لصحيفة "واشنطن بوست الأمريكية "أن هذا يفسر موقف بوتين تجاه الأزمة الدائرة فى سوريا وأيضا الهجوم الجديد الذى يشن ضد منظمات المجتمع المدنى؛ فقد اتهمها بأنها تعمل وفق توصيات من قوى أجنبية فضلا عن محاولتها إشعال فتيل انتفاضة سياسية. كما أنه وجه اتهاما إلى وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون بإعطاء الضوء للتظاهرات المناوئة للحكومة الروسية فى فصل الشتاء الماضى.
وأشارت الصحيفة إلى أنه فى حال تبنى مجلس الدوما الروسى مشروع ذلك القرار فإنه سيضع ما يطلق عليه أنصار منظمات المجتمع المدنى "أعباء شاقة وثقيلة" على المنظمات التى تنخرط فى أنشطة قد تؤثر على الرأى العام وتتلقى دعما ماليا خارجيا.
ونوهت إلى أنه قد تتقدم طلبات بشأن تسجيل تلك المنظمات تحت اسم "عملاء أجانب" وخضوعها إلى فحص وتدقيق ضريبى مرتين سنويا ورقابة مشددة من قبل مسئولين معنيين بتطبيق القانون، فضلا عن تضمين عقوبات صارمة قد تصل إلى حد أحكام بالسجن فى المخالفات والتجاوزات.
وتابعت الصحيفة بالقول إن منتقدى إدارة الرئيس أوباما يقولون إن النزعات والخلافات مع موسكو دليل على أن فكرة "إعادة ضبط" العلاقات مع روسيا لم تفلح، فيما يشير أنصارها إلى انضمام موسكو الوشيك إلى منظمة التجارة العالمية ودعمها اللوجيستى المتواصل فى نقل الموارد العسكرية الأمريكية إلى وخارج أفغانستان.
فى السياق ذاته، وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم الثلاثاء مشروع القانون الروسى ضد منظمات المجتمع المدنى التى تتلقى تمويلات أجنبية بأنه أحدث تحرك من قبل السلطات الروسية يهدف إلى كبح جماح المعارضة.
واعتبرت الصحيفة-فى سياق تعليق أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت-أن ما يقتضيه القانون بإطلاق مصطلح "عملاء أجانب" على تلك المنظمات إنما يعيد لأذهان الروس مصطلح "الجاسوسية" إبان حقبة الحرب الباردة بين موسكو وواشنطن، كما أنه يزكى التشكيك فى وتشويه سمعة تلك المنظمات أمام أعين الرأى العام الروسى.
موضوعات متعلقة:
http://www2.youm7.com/News.asp?NewsID=722013
روسيا تشدد قوانين عمل الجمعيات الخيرية الممولة من الخارج
واشنطن بوست: تشديد روسيا عمل المنظمات يزيد التوتر بين موسكو وواشنطن
الثلاثاء، 03 يوليو 2012 11:16 ص