قالت مجلة نيوزويك الأمريكية إن السياسة التى تبنتها الإدارة الأمريكية الحالية إزاء مصر تعد دليلا على مدى نجاح إدارة باراك أوباما فى التعامل بشكل جيد مع تراجع نفوذ الولايات المتحدة وتأثيرها عالميا.
وأضافت المجلة فى تقرير على موقعها الإلكترونى قائلة إن مصر كانت منذ السبيعينات أحد أعمدة الهيمنة الأمريكية فى الشرق الأوسط، فقد ساهم حكامها المستبدون فى تحقيق السلام مع إسرائيل، وتعاونوا مع الجهود التى تقودها الولايات المتحدة لإجبار الفلسطينيين على أن يحذو حذوها، وساعدوا أمريكا فى معاركها المتعددة ضد الإسلاميين واليساريين، صحيح أن حسنى مبارك وسابقه أنور السادات لم يكونا مثاليين فقد عززوا من العداء لأمريكا وإسرائيل، وأحرجا واشنطن بسياسات القمع والفساد. لكن على مدار أكثر من ثلاثة عقود، كانت مصر يقودها رجالا أكثر دعما للسياسات الأمريكية من الشعب الذى كانا يحكمانه.
وهذا أصبح أقل الآن. فأوباما، كما تقول الصحيفة، تعامل بشكل جيد مع تراجع النفوذ الأمريكى فى القاهرة، حتى إن بعض المحافظين يلقون عليه اللوم فى خسارة مصر. وتسترك المجلة الأمريكية قائلة إن أوباما لم يخسر مصر لأن أمريكا لم يكن يوما تملكها. فالمصريون العاديون لم يحتضنوا أبدا التحالف مع الولايات المتحدة، لأن هذا التحالف لم يحقق لهم لا الحرية ولا الازدهار. وما خسره أوباما كان نظاما راغبا فى أن يحقق لأمريكا ما تريده حتى لو كان ضد رغبات الشعب، وتوقعت الصحيفة أن تكون الأمور فى مصر أسوأ مما هى عليه الآن.
وتمضى الصحيفة قائلة إنه مع إندلاع ثورات الربيع العربى واجه أوباما قرارين، وفى كليهما خدمت رغبته فى قبول الواقع الجديد ونظام ما بعد أمريكا كلا من البلدين بشكل جيد. الأول مع اندلاع الثورة، حيث واجه أوباما انتقادات واسعة لعدم وقوفه مع حليف أمريكا القديم، لكن لو كان أوباما فعل غير ذلك لتحولت مصر إلى سوريا اليوم، وربما تحولت المعارضة إلى شكل عنيف، وربما انهارت فرص مصر فى تأسيس نظام شبه ديمقراطى.
والثانى كان الأسبوع الماضى عندما ضغطت أمريكا على المجلس العسكرى لمباركة انتخاب محمد مرسى مرشح الإخوان المسلمين، على الرغم من أن فوز أحمد شفيق كان ليكون فى صالح أمريكا بشكل أكبر.
ولا يعنى أن ما يحدث الآن فى مصر يدعو للاحتفال، فمصر محاصرة فى صراع بين النخبة العسكرية التى تسعى للحفاظ على النظام القمعى القديم والحركة الإسلامية التى تسعى إلى خلق نظام قمعى جديد، على حد تعبير المجلة.
وتشير نيوزويك إلى أن أوباما يواجه واحدة من أصعب الحقائق فى مصر والشرق الأوسط، ألا وهى أن الديمقراطية فيه ربما تكون غير ليبرالية ومناهضة لأمريكا فى الوقت نفسه. وفى ضوء ذلك، فإن أوباما قد فعل الصواب حيث ساعد على تجنب إراقة الدماء، ودعم مبادئ ديمقراطية حتى بالرغم من أنها ستمكن شعب لا يعجبنا، وبذلك أبقى قنوات اتصال مفتوحة مع كلا طرفى الصراع على السلطة فى مصر.
نيوزويك: مصر نموذج لكيفية تعامل أوباما الجيد مع تراجع نفوذ أمريكا
الثلاثاء، 03 يوليو 2012 11:00 ص